النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

"لا تصالح" أمل دنقل (القصيدة مقروءة ومسموعة)

الزوار من محركات البحث: 11 المشاهدات : 353 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    Warrd Al Kurdi
    تاريخ التسجيل: July-2013
    الدولة: Yalova
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 14,777 المواضيع: 4,954
    صوتيات: 66 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 11010
    مزاجي: ice
    المهنة: Graphic designer
    أكلتي المفضلة: Potato
    موبايلي: Black Shark
    الاتصال: إرسال رسالة عبر ICQ إلى إدريس إرسال رسالة عبر AIM إلى إدريس إرسال رسالة عبر MSN إلى إدريس إرسال رسالة عبر Yahoo إلى إدريس
    مقالات المدونة: 10

    "لا تصالح" أمل دنقل (القصيدة مقروءة ومسموعة)

    (1 )
    لا تصالحْ!
    ..ولو منحوك الذهب
    أترى حين أفقأ عينيك
    ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

    هل ترى..؟
    هى أشياء لا تشترى..:
    ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
    حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
    هذا الحياء الذى يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
    الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
    وكأنكما
    ما تزالان طفلين!
    تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
    أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
    صوتانِ صوتَكَ
    أنك إن متَّ:
    للبيت ربٌّ
    وللطفل أبْ
    هل يصير دمى -بين عينيك- ماءً؟
    أتنسى ردائى الملطَّخَ ..
    تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
    إنها الحربُ!
    قد تثقل القلبَ..
    لكن خلفك عار العرب
    لا تصالحْ..
    ولا تتوخَّ الهرب!
    (2)
    لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
    لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
    أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
    أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
    أعيناه عينا أخيك؟!
    وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
    بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
    سيقولون:
    جئناك كى تحقن الدم..
    جئناك. كن -يا أمير- الحكم
    سيقولون:
    ها نحن أبناء عم.
    قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
    واغرس السيفَ فى جبهة الصحراء
    إلى أن يجيب العدم
    إننى كنت لك
    فارسًا،
    وأخًا،
    وأبًا،
    ومَلِك!
    (3)
    لا تصالح ..
    ولو حرمتك الرقاد
    صرخاتُ الندامة
    وتذكَّر..
    (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
    أن بنتَ أخيك "اليمامة"
    زهرةٌ تتسربل -فى سنوات الصبا-
    بثياب الحداد
    كنتُ، إن عدتُ:
    تعدو على دَرَجِ القصر،
    تمسك ساقى عند نزولي..
    فأرفعها -وهى ضاحكةٌ-
    فوق ظهر الجواد
    ها هى الآن.. صامتةٌ
    حرمتها يدُ الغدر:
    من كلمات أبيها،
    ارتداءِ الثياب الجديدةِ
    من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
    من أبٍ يتبسَّم فى عرسها..
    وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
    وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
    لينالوا الهدايا..
    ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
    ويشدُّوا العمامة..
    لا تصالح!
    فما ذنب تلك اليمامة
    لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
    وهى تجلس فوق الرماد؟!
    (4)
    لا تصالح
    ولو توَّجوك بتاج الإمارة
    كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
    وكيف تصير المليكَ..
    على أوجهِ البهجة المستعارة؟
    كيف تنظر فى يد من صافحوك..
    فلا تبصر الدم..
    فى كل كف؟
    إن سهمًا أتانى من الخلف..
    سوف يجيئك من ألف خلف
    فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
    لا تصالح،
    ولو توَّجوك بتاج الإمارة
    إن عرشَك: سيفٌ
    وسيفك: زيفٌ
    إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
    واستطبت- الترف
    (5)
    لا تصالح
    ولو قال من مال عند الصدامْ
    ".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
    عندما يملأ الحق قلبك:
    تندلع النار إن تتنفَّسْ
    ولسانُ الخيانة يخرس
    لا تصالح
    ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
    كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
    كيف تنظر فى عينى امرأة..
    أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
    كيف تصبح فارسها فى الغرام؟
    كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
    -كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
    وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
    لا تصالح
    ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
    وارْوِ قلبك بالدم..
    واروِ التراب المقدَّس..
    واروِ أسلافَكَ الراقدين..
    إلى أن تردَّ عليك العظام!
    (6)
    لا تصالح
    ولو ناشدتك القبيلة
    باسم حزن "الجليلة"
    أن تسوق الدهاءَ
    وتُبدى -لمن قصدوك- القبول
    سيقولون:
    ها أنت تطلب ثأرًا يطول
    فخذ -الآن- ما تستطيع:
    قليلاً من الحق..
    فى هذه السنوات القليلة
    إنه ليس ثأرك وحدك،
    لكنه ثأر جيلٍ فجيل
    وغدًا..
    سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
    يوقد النار شاملةً،
    يطلب الثأرَ،
    يستولد الحقَّ،
    من أَضْلُع المستحيل
    لا تصالح
    ولو قيل إن التصالح حيلة
    إنه الثأرُ
    تبهتُ شعلته فى الضلوع..
    إذا ما توالت عليها الفصول..
    ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
    فوق الجباهِ الذليلة!
    (7)
    لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
    ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
    كنت أغفر لو أننى متُّ..
    ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
    لم أكن غازيًا،
    لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
    أو أحوم وراء التخوم
    لم أمد يدًا لثمار الكروم
    أرض بستانِهم لم أطأ
    لم يصح قاتلى بي: "انتبه"!
    كان يمشى معي..
    ثم صافحني..
    ثم سار قليلاً
    ولكنه فى الغصون اختبأ!
    فجأةً:
    ثقبتنى قشعريرة بين ضلعين..
    واهتزَّ قلبى -كفقاعة- وانفثأ!
    وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
    فرأيتُ: ابن عمى الزنيم
    واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
    لم يكن فى يدى حربةٌ
    أو سلاح قديم،
    لم يكن غير غيظى الذى يتشكَّى الظمأ
    (8)
    لا تصالحُ..
    إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
    النجوم.. لميقاتها
    والطيور.. لأصواتها
    والرمال.. لذراتها
    والقتيل لطفلته الناظرة
    كل شيء تحطم فى لحظة عابرة:
    الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً فى الحديقة يذوى - الصلاةُ لكى ينزل المطر الموسمى - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
    وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
    كلُّ شيءٍ تحطَّم فى نزوةٍ فاجرة
    والذى اغتالني: ليس ربًا..
    ليقتلنى بمشيئته
    ليس أنبل مني.. ليقتلنى بسكينته
    ليس أمهر مني.. ليقتلنى باستدارتِهِ الماكرة
    لا تصالحْ
    فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
    (فى شرف القلب)
    لا تُنتقَصْ
    والذى اغتالنى مَحضُ لصْ
    سرق الأرض من بين عينيَّ
    والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
    (9)
    لا تصالح
    ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
    والرجال التى ملأتها الشروخ
    هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد وامتطاء العبيد
    هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
    وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
    لا تصالح
    فليس سوى أن تريد
    أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
    وسواك.. المسوخ!
    (10)
    لا تصالحْ
    لا تصالحْ

  2. #2
    من اهل الدار
    تاريخ التسجيل: June-2016
    الدولة: Iraq - Basra
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 10,061 المواضيع: 593
    صوتيات: 17 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 17512
    مزاجي: عادي
    المهنة: Programmer
    أكلتي المفضلة: البــــاچــــة
    موبايلي: IPhone 8
    آخر نشاط: 12/September/2024
    الاتصال:
    مقالات المدونة: 4
    قصيدة عظيمة وكبيرة
    شكراً ادريس

  3. #3
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: حيث يقودني قلبي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 85,734 المواضيع: 20,575
    صوتيات: 4585 سوالف عراقية: 663
    التقييم: 58234
    آخر نشاط: منذ 34 دقيقة
    مقالات المدونة: 1
    لا تصالحْ
    ولا تتوخَّ الهرب
    لا تصالح على الدم .. حتى بدم
    لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
    أكلُّ الرؤوس سواءٌ ؟
    أقلب الغريب كقلب أخيك ؟
    أعيناه عينا أخيك ؟
    وهل تتساوى يدٌ .. سيفها كان لك
    بيدٍ سيفها أثْكَلك ؟


    عظيم

    إنتقاء مميز إدريس .. سلمت

  4. #4
    مساعد المدير
    الوردة البيضاء
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 258,207 المواضيع: 74,474
    صوتيات: 23 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 95628
    مزاجي: الحمدلله على كل حال
    المهنة: معلمة
    أكلتي المفضلة: دولمه - سمك
    موبايلي: SAMSUNG
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 1
    قصيدة جميلة جدا
    شكرا ادريس

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال