ساءني جدا هذا الصباح أن أشاهد تسجيلا مريعا لمقتل صبي في العراق (حمودي المطيري) يبلغ من العمر خمسة عشر عاما بدعوى أنه "مثلي" الجنس.. وبينما يضحك قاتل الطفل ومصوّره في الوقت نفسه، يردد الطفل وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة أنه يريد أمّه.. والحقيقة أن هذه الجريمة الشنعاء تستفز الإنسان ليكتب عنها.. لكنني ما أن أمسكت قلمي حتى تذكرت أن دفاعي عن هذا الصبي، قد يدفع البعض لاتهامي بأنني مثلي يدافع عن مثليين.. وهذه تهمة جديدة أنا في غنى عنها.. ثم خطر لي أن هذا لا يجب أن يحدث بالضرورة.. ومن الممكن أن أقول أنني ضد المثلية قلبا وقالبا.. لكن هذا لا يعني أن يصمت الإنسان على جريمة قتل لصبي بهذه الوحشية.. وأن اللواط -كما السحاق- وإن كان يعد من الفواحش، إلا أنه الابتلاء به ليس رخصة جاهزة للقتل.. خصوصا أن القرآن الكريم أوضح عقوبة الشذوذ الجنسي للنساء وللرجال على التوالي، و بشكل جلي في سورة النساء الآيتين 15,16.. ولا تتضمن أي منهما القتل.. وإن قال شخص ما أن هذه الآيات منسوخة بسورة النور.. قلنا أن سورة النور مختصة بالزنا.. وهذه الآيات مختصة بالمثلية.. فإن قال أن هنالك أحاديث ثابتة تنص على قتل المثليين.. قلنا أن القرآن يحكم على السنة وليس العكس.. ثم تذكرت السلفيين.. وكم الهجوم الذي يمكن لهم أن يفتعلوه مع الإنسان إذا ما عارض إحدى أفكارهم.. خصوصا في موضوع كهذا.. فترحّمت على الصبي في خاطري.. ولعنت قاتليه.. وقررت أن لا أكتب عن الأمر شيئا..
.
.
.
.
منقول :)