الخطاط وسام شوكت
ولد الخطاط وسام شوكت في مدينة البصرة عام 1974 حيث أتم فيها مراحل دراسته الابتدائية والثانوية، وكللها بدراسته الجامعية، إذ تخرج مهندسا مدنياً عام 1996م.
ظهرت على وسام ملامح الفنان عندما كان يمارس فن الرسم باستخدامه للمواد المتاحة له آنذاك في صباه، وكان أول عهده بفن الخط العربي عندما كان في الصف الرابع الابتدائي وكان ان طلب منه استاذ التربية الفنية احضار الحبر والأقلام والورق، وكانت الأقلام تستخرج من الجزء الأوسط من جريد النخل.
وجاء الدرس الأول في المفردات في خط الرقعة، على يد الاستاذ محمد رضا سهيل ولما لحظ والده شدة تعلقه بفن الخط وفر له كل ما احتاجه ومنها كراسة قواعد الخط العربي للخطاط هاشم البغدادي فكانت مصدر إلهام له وحافزا للمضي في هذا الطريق. ولم يكتف بذلك بل تعرف إلى الخطاط عبدالكريم الرمضان، أحد تلاميذ هاشم وهو مجاز من الخطاط حامد الآمدي، وقد أفاد منه كثيراً.
ولدى انتقال اسرته من البصرة إلى الموصل بسبب الحرب العراقية الإيرانية سنة 1987 انخرط هناك بدورة للخط الديواني في مديرية التربية بالموصل اجتازها بامتياز.
عاد وأهله إلى البصرة بعد أن وضعت الحرب أوزارها، واجتاز دراسته الثانوية، حصل وسام على مجموعة من المراجع الخطية وفيها أعمال لسامي افندي وحامد بيه فانكب على التمرين، غير أن نضوجه الفني بدأ بحصوله على مصور فن الخط لمؤلفه البروفيسور مصطفى أوغور درمان.
وفي عام 2002 غادر العراق إلى دبي في الإمارات العربية المتحدة. والبلاد حينها تشهد نهضة فنية في إقامة المعارض واقتناء الأعمال الفنية، والبحث الفني والنشر، وفي هذا المناخ التقى بالخطاطين والباحثين والمهتمين بفن الخط العربي.
زار استانبول ـ عاصمة فن الخط وطالع أعمال الخطاطين الأتراك في متاحفها ومكتباتها ودور الاقتناء وواجهات المباني التاريخية والتقى بالنخبة من أبرز المؤرخين والخطاطين ومنهم: د. مصطفى أوغور درمان، الشيخ حسن جلبي، والاساتذة: فؤاد باشا ومحمد أوزجاي وعثمان أوزجاي وداود بكتاش، وصاواش جويك، واطلع على إدارات وأقسام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا).
شارك وسام ي العديد من المعارض والفعاليات في العراق ما بين عامي 1996 و2002 وفاز بالعديد من الجوائز، ومنها تكريم جمعية الخطاطين العراقيين عام 2002 كما شارك في معرض نسمات من بغداد الذي اقيم في ايطاليا (2000) ومعارض المرئي والمسموع في الشارقة ومعرض دبي الدولي في دورتيه الأولى والثانية 2004 ـ 2005.
وفي مجال المسابقات فاز بالجوائز التالية: جائزة مهرجان بغداد الدولي لفن الخط العربي (1998) وجائزة المسابقة الدولية الخامسة 2002 والجائزة الثالثة في المسابقة الدولية السادسة (2004) والجائزة الأولى في معرض المرئي والمسموع في الشارقة (2003) والجائزة الثالثة في مسابقة بنك البركة للخط في استانبول 2005.
وفي نشاط مواز فقد انتخب عضواً في لجان التحكيم والتحضير لبعض المعارض. يتميز خطاطنا بوضوح رؤيته للنص عند وضع التصاميم الأولى لأعماله، وتخضع خطوات العمل عنده للتجربة والتمحيص ودراسة دور كل مقطع في تشكيل بنيان اللوحة، وقد ساعده في ذلك تأسيسه الفني عندما كان يمارس الرسم هواية، وعمله في ابتكار التصاميم للعلامات التجارية.
وعمقت دراسته للهندسة من نظرته للإحداثيات الواردة في النص، وتوزيع الكتل اللونية ومراعاة الفواصل والفراغات، ومعاقد التشابك، وتوظيف الحروف المتماثلة وإيقاعها في مواضع تحفظ توازن اللوحة، من غير أن يسبب لبساً في متابعة قراءة النص ويلح وسام على أن يظهر أمشاج الحروف وتوالي تحريف زوايا التفافاتها. كما يحرص على نقاوة انتاجه.
ويعتمد على بهاء الحروف والمقاطع ونجوميتها في اللوحة كبنية أساسية، فإذا ما أضاف الزخرفة فهي ضيف «خفيف الظل»، بل هي ملامح خفيفة لواجهة معمارية للوحة.