الروهينجا الأقلية الأكثر اضطهادًا في العالم

الروهينجا هي أقلية مسلمة وتعد واحدة من أكثر المجتمعات المضطهدة في العالم، على الرغم من أنهم يعيشون في ولاية أراكان منذ القرن الثامن و التي تعتبر الآن جزء من بورما، الا أن الروهينجا قد وضعت تحت المجهر الشديد من الحكومة البورمية، و لم يتم الاعتراف بهم كمواطنين من اتحاد بورما منذ حدوث انقلاب عام 1962 من قبل الجنرال ني وين، وبعد عقود من القمع والتهميش، وإقرار قانون الجنسية لعام 1982 فقد تم إعتبارهم عديمي الجنسية رسميا.
معاناة الروهينجا في بورما
لقد أصبحت انتهاكات حقوق الإنسان ضد
الروهينجا جزءًا مترسخ، في النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في بورما أو ميانمار على مدى عقود، مما دفعت هذه المجتمعات إلى تهميش دورهم وحقهم في المجتمع.

ليس من حقهم الحصول على التعليم، ليس لهم الحق في العمل لتأمين متطلبات المعيشة، محرومون من حرية ممارسة الشعائر الدينية الاسلامية والعادات الثقافية، يجب الحصول على إذن بالزواج من ناساكا (قوات حدود أراكان)، وعند عدم القيام بهذا فسوف يؤدي ذلك إلى الاعتقال!
المسلمون في ميانمار ليس لهم الحق في تملك عقاراتهم وأراضيهم، ولا ممارسة أعمال التجارة خاصتهم، وتصادر الحكومة أراضيهم وممتلكاتهم دون سبب، كما يتم منعهم من تطوير زراعتهم، وليس لهم الحق في تقلد الوظائف في الهيئات الحكومية والجيش، ليس لهم حق التصويت في الانتخابات، يعيشون سجناء في المخيمات أو القرى المعزولة مقيديين في الحركة منها وإليها.
تسعى السلطات الى تقليل أعداد المسلمين بكل السبل، بالاضطهاد والقتل والتهجير، و فرض قوانين خاصة بتحديد النسل وضوابط وشروط لتعقيد الزواج للمسلمين، ويتم تدمير التراث التاريخي بمنع طباعة الكتب التاريخية والإسلامية، ويمنع الرجل أو المرأة من اظهار السمت الإسلامي مثل إطلاق اللحى أوالالتزام بزي إسلامي ومن يفعل فهو مُجرَم.
الروهينجا محرومون من أداء فريضة الحج ويتم مصادرة ممتلكات الأوقاف، وأغربها وأكثرها انتهاكًا للإنسان هي مصادرة مقابر دفن المسلمين، يمنع ترميم واعمار المساجد ولا يسمح بمكبرات الصوت فيها وأحيانًا يمنعونهم من أداء بعض الشعائر بها.
أسباب الاضطهاد
الروهينجا هي الأقلية المسلمة الوحيدة وواحدة من العديد من الأقليات العرقية في بورما، فهي مختلفة في:

  • لغتهم و تقاليدهم وثقافتهم مختلفة عن البورمية الاغلبية.
  • ديانتهم وايمانهم (حيث مجتمع الروهينجيا بالكامل يتبع دين الإسلام).
  • المظهر بالنسبة لغالبية البورمية حيث ملامح الجسد والوجه مختلفة فهم يميلون للون الاسمر أكثر.

الروهينجا يتعرضون للعيش كـ غير مواطنين في وطنهم!
ونتيجة لهذا الاختلاف كان هناك العديد من الادعاءات العنصرية المزيفة ضدهم بأن كل تلك الاختلافات لا تجعلهم من بورما، وانما من بنغلاديش.
ملخص زمني سريع
في القرن الثامن كان
الروهينجا من الأصول التاريخية في آراكان.

  • عام (1799م) نشر فرانسيس يوكانان الوثيقة التاريخية الاولى لمقارنة اللغات التي كانت يتم التحدث بها في الامبراطورية وكان مذكورًا بها ( روينجا ) أو الروهينجا اليوم.
  • عام (1947م) أعلن دستور اتحاد بورما مع بعض قوانين الجنسية الأولى التصويت للروهينغيا في انتخابات الجمعية التأسيسية الأولى.
  • عام (1948م) تم إنشاء النقابة المستقلة بورما.
  • عام (1959م) اعترف رئيس الوزراء يو با سو بالعرق الروهينغي وتساوي الحقوق.
  • عام (1962م) الجنرال ني وين أطاح بحكومة يو نو في انقلاب عسكري.
  • عام (1978م) تم إطلاق عملية نجا مين التي استهدفت الروهنجيا وذبحت وحرقت منهم كثير و فر 250،000 روهينغي إلى بنغلاديش.
  • عام (1982م) لم يعد قانون مواطنة بورما الذي تم سنه يعترف بالروهينغيا كمواطنين و ترك 800،000 روهينجي بلا جنسية.
  • عام (1982م) حتى الآن : يتعرض الروهينجيا للإيذاء والسخرة و الحرق و السجن و القتل والمضايقة والاغتصاب والاستيلاء التعسفي على الأراضي وتدمير الممتلكات.

تاريخ العنف والاضطهاد ضد الروهينجا
في العام 1948م استقلت ميانمار باسم بورما عن الاحتلال البريطاني الذي استمر 11 عامًا، وتسلم الحكم الشيوعيون ثم آخرعسكري و الذي استمر حوالي 49 عامًا وانتهى في عام 2011م قبل الحكم الحالي، واضطهاد الأقلية المسلمة مستمرًا في كل العهود، و بسببه هاجر مئات الآلاف، ولكن زاد الاضطهاد جدًا لدرجة التطهير العرقي علانية من قِبل الدولة ذلك بعد مرور سنة واحدة من تسلم حكومة ثين سين زمام السلطة في البلاد عام 2011م.
في يونيو عام 2012م حتى العام الجاري 2017م اشتعلت شرارة العنف العنصري ضد
الروهنيغا، وزاد العنف البوذي بتحريض من راهب بوذي يدعى آشين بوراتو يحتقر المسلمين و يحرض ضد مسلمي الروهينغا فتسبب في وقوع 280 قتيل أغلبيتهم مسلمين، و هرب أكثر من 140 ألف الى الدول المجاورة ليعيشوا في مخيمات بالية وظروف غاية في الصعوبة، وأغلقت الحكومة مئات المساجد للروهينغا، ومنعو من أداء شعائرهم الدينية، ورفض منحهم تراخيص لإعادة بناء المساجد، ومصير من يحاول ترميمها يلاحق أمنيا من السلطات.