TODAY - 05 September, 2010
القرقيعان».. احتفالية سنوية لأطفال البصرة في منتصف رمضان
طفل في الزبير يقول: رغم الخوف أهالينا جعلونا نحتفل بالليل
أطفال يرتدون ملابس شعبية في احتفال «القرقيعان» بالبصرة
البصرة
«قرقيعان وقرقيعان.. بين قصير ورميضان».. أنشودة شعبية اعتاد أطفال البصرة في جنوب العراق على ترديدها في أيام منتصف شهر رمضان المبارك وهم يرتدون ملابس خاصة ويحملون أكياسا للحلوى ويدورون على بيوت الحي طمعا في المزيد.
وتقول أم محمد (60 عاما) إن الأحياء في البصرة القديمة كانت تملأ بالأطفال في ليالي منتصف رمضان وكنا نوزع عليهم الحلوى بعد ترديد أنشودة «القرقيعان»، وذلك بعد صلاة العشاء. وتقول: «إن الاختلاف بدا واضحا بين الأمس واليوم بالنسبة إلى ما نقدمه من حلوى للأطفال، فسابقا كنا نقدم نوعا أو نوعين، أما الآن فتقدم الحلوى بكميات كبيرة وبأنواع متعددة»، مبينة أن «الطفل في أيام (القرقيعان) يلبس الملابس التقليدية ويضع في رقبته الـ(الكيسية)، وهي كيس من القماش تقوم الأمهات بخياطته لأبنائها خصيصا لهذه المناسبة». ولـ«القرقيعان» أكثر من معنى، منها أن القرقيعان أتت من كلمة «قرة العين» والمقصود «قرة عين النبي محمد»، في إشارة إلى الإمام الحسن، أو أتت من «قرعة الباب»، وهذا ما يفعله الأطفال في تلك الليالي، أي يقرعون أبواب المنازل لطلب الحلوى، أما المعنى الثالث للكلمة فهو مشتق من عادات وتقاليد أهل الخليج، وتعني «الشيء المخلوط المتعدد الأصناف».
ويقول الباحث في التراث الشعبي البصري، عبد الصمد شاهين، عن جذور هذا الطقس الاجتماعي، إن البعض يعيده إلى ما قبل ظهور الإسلام، ومنهم من يؤرخ بدايته في السنة الثالثة للهجرة، وذلك بولادة الإمام الحسن، مضيفا أن «الاحتمال الآخر لتأريخ (القرقيعان) أنه في زمن الدولة العثمانية التي ظهر بها، بالإضافة إلى القرقيعان المسحراتي». وتابع أن «القرقيعان» «موجود في البصرة فقط دون مناطق العراق الأخرى».
ويقول عنه خالد علي، وهو طفل من مدينة الزبير (17 كلم جنوب شرقي البصرة)، إن الخروج في أيام «القرقيعان» يعد فرحة كبيرة لجميع أبناء المنطقة، مبينا أن «الفرحة هذا العام ناقصة لوجود التفجيرات، لكن أهلنا لم يمنعونا من الخروج في الليل رغم الخوف». وتابع «ارتديت ملابسي الخليجية وسنستمتع بالحلوى الكثيرة التي سنحصل عليها أثناء مرورنا بمنازل المنطقة». بعض المؤسسات الخيرية أصبحت ترعى احتفاليات «القرقيعان» بشكل منظم، وذلك من خلال إقامة كرنفال شعبي للأطفال يتم خلاله توزيع الحلوى وإقامة مسابقات بينهم. ويقول مدير مؤسسة «التقوى للأعمال الإنسانية»، وقاص سعدي، إن «المؤسسة أقامت الاحتفالية لرسم الفرحة على شفاه أكثر من 500 طفل من أهالي الزبير».