تعتزم بريطانيا تدريس مادة إجبارية للعناية بالصحة خلال فترة الطمث بحلول عام 2020، في خطوة لقيت ترحيبا كبيرا من بعض المصابات بأمراض الرحم.
وقد وصفتها أليس سميث، المريضة بداء انتباذ بطانة الرحم "Endometriosis " (مرض يشهد نمو أنسجة شبيهة ببطانة الرحم خارجه)، بالـ "رائعة".
كانت حالة أليس، 23 عاما، قد شُخصت بإصابة مزمنة بداء انتباذ بطانة الرحم عندما كانت تبلغ من العمر 14 عاما، وشاركت في حملات بغية رفع الوعي بالصحة خلال فترة الطمث وتدريسها ضمن المناهج الدراسية.
وتقول أليس إن القواعد الإرشادية الجديدة ستؤدي إلى معرفة الفتيات "في سن صغيرة جدا ما هو طبيعي" وما هو غير طبيعي خلال فترات الطمث.
كما سيجري تدريس منهج دراسي يتناول مرحلة البلوغ في المدارس.


وسوف يتلقى الأطفال دروسا بشأن العنف الأسري والعلاقات و تصفح الإنترنت بأمان.
وتقول أليس : "ستكون تجربتي في المدرسة مختلفة جدا الآن".
وتصاب سيدة من كل 10 سيدات بداء انتباذ بطانة الرحم في بريطانيا، وهي حالة مرضية تنشأ نتيجة نمو أنسجة مشابهة لبطانة الرحم في مكان آخر في جسم المرأة.
ويتسبب المرض في حدوث ألم مزمن وتعب ومشكلات في الأمعاء والمثانة كما قد يفضي إلى حدوث عقم.
كانت المرة الأولى التي شعرت فيها أليس بالأعراض المرضية وهي في سن 12 عاما، وشُخصت حالتها بعد عامين بداء بطانة الرحم المهاجرة.




وتقول :"قد يستغرق الأمر وقتا طويلا بالنسبة لأي مرض آخر، لكن بكل أسف كان ذلك تشخيصا سريعا لداء انتباذ بطانة الرحم".
وأضافت أن ترددها على المستشفى كل أسبوعين لتناول المورفين، أثناء فترة التبويض والطمث، كان سببا في تشخيص مرضها مبكرا.
بيد أنها تقول إن الأمور لم تكن سهلة بعد تشخيص المرض.
وتضيف: "ذهبت إلى المنزل وبحثت عن معلومات مستعينة بمحرك بحث غوغل على الإنترنت، وتأثرت للغاية. قرأت أنه يستمر طوال العمر ولا علاج له وغير معلوم الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه. قرأت مدونات كتبتها سيدات تركن وظائفهن وانهارت علاقتهن الزوجية بسبب هذا المرض ولم يستطعن الإنجاب كما أقدمن على الانتحار".
وأضافت : "شعرت كما لو كانت عقوبة إعدام".
وتصف أليس خطواتها بـ "مهمة" تهدف إلى ضمان عدم تجربة الفتيات الصغيرات المصابات هذا الشعور.
وأضافت : "إنها ليست نهاية العالم بالفعل، يمكن أن تتحسن الأمور، كما ينبغي عدم التوقف عن استشارة أطباء مختلفين أو محاولة أشياء مختلفة".




وتقول إن تدريس العناية بالصحة خلال فترات الطمث في المدارس، للصبية والفتيات على حد سواء، خطوة في هذا الاتجاه.
وتضيف : "يستخدم هذا الجيل مفردات لغوية ليست لدينا. سيعرفون كيفية وصف أشياء لم نعرفها، وسوف يتحدثون عن فترات الطمث في المدرسة وفي مادة الأحياء والعلوم، وسوف يُدرّس داء انتباذ بطانة الرحم في الفصول الدراسية".
ويعد تدريس التربية الجنسية إجباري في إنجلترا منذ عام 2017، ودارت مناقشات عامة بشأن الطريقة التي ينبغي أن يكون عليها المنهج.
وسوف يتلقى جميع الطلاب حاليا دروسا بشأن العناية بالصحة خلال فترة الطمث، و الدورة الشهرية في المرحلة الابتدائية.
كما سيتلقى الطلاب دروسا تتناول العلاقات، تبدأ في المدرسة الابتدائية، ودروسا عن العلاقات والجنس، تبدأ في المرحلة الثانوية.
كما يتضمن المنهج دروسا تتعلق بمجتمع المثلية الجنسية.
وتقول أليس إن كل ما تتذكر تعلمه بشأن فترة الطمث هو مشاهدة إحدى الممرضات وهي تضع سدادة قطنية صحية في كوب ماء لشرح كيفية تمددها.
وتعتقد أن الإرشادات الجديدة سوف تهيء بيئة "مفتوحة" للأطفال تكفل معرفة ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي.
وتقول : "كان من الممكن أن أستشير طبيبا في وقت مبكر لأني كنت أعتبر أن ما أعانيه من ألم شديد كهذا أمرا طبيعيا".
وأضافت : "تلعب التوعية دورا بالغ الأهمية حقا في تعريف الفتيات كيف يتحدثن عندما يلاحظن عدم أداء وظيفة في أجسامهن بطريقة غير صحيحة".






"دائما يلزم بذل جهد"
بالنسبة لأليس "يلزم دائما المزيد" من الحملات الدؤوبة بشأن مكافحة داء انتباذ بطانة الرحم.
وتقول أليس : "نسير في الاتجاه الصحيح" لإجراء الأبحاث التي تهدف إلى معرفة الأسباب المؤدية للإصابة بالداء والتوصل إلى علاج له.
وتضيف على المستوى الشخصي أن جسمها "تضرر بدرجة غير قابلة للإصلاح" بسبب داء بطانة الرحم المهاجرة.
وتقول : "تضررت الأمعاء والمثانة وبعض الأربطة وعانيت من التهاب مزمن، ولا يوجد علاج لذلك، أصبحت هذه الأعضاء لا تعمل بطريقة صحيحة بالفعل".
وأضافت أنها كانت تشعر بألم كل يوم، كما أنهت لتوها دورة ثانية لتجميد البويضات بسبب تراجع خصوبتها.
وقالت : "أحلم بإنتهاء فترة المدرسة، والالتحاق بالجامعة وأن أصل إلى مرحلة لا تعرف فيها أني مريضة إلا إذا أخبرتك".
وأضافت أنه على الرغم من طول الطريق، توجد إدارة للحالة : "أنا في هذه المرحلة حاليا".
وتجرى مشاورات حاليا بشأن توجيهات التربية الجنسية في ويلز، في حين تلزم وزارة التعليم في أيرلندا الشمالية كل مدرسة بتحديد سياسة مكتوبة بشأن كيفية معالجة موضوعات العلاقات والتربية الجنسية.
وفي اسكتلندا طُرح دليل التربية الجنسية في عام 2014، وعلى الرغم من كون المنهج غير قانوني، إلا أن القرارات بشأن الموضوعات المطروح تناولها في المنهج مسألة تقررها المدرسة والسلطات المحلية.