من أهل الدار
تاريخ التسجيل: October-2013
الجنس: ذكر
المشاركات: 85,047 المواضيع: 81,634
مزاجي: الحمد لله
موبايلي: samsung j 7
آخر نشاط: منذ 4 ساعات
نافذة على التاريخ السياسي للعراق المعاصر من الإحتلال البريطاني إلى الامريكي
نافذة على التاريخ السياسي للعراق المعاصر من الإحتلال البريطاني إلى الامريكي
المقدمة
لاشك ان الظروف الاستثنائية التي احاطت بالبلاد خلال وبعد العمليات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية في 20/اذار/2003 والتداعيات التي تلت ذلك بدءاً من سقوط الطاغية في التاسع من نيسان 2003 والتي ما زالت مستمرة الى الان. سوف تبقى مستمرة الى ان يتحقق الجلاء لجميع القوات الاجنبية وتنتزع السيادة ليعود العراق كما كان بعد ثورة الرابع عشر من تموز/1958 حراً مستقلاً.
نعم انها ظروف استثنائية لانها من تداعيات الاحتلال وادت الى تدمير كل ما يرمز الى الدولة ناهيك عن البنى التحتية التي لها علاقة مباشرة بحياة المواطنين اليومية. ولقد استطاع الاحتلال ان يستغل تلك الظروف لمصلحته الخاصة من خلال العمل المتواصل على تعميق النعرات القومية والطائفية والمذهبية التي ترتكز عليها سياسة (فرق تسد) لبعثرة الجهد الوطني وتدمير كل ما من شانه ان يقوي الوحدة الوطنية التي تعد شرطاً اساسياً لتحقيق المشروع الوطني، الذي يضع شعار “العراق اولاً” في مقدمة الاهداف التي يناضل من اجل تحقيقها الشعب العراقي.
التطورات السياسية في اعقاب الحرب العالمية الثانية:
في منتصف العام 1944 اجبر الوصي عبد الاله نوري السعيد على تقديم استقالته وكلف حمدي الباجه جي بتأليف وزارة جديدة سميت بوزارة الوصي لانه كان صاحب اليد الطولى في اختيار اعضاء الوزارة التي اخذت خطوات عديدة من اجل اعادة الحياة الطبيعية فسمحت للنشاط السياسي والتنظيم النقابي واجازت الصحف المحلية كما خففت من حدة الاحكام العرفية التي كان معمولاً بها منذ فشل حركة مايس /1941م. وكان من بوادر هذا الانفتاح فسح المجال للحزب الشيوعي العراقي لممارسة نشاطه من قبل الحكومة وذلك لوقوف الاتحاد السوفيتي الى جانب الحلفاء.حيث اقامت حكومة الباجه جي علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي نهاية عام 1944م.
ومن الاحزاب السياسية التي ظهرت الى الوجود خصوصاً بعد خطاب الوصي عبد الاله في مجلس النواب بتاريخ 27/1/1945 والذي اعلن فيه عن نية الحكومة في تحقيق اصلاحات اجتماعية وسياسية واسعة هي:
- حزب الاتحاد الوطني
- حزب الشعب
- الحزب الوطني الديمقراطي
- حزب الاحرار
- حزب الاستقلال
كما برز على الساحة السياسية آنذاك تنظيم طلابي يمثل جميع الاحزاب السياسية السرية والعلنية تحت اسم (لجنة طلاب الكليات والمعاهد) لتنسيق نشاط الطلاب حيث لعب هذا التنظيم النقابي الطلابي دوراً بارزاً في مظاهرات 27/1/1948 (يوم وثبة كانون) التي اجبرت صالح جبر على الاستقالة وبالتالي اسقاط معاهدة بورتسموث والى الابد والتي سبق وان وقعها (صالح جبر) مع (بيفن) وزير خارجية بريطانيا في 15/1/1948 في مدينة بورتسموث.بعد سقوط وزارة صالح جبر ومن باب التهدئة كلف محمد الصدر بتشكيل الوزارة الجديدة ولكن وبعد ان استطاعت وزارة محمد الصدر من تهدئة الاوضاع قدمت استقالتها بعد مرور (5) اشهر على تشكيلها ليتم تشكيل وزارة جديدة برئاسة مزاحم الباجه جي التي قدمت هي الاخرى استقالتها لتعقبها وزارة جديدة برئاسة نوري السعيد الذي قرر في حينها تشكيل حزب سياسي يضم مختلف الاحزاب الوطنية تحت اسم (الاتحاد الدستوري) بتاريخ 21/11/1949 واصدر جريدة باسم جريدة الاتحاد الدستوري اما سامي شوكت وهو احد المقربين من نوري السعيد فقد الف (حزب الاصلاح) واصدر جريدة الاصلاح.وقد ظهر الى جانب هذين الحزبين حزب حكومي ثالث هو (حزب الامة الاشتراكي).
لم يستمر الوضع السياسي في العراق كما هو بل يعتبر العقد الخامس من القرن العشرين منطلقاً لاحداث كبيرة وقتئذ حيث تحسنت ظروف الحركة الوطنية وظهرت منظمات جديدة مثل (نادي البعث العربي) الى جانب عودة النشاط النقابي والعمالي وتأسيس حزب سياسي جديد هو (حزب الجبهة الشعبية المتحدة) وبروز تنظيم سري جديد هو (حزب البعث العربي الاشتراكي).
تبلور العمل الوطني وظهور جبهة الاتحاد الوطني:
ونتيجة للظروف التي كانت تمر بالعراق عادت فكرة الجبهة الشعبية من جديد وعلى اسس جديدة وبنطاق اوسع مما كانت عليه عندما تشكلت لخوض انتخابات 1954 ففي عام 1955-1956 جرت اتصالات بين القوى الوطنية المختلفة وكانت (الانتصارات التي احرزها الشعب العربي في سوريا ومصر والاردن وتصاعد ثورة الجزائر وتأزم الوضع الداخلي وتدهور الاقتصاد الوطني وتقييد الحريات الديمقراطية) كل هذا صهر الافكار الوطنية المتباينة في بودقة الجبهة الوطنية ولكن الدور الحاسم في هذا الموضوع يعود للعدوان الثلاثي على مصر الذي الهب المشاعر الحية في الشعب العراقي بحيث تبلورت في (جبهة الاتحاد الوطني) فأجتمع في اليوم الاول من العدوان ممثلون عن:
1- حزب الاستقلال
2- الحزب الوطني الديمقراطي
3- حزب البعث العربي الاشتراكي
4- الحزب الشيوعي العراقي
5- مجموعة المستقلين.
بدايات الحركة الاسلامية المعاصرة:
الحزب الجعفري: تأسس الحزب في العام 1952 بعد ان اجتمع كل من (الشهيد الحاج عبد الصاحب دخيل،السيد حسن شبر، صادق القاموسي) لوضع نواة حزب اسلامي اسموه (الحزب الجعفري) ونتيجة لضعف الامكانات المادية لهذا الحزب السري الجديد كانت منشوراته تكتب بخط اليد وتوزع للثقاة خوفاً من افتضاح تنظيم الحزب وخلاياه.وكان الحزب يؤكد في هذه المنشورات على ضرورة الالتزام بالدين الاسلامي وبمذهب التشيع.علماً ان الحزب استمر في نشاطه لمدة سنة تقريباً الا انه لم يواصل العمل للصعوبات التي واجهته وقتئذ.
التنظيم الشيوعي في الجيش العراقي:
اللجنة الوطنية لاتحاد الجنود والضباط: وهي تنظيم شيوعي تشكل في الجيش العراقي في كانون الاول /1954 بقرار من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي لاستئناف النشاط الحزبي في صفوف القوات المسلحة.واصدرت نشرة سرية بأسم (حرية الوطن) حيث صدر العدد الاول منها في كانون الثاني/1955 .
القوى السياسية عشية 14/تموز/ 1958 :
بعد توقيع المعاهداة العراقية البريطانية عام 1930 نما وتطور بين خريجي المعاهد والكليات تياراً فكرياً سياسياً اراد ان يعطي الوطنية مفهوماً اوسع من الاستقلال السياسي وهو المضمون الاجتماعي.فالى جانب الاستقلال يجب العناية الواقعية بمصالح الشعب (الاهالي) وهم القوة التي تستند عليها حركة المطالبة بالاستقلال.وكان يمثل هذا التيار خلال مرحلة الثلاثينات (حسين جميل، عبد القادر اسماعيل،محمد حديد،عبد الفتاح ابراهيم) وتم اصدار كتاب صغير حدد مفهوم الشعبية بما يلي (وجود دولة ذات سيادة،وان تكون السيادة للشعب وعلاقة الافراد بها ديمقراطية دستورية وتتدخل في تنظيم المجتمع) ان مفهوم الشعبية التي تبناها هؤلاء اقرب الى (البرجوازية الوطنية المتقدمة) وقد انضم الى هذه الجماعة ايضاً (جعفر ابو التمن،كامل الجادرجي،عزيز شريف). وفي عام 1935 انضم حكمت سليمان الى جماعة الاهالي ومنذ دخوله انقسمت الى ثلاث فئات:
- جماعة اليمين: حكمت سليمان وجعفر ابو التمن الرافضين لتكوين حزب سياسي.
- جماعة اليسار:عبد الفتاح ابراهيم وعبد القادر اسماعيل حيث كان عبد الفتاح ابراهيم من دعاة تكوين حزب يساري.
- جماعة الوسط: محمد حديد وكامل الجادرجي.
واتجه تفكير جماعة الاهالي الى تكوين علاقة مع الجيش وكان حكمت سليمان من الداعين الى هذا الاتجاه وجذب اليه بكر صدقي.الا ان (ياسين الهاشمي) الغى جميع الاحزاب والجمعيات السياسية اثناء وزارته عام 1935 ولم يسمح بتشكيل الاحزاب السياسية بشكل رسمي حتى عام 1946م.
خطاب الوصي مطلع عام 1945م:
ان اهم ما جاء في خطاب الوصي (عبد الاله) في 27/1/1945م كان فيما يخص الاحزاب والهيئات السياسية الوطنية التي قال عنها (لم يعد يصح بقاء البلاد خالية منها ستتقدم الى الامة بخططها ومناهجها في معركة الانتخابات فمن فاز فيها على سواه بثقة الشعب وتأييده اضطلع بالحكم ونهض بمسؤولية تنفيذ تلك السياسة الوطنية).
واستناداً الى هذا الخطاب وبعد ان تشكلت وزارة توفيق السويدي فسح المجال لتأسيس الاحزاب حيث اجازت وزارة الداخلية في 2/2/1946 تأليف خمسة احزاب سياسية ولم تجز حزب (التحرر الوطني) بدعوى تطرفه وعدم الاطمئنان اليه.ويمكننا ان نحدد الاحزاب والقوى السياسية التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية كما يلي:
اولاً: الاحزاب المؤيدة للسلطة:
- حزب الاتحاد الدستوري.
- حزب الامة الاشتراكي
ثانياً: احزاب المعارضة:
أ. العلنية:
1- الحزب الوطني الديمقراطي.
2- حزب الاستقلال
3- حزب الشعب
4- حزب الاحرار
5- حزب الاتحاد الوطني.
ب. السرية:
1- الحزب الشيوعي العراقي.
2- حزب البعث العربي الاشتراكي
3- الاحزاب الكردية
ثالثاً: العلاقات بين القوى السياسية:
- لجنة الدفاع عن فلسطين.
- الجبهة الوطنية في العراق عام 1954
- جبهة الاتحاد الوطني.
رابعاً: حركة الضباط الاحرار
اولاً: الاحزاب المؤيدة للسلطة:
1- حزب الاتحاد الدستوري: اسسه نوري السعيد بتاريخ 24/11/1949 وضمت الهيئة المؤسسة للحزب خليطاً من الاقطاعيين والموظفين الكبار امثال خليل كنه وضياء جعفر وكان جل اهتمام الحزب هو مساندة السلطة من جهة، ومقاومة الحركة الوطنية من جهة اخرى. اما سياسة الحزب الداخلية فقد حددها منهاجه بـ (تحقيق اصلاح عام يستهدف النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفق نهج علمي شامل يأخذ بالتجديد النامي).
اما بشأن القضية الفلسطينية فقد اكد الحزب مواصلة الجهاد (لنصرة فلسطين وانقاذها ومكافحة الصهيونية لدرء اخطارها عن البلاد العربية.
وبخصوص العلاقات مع بريطانيا فانه كان يرى ضرورة استمرارها بأعتبارها تحقق المصلحة للبلدين.
2- حزب الامة الاشتراكي: اثناء انتخابات المجلس النيابي عام 1947 شكل صالح جبر تجمعاً سياسياً اطلق عليه اسم الكتلة وضمت في عضويتها صادق البصام وعبد المهدي المنتفجي وكانت غايتها الفوز في الانتخابات والوصول لرئاسة الوزراء.ولاجل ذلك تقدم صالح جبر في 20/6/1951 بطلب الى وزارة الداخلية لتشكيل حزب سياسي باسم (حزب الامة الاشتراكي) وتم اصدار جريدتي (الامة والنبأ) لتكونا لساناً غير رسمي لصالح جبر.وضمت الهيئة المؤسسة للحزب بألاضافة اليه (عبد المهدي عبد الكاظم الشمخاوي،جواد جعفر،عبد الرزاق الازري،عز الدين النقيب، احمد الجليلي،حبيب الطالباني،محمد النقيب، لطيف الشاوي،حنا الخياط) وقد حدد منهاج الحزب سياسته الداخلية والقومية والعالمية.
فعلى المستوى الداخلي جاء في المنهاج (ان الحزب يعنى العناية التامة بكافة شؤون البلاد السياسية والادارية والعمرانية والتعليمية والاقتصادية) كما اكد الحزب على ضرورة تعزيز الحياة الديمقراطية وشجب الحزب الاتفاقية المعقودة في 3/2/1952 بأعتبارها لاتحقق مصلحة العراق.
اما على المستوى العربي (فقد اكد الحزب العمل على تحقيق الاماني العربية في فلسطين /وبصدد علاقة العراق مع بريطانيا فقد اكد الحزب على ضرورة قيامها على اساس الصداقة والمنافع المتبادلة بشرط ان يكون تبني المصالح الوطنية من سمات التعاون مع بريطانيا.اما عن الاشتراكية فهي مجرد دعاية كلامية حيث اكد الحزب التملك الشخصي وبدون تحدديد كما ان الحزب لم يضع برنامجاً واضحاً لتحقيق اهدافه الداخلية او العربية او الدولية.
ثانياً: الاحزاب المعارضة:
أ- الاحزاب المعارضة العلنية:
- الحزب الوطني الديمقراطي:
قدم كامل الجادرجي ومحمد حديد وعبد الكريم الازري ويوسف الحاج الياس وحسين جميل وعبد الوهاب مرجان وعبود الشالجي وصادق كمونة طلباً الى وزارة الداخلية بتاريخ 5/3/1946 لتأسيس حزب سياسي بأسم الحزب الوطني الديمقراطي.اما اهداف الحزب فقد حددها منهاجه،بان غاية الحزب القيام باصلاح عام في كل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العراق وفق تصميم علمي منسق شامل لجميع تلك النواحي والعمل على تحقيق حياة ديمقراطية نيابية برلمانية بما يستلزم مسؤولية الوزارة امام مجلس نيابي منتخب بموجب الانتخاب المباشر وتقسيم العراق الى مناطق انتخابية،وانماء الحياة السياسية الحزبية وتأييد الحريات الفردية.
وعلى المستوى القومي يرى الحزب ضرورة اتحاد البلاد العربية مع احتفاظ كل دولة بأدارة شؤونها المحلية.وتقوية الجامعة العربية والعمل على استقلال البلاد العربية الاخرى ومقاومة تاسيس وطن قومي لليهود في فلسطين او انشاء دولة يهودية فيها.وقد استنكر الحزب لجنة التحقيق الانكليزية الامريكية في بيان اصدره بتاريخ 12/5/1946م.
وفي مجال السياسة الخارجية دعا الحزب الى اكمال استقلال العراق واقامة العلاقة بين العراق وبريطانيا على اساس الصداقة والمنافع المتبادلة والتساوي في الحقوق والواجبات بحيث تنسجم مع ميثاق الامم االمتحدة.وقد تبنى الحزب الاشتراكية واوضح ذلك في مذكرة رفعها رئيس الحزب كامل الجادرجي في 15/8/1947م.وقد تغلغلت الكثير من العناصر الشيوعية في صفوف الحزب مما ادى فيما بعد الى تكوين جناح يعرف بالجناح الوطني التقدمي للحزب.ويرى عبد الفتاح ابراهيم ان الحزب كان يمثل يمين الديمقراطية وكانت قواعد الحزب ترى نفسها اكثر يسارية من قيادات الحزب علماً ان اكثر منتسبيه من اثرياء المدن والطلاب بينما ظل رصيده في المناطق الريفية محدوداً.
- حزب الاستقلال:
بعد الاتصالات التي جرت بين فائق السامرائي والعناصر القومية التي ساهمت في تكوين نادي المثنى ” وخصوصاً محمد مهدي كبة ” وبعد اجازة الاحزاب تقدم كل من ” محمد مهدي كبة،داود السعدي،خليل كنه،اسماعيل القاسم،فاضل معله،علي القزويني،عبد المحسن الدوري،رزوق شماس، عبد الرزاق الظاهر ” طلباً لتأسيس الحزب في 12/3/1946 واجابت وزارة الداخلية الطلب في 2/4/1946م.وقد اكد في منهاجه الداخلي على انه شعبي يؤمن بان السيادة للامة ولايؤمن بالطبقية ويحرم التعصب الاقليمي والطائفي ويتعاون مع الامم الاخرى على اساس المصالح المشتركة وتعزيز كيان العراق الدولي باستكمال سيادته وضمان الحياة الحرة لهذا الشعب ولايتم ذلك الا بتوطيد حياة دستورية صحيحة يمارس الشعب فيها حقوقه في السيادة.
اما على المستوى القومي فقد اشار الحزب الى ضرورة تقوية الجامعة العربية وجعلها عاملاً في تكوين نظام اتحادي بين البلاد العربية ووسيلة للتعاون العالمي لخير الانسانية وصيانة السلام العالمي.واكد الحزب ان فلسطين جزء لايتجزأ من الوطن العربي واولى واجبات الحزب مكافحة الصهيونية.
وبصدد العلاقات مع بريطانيا فقد اكد السعي لتبديل المعاهدة العراقية البريطانية تبديلاً يطمئن السيادة الوطنية كما اكد اتباع الحياد بين الكتلتين سواء كان ذلك في الحرب الباردة او الاصطدام المسلح وقد استنكر الحزب موقف السلطة القمعي تجاه مظاهرة عمال شركة نفط كركوك في 28/6/1946 مما اثار السلطة وسبب ذلك بروز اختلاف في قيادة الحزب فقدم (خليل كنه ورزوق شماس) استقالتهما من الحزب.
- حزب الاحرار:
ترجع فكرة تأسيسه الى نوري السعيد بهدف تكوين تنظيم يضم رجال السياسة الموالين الى الحكومة ولكن ونتيجة للمناورات بين هؤلاء الساسة ذهب نوري السعيد الى الاعتذار عن تكوين الحزب المذكور.فقدم كل من (الشيخ داخل الشعلان المحامي،عبد العزيز السنوي،نوري الاورفلي،عبد القادر باش اعيان،محمد فخري الجميل،السيد النقيب،كامل الخضري، المحامي عباس سلمان) طلباً الى وزارة الداخلية لتأليف الحزب في 2/4/1946م. اما سياسته الداخلية فقد اكد منهاج الحزب على النهوض بالشعب العراقي على اختلاف طبقاته والعمل على توحيد صفوف ابنائه في سبيل التعاون على تنظيم المملكة باحدث الاساليب والطرق العصرية وتقدمها سياسياً و اقتصادياً واجتماعياً واصلاح الادارة العامة بجعلها تستهدف خدمة الشعب اما على المستوى القومي فقد دعا الحزب الى التعاون مع الحكومات العربية لتحقيق اهداف الجامعة العربية ومساعدة البلاد العربية غير المستقلة لنيل استقلالها وفي مقدمتها فلسطين.وبصدد العلاقة مع بريطانيا فقد حددها الحزب بتعديل المعاهدة العراقية البريطانية بالشكل الذي يضمن للبلاد مصالحها الوطنية علماً ان الحزب لم يظهر له أي دور في المساهمة في الحياة السياسية العامة وكان الهدف من تأسيسه (مساندة السلطة وتأييد اعمالها) فقط.