قصـة المثـل الشعـبي : خليـها سكتة يا لفتـة !!
لفتـة : هو أسم رجل عراقي كان يعـمل في بيع و شراء الابقار ، و في أحد الايام إشترى بقـرة مقطوع ذيلها و البقرة التي ينقطع ذيلها تصبح ضعيفة جدا و هزيلة و عاهة في جسمها ، و لانها لا تطرد الذباب و البعوض الذي يمتص دمها فتضعف و لا تنفع شيئاً .
فإشتراها (لفتـة) بثمن بخس جداً ثم ربطها عنده مدة من الزمن و في اخر المدة قطع عنها الاكل و العلف و الماء و جوّعها لمدة يومين مع العطش ، و بعـد يومين سقاها ماءا و قدم لها العلف فإنتفخت بطنها ، و بدت و كأنها سمينة .
ثم ذهـب الى سوق القصابين و جاء بذيل بقرة مذبوحة و ربطه على بقايا ذيلها بطريقة فنيـة و ذهب بها الى سوق الابقار ، و كان الرجل الذي باعها على (لفتـة) يأتي كل يوم مع إبنه ليشتري بقرة بديلة عن بقرته المقطوع ذيلها ، فعندما شاهد البقرة مع (لفتـة) فرح بها لانها تشبه بقرته .
و تعلق بها ابنـه و أصر و الّـح على أبيه ان يشتريها لانها تشبه بقرتهـم التي باعوها ، فإشتراها الاب بسعر مرتفع جداً ، و أخذها من (لفتـة) على إنها بقـرة جديدة و ليس بقرته القديمـة و سالمة من كل العيوب و العـاهات .
و عندما أخذها المشتري و خرج من السوق في أثناء الطريق كان هناك جسر ضيق توقفـت البقـرة من العبـور عليه ، فأراد إبن المشتري أن يستفز البقـرة لتعبر فجرّها و سحبها من ذيلها فإنقطـع الذيل بيده فعرفـوا ان الذيل كان مركّبا و ليس لها.. فأعادوها إلى (لفتـة) و الذيل بيدهـم ، لكن (لفتـة) أنكـر و قال : انتم قطعتم ذيل البقـرة .
فاتفقـوا ان يذهبوا الى شخص عنده معرفه ببيع و شراء الابقـار ليحكـم بينهـم ، فعـرف هذا الحاكـم أن (لفتـة) كان محـتالاً .
لكن (لفتـة) أغراه و أوعـده أن يعطيه مبلغاً من المـال كـ (رشـوة) ليحكـم لصالحه فحكـم الحاكـم لصالح (لفتـة) و ذهـب الجميـع .
و بعـد فـترة طلب الحاكـم من (لفتـة) ان يوفي بوعده و يعطيـه (الرشـوة) التي وعده بها ، لكـن (لفتـة) قال له :
سأعطيك (الرشـوة) لكنني سأتكلم بين الناس إنك حكمـت باطلاً و قطعـت ذيل الحق ، و أعترفُ بأنني قطعت ذيل البقـرة ، و فضيحتك أكـبر من فضيحتي .
فرد عليه الحاكـم قائلاً :
لا أريد المال و ردد هذه الجـملة "خليـها سكتة يا لفتـة" فذهبت هذه العـبارة مثلاً شـعبيا حتى يومنا هذا..