هنا

[ثامر الحيدري]

أجت الطكه بالضاوي...

يضرب في سوء الصدف...
الضاوي..الضعيف المتعب..
يقال عاد فلان من سفره ضاويا..أي متعبا..
تطلق كلمة ضاوي على الحيوان من الأنعام عندما يكون جالسا إلى الأرض أو حين يكون في حالة النوم والسكون...
إذا أراد صاحب الحيوانات أن يوجه.. طكه... ضربة لأحد الحيوانات كي يردعه أو يصحح مساره فأخطأ ووقعت الضربة في حيوان آخر هادئ وساكن في مكانه...يقال..طاحت الطكة بالضاوي...
إذا أراد شخص أن يقوم بمحاسبة شخص آخر نتيجة لقيامه بفعل سيء فتكون المحاسبة أما بالضرب أو عن طريق القول ولكن في بعض الأحيان يكون الشخص المذنب غير حاضر لسبب من الأسباب ومن يكون وقت المحاسبة شخص آخر لا ذنب له ولكن شاءت الصدف أن يحضر بذلك الوقت فيصير بمواجهة الحدث لا سيما وأن الشخص الذي يقوم بالمحاسبة قد وصلت به حالة الغضب إلى أبعد الحدود وهو في حالة إصرار على المحاسبة والانتقام فيصبح كل من يجده أمامه هدفا لتفريغ ما به غضب وخنق...
فإذا ما صارت هذه الحالة يقال...طاحت الطمع بالضاوي...أي أن فلانا الذي تعرض إلى المحاسبة ليس هو المذنب ولكن شاءت الصدف أن يصبح هو في الواجهة وحدث ما حدث له .....
أحدهم روى القصة التالية.....
هذه قصة طريفة قديمة من قصص الأولين
يقول كانت البيوت من طين ومتشابهة ومتقاربة لدرجة أن كل بيتين متجاورين يشتركون الحائط واحد...
وفي يوم من الأيام قلت لزوجتي سيأتي الينا ضيوف في وقت العشاء....
والعشاء كان موعده المعتاد بعد المغرب مباشرة وطلبت منها تجهيز كل شي قبل مجيئ الضيوف
يقول رحت للمزرعة لآتي ببعض الأغراض ورجعت على آذان المغرب وعندما دخلت البيت وجدتها نائمة....
فجن جنوني وأخذت عصا وتوجهت اليها وضربتها بكل قوتي من شدة القهر....
وخرجت غضبانا وعندما انتبهت وجدت أن البيت الذي دخلته ليس بيتي بل هو بيت جاري وانا دخلته بالخطأ والمرأة التي ضربتها لم تكن زوجة وإنما كانت زوجة جاري....
يقول تفاجأت وندمت على ما فعلت وطلعت لبيتي فوجدت زوجتي قد جهزت كل شي وتنتظرني....
يقول كذلك الضيوف في الداخل وضيفتهم وقامت بكل ما يلزم الضيافة....
يكول وانا منقهر ووجهي مكلوب ومتضايك من الخطأ الذي فعلته....
راحوا الضيوف بعد العشاء وجلست ثلاثة أيام بالبيت ضايق صدري ومتوتر انتظر جاري أظنه سيأتيني يشتكي من ما فعلت لزوجته لكنه لم يأتيني....
بعدها كلت انا أبادر بشيء يجوز ما يريد يعكر خاطري ...
رحت لسوق الذهب واشتريت طقم ذهب و رجعت ودكيت الباب على جاري وقلت له القصة بما صارت... وقلت هذا الذهب ارضاءا لزوجتك عن الخطأ الذي حدث مني....
قال جاري ...والله ماعلمت بالقصة إلا منك الآن.. لكن من ثلاثة أيام وانا مستغرب جدا أول مره زوجتي تغيرت تماما وصارت تهتم بشغل البيت ومرتبه أمورها على أربعه وعشرين حبايه ....
اخذ ذهبك وروح الله وياك ولا تفسد مافعلته.....
طاحت الطمع بالضاوي..
لم تنتبه الزوجة وظنت أن من ضربها زوجها وما حكت أي شيء...