قد ذَاقَ قَـلبِيْ مِـن الأحباب مَــا ذَاقَا
وخَطَّ حِبْرِيْ بِسَاح البُعْدِ أوْرَاقَا
هَجَرْتُ شَمْسِيْ وعَانَقْتُ الدُجَى وأنَا
أكـتَالُ حَظِّـي أكَاذِيْبَاً وإخْـفـَاقـَا
غرقتُ فِي لُجِّةٍ في البحر موحِشةٍ
والرُوح ولهى ودََمْعِيْ صَارَ دَفَّاقَا
فـي كُل يَـومٍ أرَىْ بُعْدَاً يُـؤرِّقُنَــي
يُشقِّقُ القَلبَ فِيْ الأعْمَاقْ إنْ ضَاقَا
رسمْتُ منه عَلىْ الأطْلالِ أخيلةً
حتَّى أنــالَ مِـنَ الأحْبَابِ إشْفَاقَا
الليلُ طَالَ وركبيْ ضلَّ وجــهــته
والدربُ خوفٌ وخَدِّيْ حلَّ أطوَاقا
يَا حاديَ الرَّكب إنِّي صَابَنِي سَقَمٌ
بَيْنَ الضُلوْعِ فَصَارَ القَلبُ مهــرَاقَا
لهَىْ بِيَ الوجد والأيَّام تَعصِفُ بِيْ
كــأنَّنِــيْ فِيْ بـِحَـــارٍ زِدتُ إغْــرَاقَا
فاسْأل خُيُولِيْ إذَا قَــابَلتَ زَفْرَتَها
إنِّي بِساحِ الوغىْ قَدْ كُنْتُ عِمْلاَقَا
قَدْ كُنْتُ أخفِيْ مدى الأيَّام قَافِيَتِي
فَبَـاحَ طَيْرٌ بِسِــرِّي يـَومَ أنْ فَــاقَـا
فتحْتُ عَينيْ لعَلِّـي أرتَجِيْ قــدراً
مِـن شُــرفَةِ المَجدِ أنـواراً وإشْرَاقَا
لكِنْ رأيْتُ جِـنَانَـاً مِثْـــل بَلـقَـعَــةٍ
وقُسِّـمَ الخَــلـق ألــــوَانَـاً وأعْـرَاقَـا
حـَاءٌ يَمُــوْتُ وبَـاءٌ يَــحْتَسِـيْ ألمَـاً
والـشَّــوقُ زادَ بِهَـذَا القَلبِ إحْرَاقَا
قـَدْ ضَرَّج الـوَجْدُ أرواحاً وأفئدةً
فِيْ مَعْبَرِ الهَجْرِ كَانَ الكُلُ سَبَّاقَا
النـورُ فِيْ ذَروة الأمجـَـاد يَرقُبُنيْ
واللَّيلُ طالَ فَصَارَ العَيْشُ إمْـلاقَـا
ينَامُ بَعْضِيْ وبَعْضِيْ لا يَنَامُ ومــا
لِيْ فِيْ الدُنَا غَيْر قَلبٍ مَاتَ مُشْتَاقَا
يَاليْتَ شِعرِيْ مَتَى الأيَّامُ تُسعِفُ مَنْ
قَدْ مَاتَ صَبَّاً ودَمْعُ العين رَقْرَاقـَا
هذا َفــؤادي مَــع الأحبـابِ قِصَّتــهُ
والقــلبُ مُنْكسِـرٌ أضْنـَاهُ مَا لاقـَىْ
أسامة الغبان