لاشي اجمل متعه ، من التهيئ للسفر ،
LONDON
لاشي اجمل متعه ، من التهيئ للسفر ،
LONDON
on line
كافكا : كيف لهذهِ المحادثةُ البسيطةُ ان تضعَ هذا الكمّ الهائل من المشاعرِ دون لقاءٍ ؟؟
ميلينا : كُنا نَتعَانقُ بين النصوصْ ..
off
عزيزتي ميلينا
رِسالَتي هذه هيَ رداً مِنّي علىَ رسائلك القصيرة جداً التي أرسلتيها لي.
هذا لَيس اسمُكِ وأعلَمُ بأنَّكِ ستَندَهشين ولَكن لو أنَّكِ تقرأينَ ل " كفاكا " لفَهمتي مَقصِدي.
كانَ حَديثَنا الأول مُنذُ بِضعة شُهور وقد كانَت صُدفة جميلة، رأيتُ فيكِ التَحضُّر والرُقيّ في الفِكر والقَول.
" النيّة أبلَغُ مِنَ العَمَل " أرسلتيها لي في صباح يومٍ عصيب وكئيب ... يوم كُنتُ فيه مُتوتّراً جداً ولكن كانَ لِكلماتِك القليلة مفعول السحر في إعادة إتّزاني وهُدوئي.
أنتِ بارعةٌ في التعبير بِأقلّ الكلِمات، ذات هُدوءٍ مُرعب، تُخفينَ بِداخلَكِ الكثير والكثير مِن الإضطرابات والتشَتُّت، علىَ وجهَكِ دائماً ابتسامةُ طِفلة بريئة ولكن في عَيناكِ نظرةٌ حائرة وكأنَّكِ تبحثين عَن حقيقة غائبة
أحبُّ أن أقرأُ لَكِ وقَد راقَ لي كثيراً ما خَطَّهُ قلمَكِ المُعذَّب ، طلَبتُ مِنكِ ألا تَتَوقفي ولكن كانَ رَدّكِ يُشبِهُ ما قالهُ بوكوفسكي " إذا لَم تَخرجُ مِنكَ مِثل الرُصاصة فلا تَفعلها ".
أنتِ مُختلفة... مَزيجٌ مِن جَنوب المُتوَسطِ وشَمَالهِ، بَينَ صحَراء العَرَب وأضواء الغَرب.
أعلَمُ بأنَّكِ ستقرأين هذه الرسالة ومُتَيقناً بأنَّكِ سَتُعيدين قرائتِها وعلىَ وُجهَكِ ابتِسامة عَذِبةصافية وكعادَتَكِ سَوفَ تُرسلين لي رِسالة قصيرة بِها الكثير مِن الموَدّة والصدق ومُغلّفة بالحُب
لك مني ، فائق الحب
فرانز كافكا ،
لا أخاف من خيانة أحد ، أخاف أن تخونني صحتي ، وهذه أصعب خيانة قد يتعرض لها المرء..
اشياء قد احبها ،
كُتب علينا العيش هكذا، مُعلقين في منتصف الأشياء كلها، لا نُحب ما يحدث، ولا يحدث ما نحبه..
،،،،