ما عَلينا إنْ دعانا ................. الشوقُ يومًا للتلاقي؟

زهرةٌ وَسْنى وغُصْنٌ ............ راعَهُ هَمسُ السواقي

فانْثنى يَسْتافُ منْها .................. نَشْوةً والليلُ ساقِ

فارتمَتْ بين يديه .................. والشَذا خَمْرُ العِناقِ

***

إنَّ دون الوردِ شَوكًا ............ لا تَظُنّي القَطْفَ سَهْلا

فاستعدّي للتَحدّي .................. ليس كلُّ الزهْرِ فُلاّ

يَلْسَعُ النَحْلُ يَدَيْنا .................. ليكون الشهدَ أحلى

فلْنُخَلِّ الدربَ إنْ لم ............. نَقطُفِ الأشواكَ قَبْلا

***

يا رشيقَ القَدِّ يزهو ................. فِتْنَةً يَخْتالُ عُجْبا

يا رَقيقَ الخَصْر رِفْقًا ........... قد أخْذتَ القلبَ سَلْبا

كان لي قلبٌ خَفوقٌ ............. إنْ دعاهُ الحُسْنُ لَبَّى

لم يَعُدْ قَلبيَ قَلبي .................. قد غَدا للحُسْنِ قَلبا

***

هكذا تَمضي الليالي ............ بين وصلٍ واشْتياق

تَرقُصُ الأَكبادُ بِشْرًا ............. إِنْ دَنَا يومُ التَلاقي

ثُمَّ تُفْنينا الليالي .................. والأماني في عِناقِ

رُبَّ ذكرى مِنْ خليلٍ ............ ضَوعُها للخُلْد باقِ

***

حسبُ قلبي يا حبيبي ... مِنْ هَوى المحبوبِ ذِكْرَى

ذِكْرُ أَيامٍ خَوالٍ ................. مُهْجةٌ كالجَمْرِ حَرّى

رُبَّ ذكرى من خليلٍ ............ تَمْلأُ الآفاقَ عِطْرا

أَجمَلُ الأيَّامِِ يومٌ ............... نَرْشُفُ التَذْكارَ خمْرا

***

ما طَبَقْتُ اللجَفْنَ إلاّ ....... كنتَ في عيني حبيبي

كم أَرَى في الحُلم رُوحي ... نَـسْمَةً من نَفْحِ طِيبِ

تَلْثُمُ النَّهْديْن تُلقى ............... وردةً فوقَ الكَثيبِ

أو تُسَجّى مَيْتَ حُبٍّ ......... فوقَ مَغْناك الرحيبِ

***

سَلْ ظِلالَ الدَوْحِ عنّي ........ والأقاحي والخَمائلْ

وصَدوحَ الأَيْكِ لحْني ............ ما يُغنّي للسَنابلْ

سَلْ شِفاهَ الغِيدِ خَمْري ....... والسواقي والجَداولْ

إنْ أَمُتْ يَومًا فـروحي .. ضَوْعُ مِسكٍ في الجَدائلْ


عبدالقادر الأسود