لا يزال خبر وضع حزب الله اللبناني بجناحيه العسكري والسياسي على لائحة الإرهاب في بريطانيا يشغل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بشكل خاص وعدد من الدول العربية كالسعودية ومصر والعراق والكويت والبحرين والإمارات بشكل عام. وتصدر اسم حزب الله باللغتين العربية والإنجليزية مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من الدول حاصدا أكثر من 42 ألف تغريدة انقسمت بين مؤيد ومعارض للقرار.
ردود فعل لبنانية
وعلى الصعيد الرسمي اللبناني، اعتبر رئيس الوزراء سعد الحريري أن القرار البريطاني بإدراج الجناح السياسي لـ "حزب الله" اللبناني على قائمة الإرهاب، "يخص بريطانيا ولا يخص لبنان".
وعلق وزير الخارجية جبران باسيل على قرار بريطانيا بشأن تصنيف حزب الله كـ"حزب إرهابي قائلا :"لن يكون لهذا القرار أي أثر سلبي مباشر على لبنان لأننا اعتدنا على هذا الأمر من دول أخرى".
ولم يصدر أي بيان رسمي عن حزب الله حول القرار البريطاني.
وأكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، والمقرب من حزب الله، الشيخ صادق نابلسي، لبي بي سي أن "لا تداعيات" لقرار وزير الداخلية البريطاني على الساحة اللبنانية.
وأوضح: "اسم حزب الله موجود على لائحة الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم ذلك هناك تواصل بين الحكومة الأمريكية والحكومة اللبنانية. الأمر سينطبق على بريطانيا إذا ما وافق البرلمان البريطاني على قرار وزير الداخلية، وهذا سيؤثر فقط على التواصل المباشر بين مسؤولين بريطانيين ووزراء حزب الله في الحكومة اللبنانية".
وعن توقيت قرار ساجد جاويد، قال نابلسي إن "بريطانيا اليوم تخضع للسياسة والقرار الأمريكي في ما يتعلق ببرنامجها في المنطقة؛ فأمريكا تشدد حاليا الحصار على إيران وحزب الله مما يدفع بريطانيا إلى اتخاذ خطوة مماثلة. إضافة إلى ذلك، هناك محاولة أمريكية لدفع حركة التطبيع بين الدول العربية والكيان الإسرائيلي ومن مستلزمات هذه الحملة أن يتم تشديد العقوبات والمواقف ضد إيران وحزب الله".
.
.
.
.
.
.
قرار بريطاني
وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت اعتزامها فرض حظر كلي على أجنحة حزب الله اللبناني العسكرية والسياسية، باعتبار أن الحزب "يشكل تأثيرا مشجعا على زعزعة الاستقرار" في منطقة الشرق الأوسط.
وغرد وزير الداخلية في حكومة المحافظين البريطانية ساجد جاويد على حسابه في تويتر قائلا: "لقد أعلنت اليوم عن حظر ثلاث مجموعات بما فيهم حزب الله، وسنواصل حظر المنظمات الإرهابية التي تهدد سلامتنا وأمننا"
وأضاف: "يواصل حزب الله محاولاته لزعزعة الاستقرار الهش في الشرق الأوسط، ولم يعد بإمكاننا التمييز بين جناحه العسكري المحظور وجناحه السياسي، لأجل ذلك، اتخذت قرارا بحظر حزب الله كليا."
وقال رئيس بلدية لندن صديق خانإن "معاداة السامية وجريمة الكراهية لا مكان لها في مدينتنا، لقد أعربت عن قلقي العميق إزاء الدعم لحزب الله الذي ظهر في مسيرة القدس السنوية في لندن في عدد من المناسبات، وأخيرا استمع وزير الداخلية وأخذ إجراءً نرحب به".
ردود فعل متباينة
وفي المقابل عبر النائب السابق في البرلمان الإنجليزي جورج غالوي عن استيائه من القرار فكتب يقول : "على لبنان الآن أن يفعل الشيء المنطقي وأن يطلب من سفيرنا في بيروت المغادرة. حزب الله هو ثاني أكبر حزب في البرلمان مع عضوين في الحكومة. وبدونه كان الإرهابيون الحقيقيون وأنصارهم في المملكة المتحدة يحكمون لبنان وسوريا".
وردت الكاتبة شارمين نارواني على تغريدة وزير الداخلية ساجد جاويد قائلة " إن حزب الله لا يشكل أي تهديد على المملكة المتحدة، أنت تشكل تهديدًا لأمن المملكة المتحدة لأنك تضع مصالح دولة أخرى أمام مصالح بلدك".
وكتبت المحللة السياسية مرام سوسلي والمعروفة بالفتاة المناضلة "حزب الله يحارب القاعدة في سوريا مدة 8 سنوات، بينما كانت المملكة المتحدة تدعم القاعدة. والآن وضعت المملكة المتحدة حزب الله على قائمة الإرهاب، لماذا الآن؟
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريح له إن "فرنسا لن تضع أي حزب لبناني ممثل في الحكومة على قوائم الإرهاب"، مشيرا إلى أن باريس تعتبر الجناح العسكري لـ"حزب الله" تنظيما إرهابيا، لكنها تتحاور مع الجناح السياسي الممثل في البرلمان.
واعتبر جزء من المغردين الموالين لحزب الله في لبنان والمنطقة أن القرار لا يعني شيء، وما هو إلا محاولة لتشويه صورة الحزب، وقال آخرون "إن تصنّف بريطانيا الاستعمارية المقاومة اللبنانية "حزب الله" منظمةً إرهابية يعني أن حزب الله في الاتجاه الصحيح".
ورحب آخرون بقرار وزير الداخلية ساجد جاويد معتبرين أن خطوة بريطانيا بحظر كلي لمنظمة حزب الله تستحق التنويه ويجب أن تحذو حذوها كل دول العالم وخاصة الدول العربية على حد قولهم.
المصدر