حظـي بكل شي أسود .. بس بالرگـي أبيض !!
يضرب هذا المثـل للرجل الذي يفارقه جدهُ ، و يسوء طالعـه ، و يعاكسهُ حظـه في كل عمـل يعـمله ، و أصل هذا المثـل :
أن جماعـة تزاملـوا في سـفر لزيارة العتبات المقدسـة ، و كانت واسطة السـفر آنذاك هي (الدّواب) . و كان أحد الجماعـة سيء الطالـع ، قليـل الحـظ ، فأضاع "هميانه" في الطريق ..
و الهميان : هو حزام يصنع من الجلـد فيه جيب طويل توضع فيه النقـود ، و يشـد على البطن تحت الملابس خشية من اللصوص ، و لا يزال بعض حجاج بيت الله الحـرام يستعملونه حتى يومنا هذا .
فأراد أصحابه أن يعـودوا للبحـث عنه ، فقال لهـم :
يا جماعـة .. أني حظي بكل شي أسود ، لا تتعـبون أنفسكـم خل نمشي ! ..
فساروا مسافة أخرى ، فأضاع ساعته ، و كانت ثمينـة ، فأراد أصحابه مرة ثانيـة ان يعـودوا بالبحـث عنها ، فقال لهـم :
يا جماعـة أني بكل شي حظي أسود امشوا !!
و هكـذا حتى وصلوا إلى المدينـة ، فجلسوا للغـداء ، و كان قد أشترى كل رجل منهـم (بطيخـة) "رگـية" له ، فشـق كل واحد منهـم (بطيخـته) "رگـيته" فظهـرت حمراء ناضجـة ، إلا ذلك الرجـل فأن "رگـيته" كانت بيضاء و غـير ناضجـة ، فعـرض عليـه أصحابه أن يشـاركهم فقال :
يا جماعـة أني [حظي بكل شي أسود .. بس بالرگي أبيض] ، أي أن حظـه حتى في "الرگـي" يعاكسـه قالها "منكـتاً" مازحاً فذهـب قوله مثـلاً..
المصدر : مجمـع الأمثال العاميـة البغدادية
.