التفت حولي لا أرى
سوى ظلي
كلما حاولت الابتعاد عنه
ازداد التصاقا بي
لست مغرية للحد الذي يدعو
أن يتشبث بي
أقنعته عدة مرات
لامجال أن يظل محاطا بي
تخللني بقوة
وفرد ذراعيه ليحتوني
عندها فقط شعرت مدى
حنوه علي
عندها فرقت بين الظل والأسى
بين الطيف والخيال
بين محبة متجذرة
وأوتاد نزرعها
بين الأصل والفرع
بين الخصوبة والجدب
فقط لأن ظلي كان أكثر وفاء
ممن حولي
مد يده ليصافحني
فكانت عيناه أسبق في احتضاني
لم ينطق كلمة واحدة
لكني امتلأت به
هكذا حين يكون وطني
هو الزاد الذي أتزود به
عند فيضان الموت
وخواء الحياة .
سكينة شجاع الدين