اقبل العرض أو اتركه
جوناثان كالفيرت
نشر جوناثان كالفيرت ، الكاتب الإنجليزي، مقالًا، كشف فيه فساد دولة قطر في استضافة مونديال 2022، وتطرق إلى وثائق سرية، دعم بها ما كتبته صحيفة الـ “صنداي تايمز” في عددها الصادر أمس.
“الرياضية” تنشر أبرز ما جاء في المقال.
كانت الدولة الخليجية الصغيرة في أمسِّ الحاجة إلى استضافة أكبر حدث رياضي في العالم، وفجأةً تظهر صفقة تلفزيونية سرية كبيرة، تكسر كافة القواعد والقوانين! كيف كانت قطر مستعدة للقيام بأي شيء في سبيل ذلك؟!
لقد وصل صراع ملفات الاستضافة لبطولتَي كأس العالم 2018 و2022 إلى أعنف حالاته، إذ كانت تسع دول تتنافس على أمل أن تكون جائزة استضافة أكبر مسابقة لكرة القدم في العالم من نصيبها. يعود تاريخ أحداث القصة إلى نوفمبر 2010، ولك أن تتخيل أن إنجلترا نفسها كانت من بين الطامحين للظفر بحلم الاستضافة.
لكنَّ اسم دولة قطر الصغيرة برز ليكون من بين أقل المتقدمين احتماليةً للفوز، وكانت الشائعات المتناقلة تتحدث عن أن قطر قد تواصل المنافسة حتى الرمق الأخير، لكنَّ قطر، وراء الكواليس، كانت تجري صفقات لكسب الأصوات الـ 13 التي كانت مفصلية ومهمة في ملف استضافتها. ومع كل هذا، لم تدع قطر أي مجال للصدفة التي قد تقلب الموازين. وهكذا، وقبل 21 يومًا من فرز الأصوات، قدمت قطر عرضًا هائلًا من نوعية عروض "اقبل العرض، أو اتركه". لقد كان من شأن هذا العرض أن يثير غضب المتنافسين الآخرين في حال وصلتهم أخبارٌ عنه، لكنه بالطبع كان عرضًا في طور الكتمان والسرية.
وقد تم تسريب تفاصيل العرض غير المسبوق، الذي تبلغ قيمته 400 مليون دولار لفيفا في هيئة حقوق للبث التلفزيوني، في وثائق باتت الآن في حوزة صحيفة الـ "صنداي تايمز". وقد جاء جزء من هذا المبلغ في شكل رسوم نجاح، قدرها 100 مليون دولار، تدفع إلى حساب مخصص لفيفا متى ما تمكَّنت قطر من الفوز بحق استضافة مونديال 2022.
وقد تم تقديم هذا المبلغ بوصفه جزءًا من عقد حقوق بث تلفزيوني من قِبل قناة الجزيرة القطرية، التي يملكها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير البلاد "السابق".