أتـاكِ أيـلـولُ رَغْــمَ الجــرح يخـتـالُ
وفـيْ ثــنـــــايـــــاهُ آلامٌ وآمــــــــالُ
أتــاكِ والـقَـهـْرُ يجتاحُ الـرُّؤَى كِـسَفـاً
وثَـغْـرَكِ الـغَـضَّ يـابـلـقـيسُ يَـغْـتَـالُ
أتـى وفـيـكِ جــراحُ الأمـسِ غـائــرةٌ
وعــبرةٌ في رُبـَــا عـينـيكِ تـَحْـتـالُ
تُـومِي وفـيهـا شُـحُـوبٌ ليس تُنكِـرُهُ
وفي الـمُـحَـيَّـا سـوادُ البُؤْسِ يَنْـثَـالُ
لا تـحـزني قد أتى أيلولُ فانْتَـفـضي
فنحن قـومٌ عن الأهـداف مـا مـالـوا
هُـزِّي جُـذُوعَ الأماني وارْقُبي فرحـاً
إن الـمـخـاضَ عـســيرٌ فـيـه أهــوالُ
الـفــجــرُ آتٍ بـشـــاراتٌ مـحــمــلــةٌ
بـالـخـيرِ فاستبـشري والنورُ يـنـهـالُ
أيـلــولُ أقـبَـلَ والأبــوابُ مـشـرعــةٌ
لـلـخــيرِ تـــرنـُـو وللأيـــامِ إقْــبــَـالْ
خمسون عـامـاً وتـتـلـوهـا ثـمـانـيـةٌ
صنَّاعُ مجدكِ كم صالـوا وكم جالُـوا
اليأسُ خافَ اقـترابـاً منكِ حينَ رأى
عَـرِيْـنَـكِ اليومَ ذَادَتْ عـنـه أشـبــالُ
كلُّ الأعاصيرِ لاذَتْ عـنـكِ مـسـرعـةً
وكَـبَّـل الـلَّـيْـلَ عند الـفـجـرِ أبـطــالُ
هَبُّوا وما استسلموا لليأسِ أو وَهَنُوا
ماضُونَ نحوَ انبعاثِ الشمسِ مازالوا
جاسوا خلالَ الـرَّزايا فاستكانَ لـهـم
بغيُ الطواغيتِ عند الحـربِ يَغْـتَـالُ
قـومٌ أُولوا قــوةٍ والـبـأسُ ملبَسهـم
لـم يتركوا الحقَّ رهْـواً أو بـه مالـوا
يا رايةَ النصرِ قومي وارقصي طربـاً
مــاضــرَّكِ الـيـومَ آفـــاتٌ وأهـــــوالُ
عبدالعزيز الحريبي