صديق فعال
تاريخ التسجيل: June-2018
الجنس: ذكر
المشاركات: 770 المواضيع: 645
صوتيات:
42
سوالف عراقية:
0
آخر نشاط: منذ يوم مضى
لماذا أقتتلت واختلفت أُمَّةُ نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أرواحنا له الفداء
لماذا أقتتلت واختلفت أُمَّةُ نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
أرواحنا لتراب مقدمه الفداء
*
إنَّ المسلمين في وقتنا الحالي ومع شديد الأسف تراهم متفرقين متباعدين متباغضين فيما بينهم .
حيث وصلت الدرجة إلى أن تُكَفِّرَ طائفةٌ منهم الطائفة الأخرى !!! وهم يعلمون علم اليقين إن دم المسلم على المسلم حرام حرام وكذلك ماله وعرضه . حيث قال نبينا (صلوات الله وسلامه عليه وآله) : « لَهَدْمُ الْكَعْبَةِ حَجَرًا حَجَرًا أَهْوَنُ مِنْ قَتْلِ الْمُسْلِمِ » . فما الذي حدث يا ترى حتى صار بعضنا يأكل بعضاً ولا يعرف حميمٌ حميماً ؟!
في هذا البحث المتواضع سنحاول أنْ نجيب على تلك الأمور بشكل كافٍ إن شاء الله تعالى ، راجين من الله القبول وأن يفتح الله الخير على بلاد المسلمين ويظهر لهم خليفته المهدي (صلوات الله تعالى وسلامه عليه وعجَّل فرجه الشريف) .
*
- بالنسبة إلى اختلاف القوم في فترة حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :
لَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِي سُّوْرَةِ الْبَقَرَةِ : ﴿۞ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ . (صَدَقَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
هل انتبهت إلى قوله تعالى : ﴿... وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ...﴾ . كلنا يعرف أنَّ موسى النبي (عليه السلام) كليم الله ، وعيسى النبي (عليه السلام) قد بشر من بعده بنبي أسمه أحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو نبينا أرواحنا له الفداء ، وذلك في قوله تعالى : ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ - [سُّورَةُ الصَّفِ : 6.]
الآن هل عرفت قوله تعالى : ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ﴾ . فماذا يعني ذلك ؟
يعني ان الاقوام التي أتت من بعد النبي عيسى (عليه السلام) اختلفت فيما بينها ، ألا وهو قوم نبينا محمد (صلوات الله وسلامه عليه وآله) .
- أما بالنسبة إلى الإختلاف بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :
قَالَ تَعَالَى : ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ - [سُّورَةُ آلَ عِمْرَانَ : 144.]
بيْنت الآية الكريمة أنَّ القوم قد اختلفوا فيما بينهم بعد استشهاد نبيهم (صلوات الله عليه وآله) بل وحتى أنهم قد أرتدوا عن دينهم وانقلبوا على أعقابهم .
والإنقلاب على العقب يعني الرجوع إلى الشيء الأول . أي بمعنى أنَّ القوم قد رجعوا إلى الجاهلية الجهلاء الأولى !
*
دعونا الآن نعرف سبب اختلافهم :
- قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ - [سُّورَةُ آلَ عِمْرَانَ : 19.]
- قَالَ تَعَالَى : ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ * وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ *﴾ - [سُّورَةُ الشُّورَى : 13 - 14.]
- هل انتبهت إلى قوله تعالى : ﴿... بَغْيًا بَيْنَهُمْ ...﴾ .
البغي فى المعنى الأصلى هو التعدى ومجاوزة الحد ، فأنت حين تتجاوز حدّك فى التعامل مع الآخر فقد بغيت عليه . وهنا يتفق معنى (بغى) مع (طغى) .
*
فساعد الله قلبك يا حبيبي يا رسول الله .
نشهد أنّك تسمع وترى... أنت الذي قُلت : (ما أوذي نبي مثلما أوذيت أنا) . آه آه آه .