السيدة الزهراء (ع) والعمل التطوعي



فاطمة الزهراءالعمل الطوعيالمرأةالعمل الخيرياهل البيت
كانت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) رائدة في العمل التطوعي والخيري، حيث كانت (عليها السلام) سباقة إلى فعل الخيرات، ومساعدة الفقراء والأيتام، والعطف على المحرومين والضعفاء.
وذكر التاريخ نماذج مشرقة من سيرة السيدة الزهراء (عليها السلام) في العمل التطوعي، وقد أعطت أروع صور العطاء والتضحية والإيثار والبذل عندما تصدقت بثوب زفافها ليلة عرسها لفتاة فقيرة من الأنصار!
وكانت السيدة الزهراء (عليها السلام) تطحن الحب من الحنطة والشعير لفقراء جيرانها الذين يعجزون عن الطحن. كما كانت تستقي الماء بقربة فتحمله لضعفاء جيرانها من الذين لا يتمكنون من جلب الماء[1].
وقد قدمت السيدة الزهراء (عليها السلام) بذلك أروع الأمثلة في العطاء والإيثار والبذل والإنفاق، وهو ما يجب أن تأخذ منه المرأة المسلمة دروساً لها في مجال العمل التطوعي والخيري.
وبإمكان المرأة المعاصرة أن تقوم بالعديد من الأعمال التطوعية كالمشاركة في التعليم التطوعي، والتثقيف المجاني، ومساعدة الأسر المحتاجة، وحل مشكلات الفتيات، ورعاية الأيتام الصغار من الناحية السيكولوجية والعاطفية، والعمل على حل مشاكل الفتاة الخاصة... إلى غير ذلك من مجالات العمل التطوعي والخيري الذي يمكن للمرأة المسلمة المساهمة بفاعلية فيه.
وللأسف فإن المرأة في مجتمعنا لم تأخذ موقعها المناسب والمطلوب في المجال التطوعي والخيري؛ حيث بإمكان المرأة أن تقوم بالكثير من الأعمال التطوعية مما سيكون له أكبر الأثر في دفع عجلة المجتمع نحو التقدم والازدهار، والنهوض به باتجاه تحقيق واقع اجتماعي أفضل.
ولا شك أن تطور وعي المرأة بهذه المسؤولية الدينية والاجتماعية والإنسانية سوف يعزز من اندفاع المرأة نحو القيام بواجباتها في ميدان العمل التطوعي والإنساني.
وعلى المرأة المعاصرة القيام بمبادرات فعالة في مجال العمل التطوعي، والمساهمة بفاعلية في مجال فعل الخير، وبناء المجتمع، وخدمة الناس.
إن العمل التطوعي لا يمكنه أن يكون فعالاً من دون المرأة؛ إذ يجب أن يشارك فيه الجميع، بحيث لا يقتصر على فئة دون أخرى، أو جنس دون آخر، أو شريحة دون أخرى؛ بل يجب أن يشارك كل فرد بما يستطيع وبما هو متاح له.
وإن على المرأة -كما الرجل- المساهمة في تنمية الأعمال التطوعية، وأن يكون لها دور فاعل وملموس في دفع عجلة التقدم والتطور الاجتماعي، والارتقاء بمؤسسات الخدمة الاجتماعية والتطوعية.
وتختلف طبيعة الأعمال التطوعية، إذ أن هناك بعض مجالات العمل التطوعي الذي يتناسب ومهارات المرأة وطبيعة أنوثتها، كما توجد مجالات لا يصلح للقيام بها إلا الرجل، بينما توجد مجالات للعمل التطوعي يمكن لكل من الرجل والمرأة المساهمة فيها.
ومن أهم مجالات العمل التطوعي الذي يتناسب مع طبيعة المرأة هو القيام برعاية الأيتام الصغار من الناحية السيكولوجية والعاطفية، والتعرف على مشكلات الفتاة المعاصرة، والعمل على حل ما تعانيه المرأة من هموم وقضايا في الشؤون الخاصة بها...وغيرها مما يتناسب وطبيعة المرأة وقدراتها وإمكاناتها.