ذكري وفاة السيد محمد بن الامام علي الهادي (عليهما السلام)
تصادف اليوم 29 جمادي الثاني ذكري وفاة السيد محمد بن الامام علي الهادي (عليهما السلام) الذي يزوره محبي أهل البيت عليهم السلام في مدينة بلد القريبة من مدينة سامراء حيث المرقد الطاهر لأبيه الامام الهادي وجده الامام الحسن العسكري عليهما السلام.
نسبه:
هو السيد محمد بن الامام علي الهادي بن الامام محمد الجواد بن الامام علي الرضا بن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامام زين العابدين بن الامام الحسين السبط الشهيد بن امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليهم السلام وصي رسول الله وابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.
كنيته
يكنى عليه السلام بعدة كنى اشهرها/ ابي جعفر / البعاج/ ابو جاسم / ابو البرهان /ابو الشاره /اسد الدجيل /سبع الجزيره /اخو العباس/البطاش/اليصيح بالراس/الطافي / سبع الدجيل وهي اشهرها
مولده
ولد عليه السلام في المدينة المنورة في قرية يقال لها (صريا) وهي قرية أسسها الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام على بعد ثلاثة أميال من المدينة المنورة سنة 236/238للهجره
وفاته
كانت وفاته عليه السلام في حدود 252 للهجره في آخر ربيع الثاني كما هو المشهور وقيل انها في اخر جمادي الاخرة والظاهر انها ليست خارجه عن طرائق موت ابائه عليهم السلام فلم يكن مماته حتف الانف ان صح التعبير ومن المهم هنا الالتفات الى ان بني العباس على علم بتسلسل الامامة. فكانوا يسعون في القضاء على الائمة ورجالات اهل البيت عليهم السلام وهم بعد في ريعان الشباب. فمن المثير للاهتمام قصر اعمار ابناء الرضا عليه وعليهم السلام فالامام الجواد توفي وعمره حدود 24 سنه والامام الهادي توفي وعمره نحو 40 سنه والامام الحسن العسكري توفي وعمره حوالي 28 سنه. وقال الشيخ الطوسي (ان النبي والائمه ما ماتوا الا بالسيف او السم). وهكذا حال السيد محمد فقد توفي وعمره حوالي 24 سنه. ويروى ان للامام ابي الحسن الثالث عليه السلام صدقات ووقوفا من ضياع وارض بمقربه من بلد وكان الذي يتولى امرها ابنه ابو جعفر وفي احدى وفداته للنظر في شؤونها فاجأه المرض واشتد به الحال (ولا يعلم سبب مرضه) كما يصف الشيخ القريشي حتي توفي هناك.
مكانته وعلمه
لهذا السيد الجليل من القدسيه والعظمه ما بلغ به منتهى مدارج الكمال . فليس هناك احد من المسلمين الذين يؤمون مرقده ويزورون مشهده الا وهو موقن بجلالة قدره ومؤمن بسمو مقامه قال السيد محسن الامين (جليل القدر عظيم الشأن كانت الشيعه تظن انه الامام من بعد ابيه عليه السلام فلما توفي نص ابوه على اخيه ابي محمد الحسن الزكي عليه السلام. وانه عليه السلام له مقام لم ننحه عنه ظلم ولم يقف دونه سوى القدر الذي لا مرد له ولم يقيله عن الامامه قصور في سيرته او تقصير من همته لكنه وعاء دون امر الله وايضا الامامه وعاء لايوضع فيه احد دون امر الله ماكان لمؤمن الخيرة في ذلك.
ويذكر أنّ نسب السادات آل البعّاج في العراق ومنطقة خوزستان، يصل إلى السيّد علي والسيّد أحمد أولاد السيّد محمّد البعّاج.
مكانته (رضوان الله عليه)
كان السيّد محمّد جليل القدر، عظيم المنزلة، عالماً عابداً، وكانت جلالته وعظم شأنه أكثر من أن يذكر.
وكان أكبر ولد الإمام الهادي(عليه السلام)، لذا كان كثير من الشيعة في زمان أبيه الإمام الهادي(عليه السلام) يظنّون أنّه الإمام بعد أبيه، ولكنّ موته في حياة أبيه أوضح أنّ الإمام من بعده الإمام الحسن العسكري(عليه السلام).
إنّ الإمامة إن عدتك فلم ** تكن تعدوك كلا رفعةً ومقاما
يكفي مقامك أنّه في رتبةٍ ** لولا (البدا) لأخيك كنت إماما
مجيئه إلى سامراء
تركه الإمام الهادي(ع) طفلاً في المدينة المنوّرة لمّا استُدعي وأُتي به إلى العراق، ولمّا كبر السيّد محمّد قدم إلى سامراء لرؤية أبيه، ثمّ عزم على الرجوع إلى الحجاز، فلمّا بلغ منطقة بلد ـ على تسعة فراسخ من سامراء من منطقة دجيل بطريق بغداد ـ مرض وتُوفّي فيها سلام الله عليه.