• إن (بي بي شطيطة) كانت إمرأة مؤمنة بـ نيسابور (نيشابور) كانت تعيش في زمان الإمام الصادق عليه السلام .

    ولما بعثت شيعة نيسابور الأموال إلى الإمام الصادق عليه السلام أرسلوا شخصاً من نيسابور (نيشابور) إسمه أبو جعفر النيشابوري ، وقد بعثت (بي بي شطيطة) إلى الإمام درهماً واحداً وقطعة خام من غزل يدها تساوى أربعة دراهم .

    إلا أن أبو جعفر النيشابوري رفض أن يوصلها إلى الإمام وقال : أستحي أن أرسل إلى الإمام درهما وقطعة قماش .
    فقالت : ولم لا تفعل ؟! إن الله لا يستحي من الحق .
    فلما وصل النيشابوري إلى الكوفة وهو في طريقه إلى المدينة سمع بوفاة الإمام الصادق عليه السلام فاحتار ماذا يفعل .فأكمل طريقه حتى وصل إلى المدينة وسكن في أحد بيوتها وأخذ يسأل الناس : من أوصى إليه الإمام الصادق عليه السلام ؟
    فقيل له : إلى ابن عبد الله الأفطح .
    فذهب إليه واختبره بعدة مسائل فعرف أنه ليس هو الإمام ثم ذهب إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله يشتكي حاله قائلا : يارسول الله بأبي أنت وأمي إلى من أمضي في هذه المسائل التي معي ؟ إلى اليهود ، أم إلى النصارى ، أم إلى المجوس ، أم إلى فقهاء النواصب ؟
    فما زال يبكي ويستغيث به ، إلى أن جاءه شخص وحرك النيشابوري فقال له : يقول لك مولاك الإمام موسى الكاظم عليه السلام لا إلى اليهود ، ولا إلى النصارى ، ولا إلى المجوس ، ولا إلى أعدائنا من النواصب ، إلي فأنا حجة الله ، قد أجبتك عما ما تحتاج إليه ، وجئني بدراهم شطيطة و قطعة خامها .

    فذهب النيشابوري ثم لما أخذ الإمام الكاظم عليه السلام ما بعثته ( بي بي شطيطة) قال : اقرأ عليها السلام كثيرا ، وقل لها : قد جعلت قماشك في أكفاني ، وبعثت إليك بهذه من أكفاننا ، فاجعليها في كفنك . وأعطاه
    لها أربعين درهم ثم قال عليه السلام : ستعيشين تسع عشرة ليلة من وصول هذا الكفن إليك .

    فلما رجع النيشابوري إلى نيسابور، فاستقبلني الناس ، و( بي بي شطيطة) من جملتهم ، فسلموا علي ، فأقبلت عليها من بينهم وأخبرتها بحضرتهم بما جرى ، ودفعت إليها ما وصى به الإمام لها وكادت تنشق مرارتها من الفرح ، ثم بقيت وأقامت شطيطة تسعة عشر يوما ، وماتت تزاحمت الناس عليها كل يريد أن يصلي عليها فجاء الامام عليه السلام من المدينة ! ووقف وصلى عليها وأنزلها القبر وأهال على قبرها التراب.

    ثم توجه إلى أبو جعفر النيشابوري وقال له : عرف أصحابك وأقرأهم عني السلام ، وقل لهم : ((إنني ومن جرى مجراي من أهل البيت لا بد لنا من حضور جنائزكم في أي بلد كنتم ، فاتقوا الله في أنفسكم ، وأحسنوا الأعمال لتعينونا على خلاصكم وفك رقابكم من النار))