بلاد ما بين النهرين : ألغاز حضارة بلاد ما بين النّهرين

تعرف على ألغاز حضارات بلاد ما بين النهرين
بلاد ما بين النهرين هي المنطقة التي تقع جنوب غرب آسيا، وقد شهدت هذه المنطقة ظهور وخفوت الكثير من الحضارات، نسلط الضوء هنا على حضارات بلاد ما بين النهرين .




بلاد ما بين النهرين هي البلد التي تقع في الناحية الجنوبية من غرب آسيا، والمقصود بها بلاد العراق وتركيا وسوريا حيث أنّها تقع بين نهري دجلة والفرات، ولهذه البلاد حضارات مثل حضارة سومر وحضارة أشور وكلدان، ونظراً للتقدم في الحضارات في بلاد ما بين النهرين فلقد تمّ احتلال هذه البلاد في أوقات كانت متزامنة مع الأراضي التي تمّ احتلالها من الناحية الشرقية من إيران.

بلاد ما بين النهرين : الحضارة والألغاز
حضارة بلاد ما بين النهرين
لقد كانت أولى الحضارات في بلاد ما بين النهرين منذ ملايين السنين، حيث أنّ سفينة سيّدنا نوح قد رست على شواطئ بابل في العراق، وعندئذ كانت أولى الحضارات في بلاد ما بين النهرين، ولقد كانت هذه الحضارة هي بداية لنشأ جميع السلالات البشرية الموجودة على سطح الأرض.
العصر القديم في بناء حضارة بلاد ما بين الرافدين
لقد قام السكّان على بناء الأسوار على بلادهم من أجل توفير الحماية لأنفسهم، ولقد قاموا على مدّ القنوات، وظهرت الكثير من المستوطنات ومع مرور الزمن أصبحت هذه المستوطنات مدناً في عام 4000 ق.م، ومن أقدم الحضارات في هذه الحقبة من الزمن حضارة أوروك وحضارة تل حلف في سوريا، وأقيم في بلاد ما بين النهرين العديد من المعابد من الطوب الطيني، ولقد كانت هذه المعابد مزيّنة على الجدران بالمغولات المصنوعة من المعادن والأحجار النفيسة، وتمّ اللجوء إلى الكتابة المسمارية، ولقد انتشرت الثقافة في الناحية الشمالية لأعالي الفرات حيث أنّ السومريون كانوا مسئولون عن إقامة الثقافة أوّلاً، ولقد سكن بلاد ما بين النهرين بعض من الشعوب الراقية من أمثلتها شعوب الأكاديون ولقد كانوا يقيمون في منتصف البلاد، وكان قائدهم هو سرجون الأوّل ولقد كانت اللغة الأصلية لهم هي اللغة الأكادية لذا فلقد احتلت هذه اللغة مكانة اللغة السومرية، ولقد سقط حكم الأكاديون في عام 2218 قبل الميلاد، على يد الجوتيون وهذه القبائل كانت موطنها الأصلي التلال في الناحية الشرقية، وبعد مرور حقبة من الزمن جاء عهد آخر وهو العهد الثالث لمدينة أورو، ولقد حكمت هذه القبائل معظم البلاد في بلاد ما بين النهرين، وتمّ إسقاط أورو على يد العيلميون قبل 2000 عام من الميلاد، ولقد تمكّنوا من السيطرة على مدن بلاد ما بين النهرين، ولكن العيلاميون لم يحدثوا أيّ تغيّر أو أيّ حضارة، وجاء بعد ذالك حمورابي من بابل وقام على توحيد الدولة لعدة سنوات، وجاءت أسرة عموريه وتقلّدت زمام الحكم في البلاد من الناحية الشمالية في آشور، وتمّ إسقاط البابليين على يد الأناس الذين أتو من تركيا، وتولى الحكم من بعدهم لفترة بلغت أربعة قرون الكوشيون، وبعد هذه الحقبة من الزمن استولى على بلاد ما بين النهرين الميتانيون ولقد قدموا من القوقاز،ولكن عاشوا في البلاد لفترة كبيرة من الزمن غير أنّهم قد رحلوا في عام 1700 ق.م، وعندما تركوا البلاد قد انتشروا في أرجاء الأناضول، وظهرت آشور كدولة في الناحية الشمالية من بلاد ما بين النهرين، ولقد تمكن الآشوريون من الاستيلاء على مدينة بابل في عام 1225ق.م بعدما استولوا عليها من الميتانيين، ولقد وصل الآشوريون إلى البحر الأبيض في عام 1100 ق.م.
لغة بلاد ما بين النهرين
نظراً لتعدد الحضارات وتنوعها فإنّ هناك لغات كثيرة قد مرّت على البلاد، ففي البداية كانت اللغة السومرية هي اللغة الأصلية ولقد كانت هذه اللغة من اللغات ذات اللهجة الإسلاميّة، وكانت على درجة عالية من السمو، وجاءت بعد ذالك اللغة الأكدية وأصبحت هي اللغة السائدة في بلاد ما بين النهرين، ورغماً عن هذا فإنّ اللغة السومرية كان الشعب محتفظ بها في مجالات العلوم والإدارة والدين، ولقد أصبحت اللغة في البلاد بعد الأكدية هي اللغة الآرمية، ولقد استخدمت كلغة رسمية في الإدارة الإقليمية للإمبراطورية الفارسية وفي هذا الوقت قد توقف استخدام اللغة الأكدية، غير أنّ الناس كانوا يستخدموها مع اللغة السومرية في داخل المعابد، وتمّ اختراع الكتابة بطريقة الوتدية والمعروفة باسم الكتابة المسمارية، ولقد كانت تأخذ شكل الوتد نظراً لشكل القلم حيث كان طرفه ذات شكل مثلثي، وكان يستخدم لضغط الطين الرطب على الجدران، وعند اختراع الكتابة المسمارية تمّ تعيين عدد من الكتّاب والقرّاء من أجل العمل على تعليم البلاد، وبعد ذالك انتشر العلم في بلاد ما بين النهرين ولم يكن هناك أميّة في البلاد.
أدب وأساطير بلاد ما بين النهرين
نظراً لتعليمهم فإنّ هناك تفوّق كبير في مدارس الكتبة، ولقد كان هذا في زمن البابليين، حيث أنّ هذا العصر كانت المكتبات منتشرة إلى حدّ كبير، ولقدتمّ الاحتفاظ بقواعد تعلّم اللغة الأكدية واللغة السومرية في عدة كتب، ولقد تمّ ترجمة الكثير من الكتب من اللغة الأكدية إلى اللغة السومرية والعكس وهناك كميّات كبيرة من الكتب الأدبية التي نالت قدراً كبيراً من الشهرة وما زالت معروفة حتى عصرنا هذا.
علم الرياضيات في بلاد ما بين النهرين
لقد استخدم الشعب نظام عد ذات قاعدة ستينية حيث كان معروف باسم نظام عدّ العشري الستيني، وهذا النّظام هو المستخدم حالياً في أنظمة الساعات حيث أنّ الساعة بها 60 دقيقة والدقيقة بها 60 ثانية، ولقد تمكنت بلاد ما بين النهرين من التعرّف على القواعد الأساسية لعملية القياس للمساحات الأرضية المختلفة، كما أنّهم قد تمكنوا من قياس مساحة الدائرة وقياس قطرها.
الطبّ وعلاقته بحضارة بلاد ما بين النهرين
لقد اشتهرت هذه البلاد بالمهارة الطبيّة حيث أنّهم كانوا يسيرون جنباً إلى جنب مع الحضارة المصرية في المجال الطبيّ، ومن أشهر الأطّباء في هذه البلاد هو الطبيب إيسا جيلكين ابلي ولقد كان من بورسيا، ولقد عاش في عصر الملك البابلي أداد ادينا.
الطرق المستخدمة في علاج المرضى
كان الأطبّاء يعتمدون على البعض من الطرق البسيطة مثل الضمادات والكمريماتول الحبوب، وإذا عجزوا عن تشخيص المرضى فإنّهم يلجؤون إلى طرد الأرواح الشريرة.
التقنيات في الحضارة بلاد ما بين النهرين
لقد شهدت البلاد العديد من الاختراعات وخصوصاً التي تختص بالصناعات المعدنية، مثل الأعمال النحاسية، والمصابيح الكربية، ووسائل الري، والطرق المختلفة للتخزين، إضافةً إلى ذالك صناعة النسيج، ولقد كان الشعب في بلاد ما بين النهرين هم أوّل الشعوب الذين استخدموا النّحاس والذهب لذا فلقد أطلق على عصرهم اسم العصر البرونزي، وبعد فترة قد تمكنوا من استخدام الحديد واستطاعوا القيام على تشكيله واستخدامه في تزيين المباني، كما أنّهم قد أدخلوا الحديد والبرونز والنحاس في عمليات تصنيع الأسلحة، وبرعوا في صناعة الأسلحة المختلفة من الخناجر والرماح والصوللجانات الحربية، ولقد ابتكروا أوّل أنواع المضخات وهي المسمار أرخميدس.
دور الدين في حضارة بلاد ما بين النهرين
أوّل الأمور التي تسجل عن أهل البلاد أنّهم كانوا يعتقدون بأنّ العالم عبارة عن قرص ذات شكل مسطح، ومن الخارج فضاء ذات حجم ضخم ومثقوب يحيط بالأرض، وفوق هذه المكونات يوجد الجنّة والنّار، كما أنّهم كان لديهم اعتقاد قوي بوجود الماء في كلّ مكان في العالم والكون، ولقد كان هناك اختلاف على اسم الإله.
الأعياد والمهرجانات في حضارة بلاد ما بين النهرين
لقد كانت هناك أيّام مخصصة للعطلات والأعياد، ولقد كان لهم حقّ الاحتفال كلّ شهر وهذا لاحتفال لأمور عدّة يتحدد تبعاً:

  • شكل وجه القمر ومدى اكتماله.
  • تمكين الملك من الحكم.
  • الأساطير التي كانت تروى عن المدينة.
  • المواعيد الدورية في الزراعة.
  • ولقد كانوا يحيون ذكرى الانتصارات في المعارك وتأسيس المنشئات الجديدة، إضافةً إلى العطلات المخصّصة للمعابد.
  • حالة الشمس واعتدالها وكانت المهرجانات ذات علاقة وطيدة بالسنة الشمسية والمناخ البيئي.