في الحيِّ رجلٌ ساذج
يظن أن كُل أنثى تفتح شرفتها
و تبتسمُ للصباح و تغريد العصافير تبتسم له !
في الحيَّ رجلٌ مُسنّ
يغطي رأسه كل صَباح بأغطية السري
و يَنتظر زوجته الحنون ،
و حين تتأخر يبدأ الصراخ و البكاء
“ لم تمُت بعد .. ستأتي”
في الحيَّ رجلٌ آخر
يشرب فنجان قَهوة
أعدته زوجته البدينة ،
و ينظر من أسفل نظاراته بشغفٍ
إلى شرفة جارته الشَقراء !
في الحيِّ طفلٌ صغير
يَقطف لصديقته كُل صباحٍ
وردة !
-----------------------------------------
في الحيِّ رجلٌ وحيد
يخرُج لعملهِ صباحاً ،
يعود آخر النهار إلى المنزل الفارغ ،
من فتحة الباب المُقابل
تُراقبه ابنة الجيران،
يتمتم في سرِّه “لا أحد ينتظرني”
في الحيّ رجل
يستيقظ قبل طلوع الفجر
يرتدي حذائه الممزق و يغادر
كيّ لا يرى وجوه أطفالهِ الجياع !
-------------------------------------------
في الحيّ شابة جميلة
تنتظر صديقها كل صباح
عند الشجرة الكبيرة ،
تسرق من جيب معطفه الورد و الحلوى!
في هذا الحيِّ ... كل الأشياء
تشتكي الوحدة و الضجر ،
كُل الأشياء مُتعبة لأن لا أحد يُقدِّر قيمتها
في هذا الحيَّ
لا أحد يجيدُ الاستمتاع بما يملك !
--------------------------------------------------
نيبال قندس من ديوان (احلام على قائمة الانتظار)