السؤال: لماذا الصلاة باللغة العربية ؟
لماذا تجب الصلاة بالهيئة التي نصليها الآن ؟ و باللغة العربية ؟
و لماذا لا نستطيع أن نصلي و ندعو الله بأي طريقة نريدها نحن ؟
أريد ذلك بدليل مدعوم من القرآن الكريم ؟
الجواب:

ان الله سبحانه وتعالى الذي خلقنا ورزقنا وتفضل علينا بكثير من النعم ـ يستحق منّا أن نشكره ونطيعه ونمتثل أوامره,وشكر المنعم لابد ان يكون بطريقة تكون مقبولة عنده لا عندنا, فمثلاً اذا اردت ان تهدي شيئاً لإنسان مؤمن تفضل عليك فهل من الصحيح ان تهدي له قنينه من خمر تشتريها بأغلى الأثمان، ان مثل هكذا هدية على الرغم من غلاء ثمنها لا تعد شيئاً عند ذلك المؤمن بل لعله سيبادر مباشرة إلى كسرها وإراقة ما فيها وكذلك الحال مع الله سبحانه وتعالى فليس من الصحيح ان تشكر المنعم عليك بشيء غير مقبول عنده كما اراد ابليس ان يفعل ذلك حين قال اني على استعداد للسجود لك يا رب دون آدم لكن الله لم يقبل منه ذلك يقول تعالى: (( إِلَّا إِبلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ, قَالَ يَا إِبلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ, قَالَ لَم أَكُن لِأَسجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقتَهُ مِن صَلصَالٍ مِن حَمَأٍ مَسنُونٍ, قَالَ فَاخرُج مِنهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ )).
فمن حق الله علينا الطاعة له من حيث يريد لا من حيث نريد والصلاة واحدة من تلك الامور التي ارادنا الله ان نطيعه بها وحدد لنا كيفيتها وطريقتها ومنها اللغة العربية فلا يحق لنا الاعتراض على ذلك بعد ان نعرف ان هذه اوامر الله سبحانه وتعالى ولا يحق لك انت الداني ان تطلب من العالي سبحانه وتعالى ان تكون طريقة عبادتك له على طريقتك لا على طريقته التي يريدها والتي يرى فيها المصلحة لعبادة يقول تعالى: (( لَن يَستَنكِفَ المَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبداً لِلَّهِ وَلا المَلائِكَةُ المُقَرَّبُونَ وَمَن يَستَنكِف عَن عِبَادَتِهِ وَيَستَكبِر فَسَيَحشُرُهُم إِلَيهِ جَمِيعاً * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِم أُجُورَهُم وَيَزِيدُهُم مِن فَضلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ استَنكَفُوا وَاستَكبَرُوا فَيُعَذِّبُهُم عَذَاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُم مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً )) (النساء:72-173) .