لماذا يجب احياء ذكرى حادثة وقعت قبل أكثر من (1372) عاماً؟
فهي واقعة وقعت في زمن قديم طوته الأيام والسنون، فما المسوغ لإعادة ذكرها في الوقت الحاضر؟
والجواب على هذا السؤال ليس بالأمر الصعب؛ إذ إنه واضح لكل من يتأمل قليلاً، أفلا ترون أن تعظيم الحوادث
الماضية واحترامها من الأمور التي دأبت عليها جميع الأمم على وجه الأرض، سواء أكانت تلك الحوادث مرتبطة بأشخاص كان لهم دور في التقدم العلمي للمجتمع كالعلماء والمخترعين، أم كانت متعلقة بأشخاص كان لهم دور في انقاذ مجتمعاتهم سياسياً واجتماعياً؛ فإعادة ذكرهم إنّما هو من باب العرفان بالجميل لهذه الشخصيات، وعرفان الجميل من الأمور الفطرية التي أوجدها الله تعالى في النفس البشرية، فكل واحد منا يحترم من أحسن إليه وخدمه.
كما يمكننا أن نقول: إنّ الحوادث العظيمة التي حدثت في تاريخ أي مجتمع لها آثار لا يمكن أن تُنكر لمستقبل ذلك المجتمع، فتجديد الذكرى لهذه الحوادث هو في واقعه اعادة قراءة لتلك الحوادث كي ينتفع الناس بها، بل إنّ محاكاة تلك الحادثة له من البركات أضعاف ما يكون لنفس الحادثة حين وقوعها.
ونحن ـ أيّها الأعزاء ـ نعتقد بأن حادثة عاشوراء حادثة
عظيمة في تاريخ الإسلام، ولها دورٌ أساسيٌ في تحديد طريق الهداية للناس، وتمييز الحق من الباطل، لذا فإنّ في إحيائها بركات لا تحصى على مجتمعنا في هذا العصر.
ومن خلالها نذكر تلك الوحشية والهمجية التي كانت تحكم البلاد الإسلامية ،والدور المهم الذي قام به سيد شباب أهل الجنة(عليه الصلاة والسلام) لدحر هذه الهمجية واعلاء كلمة الحق من خلال التضحية والفداء .