العباءة العراقية …هوية وتراث
قراءات: 14300اجمع المهتمون بالتاريخ على ان الموروث الاجتماعي لأي بلدٍ من بلدان الارض، هو دليل على اصالتها ومجده كونها تمثل تراكمات من الثقافة والفنون والابداع تتوارثها الاجيال ويفتخرون بها، بل ويطورونها، او تنتفي الحاجة لقسم منها لتظهر الى الواقع الجديد تقاليد اخرى تواكب العصر.. ومن نفائس الموروث العراقي العباءة النسائية التي بقيت محافظة على نكهتها وأصالتها منذ بداية ظهورها حتى يومنا هذا، ولتكون رمزاً ودليلاً للمرأة العراقية، بل وصفة جمالية تتميز بها.. فلا غرابة بأن الموروث الغنائي العراقي تغنى بصاحبة العباءة، إذ كانت اغنية "يم العباية حلوة عباتج" من اجمل الاغاني الشعبية التي تغنت بها.
في العراق لها تاريخ عريق جدا لما لها من خصوصية عند المرأة العراقية وخصوصا في مدن الجنوب والفرات الأوسط حيث مازالت أكثر هذه المدن ترتدي نساءها هذه العباءة لما لها من ارتباط بالجذور او الموروث العراقي العريق للمرأة العراقية .
فالعباءة في العراق جزء لا يتجزأ من حياة النساء، لكنها بدأت تتأثر بموديلات حديثة دخلت السوق العراقية أبرزها العباءة الخليجية التي باتت تنافس العباءة العراقية، وتنتشر بشكل كبير بين أوساط النساء في معظم أسواق العراق " وللعبي أنواع عدة من حيث النوع والجودة ولها أسماء أيضا كثيرة ومختلفة قديما (الصوف ، الوبر ، الحبر ، الشال ، التترون) أما الآن فهنالك الكثير من المسميات قد أطلقت عليها ولخياطة العبي عدة أنواع وأشكال منها يدوي الخياطة ومنها بواسطة ماكنة الخياطة ولهذا التقينا بإحدى خياطات العبي الحاجة (أم مؤيد ) فقالت أنا اعمل بخياطة العبي منذ (45 سنة) وهذا العمل استورثته من والدتي التي كانت من الخياطات الماهرات جدا بهذا المجال أي بخياطة العبي.. ومن خلال هذه الخبرة الطويلة لوالدتي تعلمت الشيء الكثير عن هذه المهنة الجميلة واضافت يمكن لنا ان نميز جودة ونوعية العباءة عند الملمس وعندما نريد ان نتكلم عن العباءة العراقية فان لها التاريخ الطويل حيث كانت ومازالت تمثل رمز الحشمة والوقار للمرأة.
كانت العباءة العراقية قديما تختلف عما عليه الآن حيث كانت لها مميزات مختلفة من حيث الخياطة فقد كانت ذات (أردن) قصيرة ومختلفة تماما. خياطتها كانت بسيطة وبدائية من حيث نوعية الخيط حيث لم يكن هناك تركيز بعمل أي شيء لكتف العباءة خلاف ماهي عليه الان .
اما في الستينات والسبعينات كانت توضع زيهات ذهبية من الذهب الخالص في (أردن) العباءة على شكل أشبه بالسبحة .
ام على هي أيضا خياطة ماهرة قالت عملت في خياطة العبي لمدة ثلاثين سنة وكان الإقبال على خياطة العبي بشكل كثيف بحيث كان يوجد عندي سجل لضبط استلام وتسليم العباءة وكانت اغلب الزبونات يطلبن عمل كتف العباءة أي فيه نوع من التميز اما ( شد الورد) او (سن الفار) وتقول ام علي قد يكون بهذا الاسم نوع من الغرابة او الفكاهة لكن هذا النوع من العمل يكون بشكل جميل عند التنفيذ وله منظر ملفت للانتباه من حيث الخطوط المنتظمة ذات الأبعاد المتساوية .
ومن خلال تجوالنا ، ذهبنا الى سوق التجار لبيع قماش العباءة والتقينا بالحاج التاجر ابو مصطفى ووجدنا في هذا المحل الانواع الكثيرة والجميلة ومنها مايصل سعرها الى (500,000) الف دينار فسالنا الحاج ابو مصطفى لماذا تتميز بهذا السعر فقال انها حرير طبيعي 100% وتتفاوت الاسعار حسب ارتفاع الدولار وعندما سألناه عن المدن التي يتم استيراد قماش العباءة فقال من الهند واليابان والصين ودول الخليج". في احد محال بيع العباءة النسائية في سوق العبي حدثنا السيد كاظم محمد علي قائلاً: اصبحت العباءة رمزاً للمرأة العراقية وتشهد اليوم طلباً متزايداً بعدما اختلف الوضع عن السابق حيث كانت النسوة يصنعن العباءة ويلبسنها ولم يكن في ذلك الوقت استيراد حيث يتم تداول المستعمل في الاسواق. واضاف: نشتري العباءة من محافظة البصرة ومن منطقة الزبير بكميات كبيرة حيث نمكث في تلك المنطقة فترة اسبوع او اكثر لحين وصول الشاحنة من منطقة الخليج، اما في هذه الايام فنحصل عليها من اسواق الشورجة ونبيع اكثر من(5) قطع من قماش العباءة وسعر الواحدة يتراوح بين (25-30) ألف دينار وفي هذه الايام يتركز الاقبال على شراء العباءة الخليجية واليابانية المنشأ".وتبقى العباءة النسائية جزءا لايتجزأ من المرأة العراقية بوجه الخصوص وهذا الزي الشرعي يختلف نوعه من محافظة الى اخرى ومن دولة الى اخرى ولكن تبقى العباءة الجنوبية في العراق هي الاكثر احتشاما ورغبة لدى النساء عامة ".
يعترف السيد امجد علي -باحث اجتماعي- أنه لا يستطيع ان يحدد زمناً معيناً لظهور العباءة، ولكن جذورها قديمة جداً، إذ كانت المرأة ترتدي ثوباً شبيهاً بالعباءة فوق ملابسها، ذا الوان مختلفة.
وكانت العباءة البيضاء معروفة لدى نساء المسلمين الاوائل، اما الالوان الغامقة منها فقد عرفت في المناطق الصحراوية، وان تباين الوانها جاء بسبب تباين تقاليد الشعوب، وثقافاتها وارثها وطبيعة الاجواء والارض التي هم فيها، ولكنها في العراق تحديداً استقرت على اللون الاسود، ولتكون في بداياتها على شكل عباءتين تلبسان في آن واحد، واحدة تحاك من خيوط الصوف والثانية من قماش يمتاز بالطراوة يسمى "حَبر" بفتح الحاء، ولهذا سميت العباءة الثانية بـ"الحَبر" وتلبس الاثنتان معاً من الحشمة للمرأة، وان احداهما تلبس فوق الكتفين والثانية على الرأس وترتدى معها في الاغلب"البوشية ".. وكان هذا النوع من العبي سائداً حتى اربعينيات القرن الماضي واندثرت فيما بعد بسبب انتشار العباءة الحالية فضلا عن ان العباءة النسائية كانت غالية الثمن وذلك لتكاليفها المرتفعة.
العباءة النسائية العراقية تختلف عن باقي انواع العباءات الاخرى وخاصة المصرية والخليجية والايرانية، وهذه الانواع الثلاثة هُن اكثر العباءات انتشاراً.. فالعباءة المصرية تعرف باسم "الملاية" وهي في العموم قصيرة وطريقة ارتدائها تختلف عن طريقة ارتداء العراقية، إذ يتم وضعها على الكتفين لفقرها، فيظهر ساقا المرأة منها.. اما الخليجية فهناك انواع من اهمها المسماة بـ"الاسلامية" والتي تُلبس فوق الثياب، وهي قطعة واحدة.. وأخيراً الايرانية المعروفة بـ"الشادور" حيث تكون عريضة وعلى شكل قطعة واحدة ولا تحتوي على "ردن".. اما العباءة العراقية فتكون عريضة جداً ومن قطعتين وفيها كُم طويل، كما يجب ان يكون طولها معادلاً لطول المرأة من رأسها حتى قدميها.
من المهم الاشارة هنا أن المرأة الريفية العراقية قد استخدمت العباءة بشكل اخر يدلل على قوتها وتحملها للمصاعب، حيث تلفها على وسطها وتترك الجزء العلوي منها نحو الاسفل فتبدو وكأنها "تنورة" الشكل.. وهذا الشكل ترتديه في الاغلب اثناء مراسيم العزاء وخلال عملها في الحقل، ومن هنا جاء الاحساس بأنهما يوحيان بالقوة.
يذهب السيد ابو حيدر -صاحب محل لبيع العباءات النسائية- بأن منطقة الكاظمية تعد اشهر مناطق بغداد تجارة للعبي، وجاءت شهرتها بسبب وجود مرقد الامام موسى الكاظم عليه السلام الذي يزوره ملايين الاشخاص من العراقيين والاجانب، وخاصة الايرانيين منهم، ولابد للنساء ان يرتدين العباءة قبل مراسيم الزيارة، فضلا على ان الزوار الاجانب يفضلون شراءها من مناطقنا كونها منطقة مباركة بفضل وجود الضريح.
العباءة-والحديث لأبي حيدر- ترتديها النساء والفتيات والصغيرات وخاصة في الاحياء الشعبية، ومن هنا كان الاهتمام بها شيئا طبيعياً في اسواقنا، وذلك بسبب الاقبال الواسع عليها كونها صفة جمالية للمرأة اذا ما قيست بالملابس الاخرى -على حد تأكيده- ولهذا نشاهد بعض العباءات قد طُرزت بالالوان الذهبية والدانتيل وبعض السلاسل اللامعة وخاصة الجزء العلوي منها، او على الردن، كما يشير الى ان هناك اسواقاً اخرى تهتم بتجارتها مثل شارع النهر والشورجة وبعض من اسواق بغداد.
يقول الحاج رشيد حميد-احد باعة العباءات النسائية في شارع النهر:
- شهدت السنوات السابقة ظهور العديد من العبي، منها السورية المسماة بـ"المبرد" من بعدها تأتي اليابانية المعروفة بالتترون والتي لاقت رواجاً واضحاً، وبعدها الكورية والصينية والفرنسية.. اما العباءة العراقية فانها لم تكن مرغوبة في بداياتها، ولكنها الان تنافس الصناعة الاجنبية وخاصة النوع المعروف بـ"الجرجيت" لأن خيوطها من الانواع الجيدة، هذا فضلا عن انواع اخرى مثل الشيرمن والحرير والسوبر.
اما السيدة ام علي احدى المتبضعات فتؤكد على ان زمن الحصار الذي عاشه الشعب العراقي جعل المرأة ترفع عباءتها او تصبغها او تقلبها كي تلبسها، وذلك بسبب ارتفاع اسعارها لتصل الى قرابة الـ 100 الف دينار عراقي والذي كان في حينه مبلغاً باهظاً على الاسرة، ولهذا كانت البالات حلاً موفقاً امام المرأة، إذ ظهرت في تلك المدة العباءة الاسلامية ذات الموديلات المتباينة والشكل العملي والسهل في الاستعمال، اضافة الى رخصها قياساً بما في الأسواق.
في عودة ثانية للسيد ابي حيدر إذ يرى أن سقوط النظام السابق اثر على زيادة الطلب على اقتنائها بسبب الحرية التي منحت للناس لأداء الزيارات للعتبات المقدسة، فضلا عن دخول الزوار العرب والاجانب الذي ادى الى زيادة الاقبال عليها وخاصة من النساء الزائرات ومن مختلف الجنسيات، والسبب الاهم حسب تأكيده بأن العباءة النسائية موروث تمسك به العراقيون كونه يمثل لهم حساً دينياً لا بد من تطبيقه وصفة جمالية للمرأة .
جمع المهتمون بالتاريخ على ان الموروث الاجتماعي لأي بلدٍ من بلدان الارض، هو دليل على اصالتها ومجده كونها تمثل تراكمات من الثقافة والفنون والابداع تتوارثها الاجيال ويفتخرون بها، بل ويطورونها،
او تنتفي الحاجة لقسم منها لتظهر الى الواقع الجديد تقاليد اخرى تواكب العصر..
ومن نفائس الموروث العراقي العباءة النسائية التي بقيت محافظة على نكهتها وأصالتها منذ بداية ظهورها حتى يومنا هذا، ولتكون رمزاً ودليلاً للمرأة العراقية، بل وصفة جمالية تتميز بها.. فلا غرابة بأن الموروث الغنائي العراقي تغنى بصاحبة العباءة، إذ كانت اغنية ”يم العباية حلوة عباتج“ من اجمل الاغاني الشعبية التي تغنت بها.
يعترف السيد امجد علي -باحث اجتماعي- أنه لا يستطيع ان يحدد زمناً معيناً لظهور العباءة، ولكن جذورها قديمة جداً، إذ كانت المرأة ترتدي ثوباً شبيهاً بالعباءة فوق ملابسها، ذا الوان مختلفة.وكانت العباءة البيضاء معروفة لدى نساء المسلمين الاوائل، اما الالوان الغامقة منها فقد عرفت في المناطق الصحراوية، وان تباين الوانها جاء بسبب تباين تقاليد الشعوب، وثقافاتها وارثها وطبيعة الاجواء والارض التي هم فيها، ولكنها في العراق تحديداً استقرت على اللون الاسود، ولتكون في بداياتها على شكل عباءتين تلبسان في آن واحد، واحدة تحاك من خيوط الصوف والثانية من قماش يمتاز بالطراوة يسمى ”حَبر“ بفتح الحاء، ولهذا سميت العباءة الثانية بـ”الحَبر“ وتلبس الاثنتان معاً من الحشمة للمرأة، وان احداهما تلبس فوق الكتفين والثانية على الرأس، وترتدى معها في الاغلب”البوشية “.. وكان هذا النوع من العبي سائداً حتى اربعينيات القرن الماضي واندثرت فيما بعد بسبب انتشار العباءة الحالية فضلا عن ان العباءة النسائية كانت غالية الثمن وذلك لتكاليفها المرتفعة .
العباءة النسائية العراقية تختلف عن باقي انواع العباءات الاخرى وخاصة المصرية والخليجية والايرانية، وهذه الانواع الثلاثة هُن اكثر العباءات انتشاراً.. فالعباءة المصرية تعرف باسم ”الملاية“ وهي في العموم قصيرة وطريقة ارتدائها تختلف عن طريقة ارتداء العراقية، إذ يتم وضعها على الكتفين لفقرها، فيظهر ساقا المرأة منها.. اما الخليجية فهناك انواع من اهمها المسماة بـ”الاسلامية“ والتي تُلبس فوق الثياب، وهي قطعة واحدة ،، اما العباءة العراقية فتكون عريضة جداً ومن قطعتين وفيها كُم طويل، كما يجب ان يكون طولها معادلاً لطول المرأة من رأسها حتى قدميها وتستخدم في الكويت والأمارات أيضاً ،،
من المهم الاشارة هنا أن المرأة الريفية العراقية قد استخدمت العباءة بشكل اخر يدلل على قوتها وتحملها للمصاعب، حيث تلفها على وسطها وتترك الجزء العلوي منها نحو الاسفل فتبدو وكأنها ”تنورة“ الشكل.. وهذا الشكل ترتديه في الاغلب اثناء مراسيم العزاء وخلال عملها في الحقل، ومن هنا جاء الاحساس بأنهما يوحيان بالقوة.
يذهب السيد ابو حيدر -صاحب محل لبيع العباءات النسائية- بأن منطقة الكاظمية تعد اشهر مناطق بغداد تجارة للعبي، وجاءت شهرتها بسبب وجود مرقد الامام موسى الكاظم عليه السلام الذي يزوره ملايين الاشخاص وأشتهرت أيضاً العبائة الخليجية بعد سقوط بغداد وأنفتاح العراق على أهله دول الخليج والعالم ،،العباءة العراقية -والحديث لأبي حيدر- ترتديها النساء والفتيات والصغيرات وخاصة في الاحياء الشعبية، ومن هنا كان الاهتمام بها شيئا طبيعياً في اسواقنا، وذلك بسبب الاقبال الواسع عليها كونها صفة جمالية للمرأة اذا ما قيست بالملابس الاخرى -على حد تأكيده- ولهذا نشاهد بعض العباءات قد طُرزت بالالوان الذهبية والدانتيل وبعض السلاسل اللامعة وخاصة الجزء العلوي منها، او على الردن، كما يشير الى ان هناك اسواقاً اخرى تهتم بتجارتها مثل شارع النهر والشورجة وبعض من اسواق بغداد.
يقول الحاج رشيد حميد-احد باعة العباءات النسائية في شارع النهر:- شهدت السنوات السابقة ظهور العديد من العبي، منها السورية المسماة بـ”المبرد“ من بعدها تأتي اليابانية المعروفة بالتترون والتي لاقت رواجاً واضحاً، وبعدها الكورية والصينية والفرنسية..
اما العباءة العراقية فانها لم تكن مرغوبة في بداياتها، ولكنها الان تنافس الصناعة الاجنبية وخاصة النوع المعروف بـ”الجرجيت“ لأن خيوطها من الانواع الجيدة، هذا فضلا عن انواع اخرى مثل الشيرمن والحرير والسوبر.اما السيدة ام علي احدى المتبضعات فتؤكد على ان زمن الحصار الذي عاشه الشعب العراقي جعل المرأة ترفع عباءتها او تصبغها او تقلبها كي تلبسها، وذلك بسبب ارتفاع اسعارها لتصل الى قرابة الـ 100 الف دينار عراقي والذي كان في حينه مبلغاً باهظاً على الاسرة، ولهذا كانت البالات حلاً موفقاً امام المرأة، إذ ظهرت في تلك المدة العباءة الاسلامية ذات الموديلات المتباينة والشكل العملي والسهل في الاستعمال، اضافة الى رخصها قياساً بما متوفر في الاسواق
يرجع تاريخ العباءة إلى عصر ما قبل الإسلام وأيضا في العراق لها تاريخ عريق جدا
لما لها من خصوصية عند المرأة العراقية وخصوصا في مدن الجنوب والفرات الأوسط
حيث مازالت أكثر هذه المدن ترتدي نساءها هذه العباءة لما لها من ارتباط بالجذور او الموروث العراقي العريق للمرأة العراقية
والعباءة كانت ولا تزال جزءا مهما من شخصية النساء في العراق
كتب ماجد شاكر من بغداد :
العباءة النسائية في العراق تكمل شخصية المرأة، وتعطيها الوجاهة والرفعة وخصوصا في المناطق الريفية حيث تسود التقاليد العشائرية، أو المناطق ذات الطابع الشعبي .
وللعباءة "موديلات" كثيرة في العراق، فمنها ما تغطي الرأس حتى القدمين وأخرى تلبس على الكتف والأخرى ذات أردان ومن الأنواع ما تسمى بالحجاب وأخرى إسلامية وأخرى خليجية وأخرى امارتية . كما أن للعباءة أسماء مثل زهرة الخليج وعباءة "الجرجيت "" .
وتسود في العراق اليوم العباءة والتي يطلق عليها ( بالجبة الإسلامية ) حيث تلبس على الكتف وتخيط حالها حال الثوب وترتديها المرأة إما العباءة القديمة فتلبسها فقط الكبيرات في السن .
الخياطة "أم ماهر" قالت ان مهنة خياطة العباءة صعبة جدا لاسيما منطقة الرأس والأكمام والحواشي وتكون هذه العباءة بأسعار عالية جدا حيث تصل سعر العباءة إلى مئة إلف دينار عراقي .
ويقول حيدر محسن وهو تاجر عباءة أن هناك أقمشة تستخدم لخياطة العباءة منها الحرير الهندي والباكستاني والجرجيت الياباني والحرير التركي و الشيفون والحبر والشال والتترون والصوف والوبر والشيرمن والحرير والسوبر والخاجيةوالسعدونيةوالثالي ة والدفة والقرة غوليةوالحساوية والباكة والكريه والحسا عي والركاب ومنمش والربيعي .
ويضيف حيدر .. أسعار العباءة من ثمانية عشر إلف دينار وتنتهي إلى مئة وعشرون إلف دينار حسب النوع والجودة وخياطتها تكلف أحيانا المئة وخمسون إلف دينار عراقي .
وهناك خيوط تستخدم في العباءة منها خيط الكلبدون وخيط البكر وخيط جرك وخيط الحرير .
وتقول رباب ل "بابنيوز" عن إرتداء العباءة .. إن بعض النساء يلبسن العباءة أو الجبة عن قناعة و" تدين " وتضيف .. توارثنا هذا الشيء من الأجداد.
وتقول أيضا .. المرأة الشرقية في العراق ترى في العباءة سترا لها من عيون الرجال لأن هذه تستر العورات .
وأضافت .. قبل عام 2003 كان ارتداء " الجبة" أو العباءة اختياريا، لكنه اليوم صار قريبا إلى الفرض منه إلى الاختيار .
الخيّاطة إيناس سالم تقول .. تفصل العباءة في بادئ الأمر للأكمام وبعدها العرض وبعدها الرأس ويجب إن يراعي طول العباءة، وفي نفس الوقت فان طول المرأة يحدد القياس، فإذا كانت المرأة طويلة فيجب إن تكون العباءة ثمانية ياردات طولا، إما إذا كانتالمرأة متوسطة صورة
الطول أو قصيرة فيجب إن يكون طولها سبعة ياردات وتضيف .. أسعار خياطه العباءة تختلف من خياطه إلى أخرى وأيضا توجد أنواع من الفاصلات منها "شد الورد" حيث يبلغ سعرها (سبعه عشر إلى عشرون ) إلف دينار عراقي إما الشيراز العادي فيبلغ ( ثمانية الآلاف إلى اثنا عشر إلف ) دينار عراقي . وتوصي كل زبونة بنوعية الخيط المستخدم واغلبهن يفضلن الخيط الحرير أو الكلبدون حتى لا تتعرض العباءة إلى الاحمرار مع مرور الوقت .
الحاجة أم محمد تقول عن صناعة العباءة النسائية ..
"العباءة كانت ولا تزال جزءا مهما من شخصية النساء في العراق، وتختلف العباءة حسب رغبة كل امرأة، والجيل القديم، من النساء، يفضل العباءة التي تصنع عند الخياطة التي تفصلها، وتحيكها بحسب رغبة المرأة، لكن عموم النساء اعتبارا من سن الأربعين يفضلن العباءة ذات القطعة الواحدة، وتلبس من الكفين ثم يسدل الغطاء من اليمين إلى اليسار، وتغطي كامل جسد المرأة"
وأضافت:بعضهن يفضل إضافة أنواعا من التطريز على حاشية وأطراف العباءة مثل بعض فصوص الخرز مختلفة الألوان، والخرز كرات بلورية صغيرة ملونة، وبعد اختيار ألوان الخرز تقوم ابنتي بتطريز تلك الحبات البلورية الملونة على أطراف العباءة، وهذا النوع من العباءة تفضلنها الشابات". تنافس بين الخليجية والعراقية تستطرد أم محمد قائلة إن "العباءة التي تفصل أصبح الطلب عليها قليلا، لأن أسعارها ارتفعت ويتراوح سعرها بين 60، و100 ألف دينار عراقي، وحسب الطلب والرغبة، وتضيف أم محمد "تختلف ألوان العباءة حسب رغبة المرأة التي تجلب قطعة القماش من أجل تصنيعه لدينا، ولكن النسوة الكبار يفضلن اللون الأسود في العباءة، فيما يفضلن الشابات العباءة الخليجية والتي بدأت تجتاح ألاسواق، وهذه العباءة تلقى طلبا متزايدا من قبل النساء كونها تمثل موديلات حديثة وأسعارها مناسبة جدا تتراوح بين 35 و50 ألف دينار عراقي"
ويقول صاحب متجر لبيع الأزياء خاصة الإسلامية والعباءة النسائية في سوق بابل الرئيسي ويدعى صاحب حميد، نبيع العباءةالعراقية والجبة الإسلامية، إضافة للعباءة المستوردة من دول الخليج، خاصة الإمارات والسعودية وكذلك من سوريا، وتمتاز العباءةالمستوردة من الخليج بتعدد الموديلات والألوان والزخارف والتطريز المتقن على أطرافها، ما يضفي عليها جمال كبيرا لا يوجد فيالعباءة العراقية التقليدية الكلاسيكية القديمة، وهذه الألبسة المستوردة تباع منها كميات كبيرة إذ تقبل عليها الشابات". ويضيف صاحب أنه "يتم استيراد كميات كبيره من البلدان المجاورة مشيرا إلى "الإقبال الكبير على شراء الأزياء الخاصة بالحجاب
ان اهـم ما يميز الازياء الفلكلورية العراقية هـو التنوع حسب المنطقة والقومية والدين ، في الحلقة الأولى تحدثنا عن الازياء الفولكلورية في كوردستان العراق ،واليوم سنتحدث عن أزياء المنطقة اخرى وتشمل بغداد وديالى والنجف وكربلاء والسماوه و واسط ومنطقة الموصل في الشمال الغربي من العراق ، والحقيقة ان الازياء النسائية لا تختلف كثيرا في هـذه المناطق إلا في بعض اللمسات وخاصة في بغداد التي تأثرت بمجموعة من الثقافات ومنها الثقافة العثمانية ،والنسوة العراقيات اشتهرن بارتداء الملابس الزاهـية الألوان التي تبرز انوثتهن داخل البيوت كالقفطان او الثوب الطويل ذو الأكمام الطويلة والمزرر من الإمام والمطرز من الحافات والإكمام واهـم ما كان يميز المظهر الخارجي للمرأة العباءة السوداء وقد كان يتم اختيار العباءة من أجود الخامات المستوردة وكانت قديما تسمى ( الجزية ) او ( المبرد ) وتصاحب العباءة غطاء الوجه ( الپوشي ) .
الزي الفلكلوري النسائي يتكون من قفطان او ثوب طويل له أكمام طويلة وعلى العموم يكون ذو لون واحد ويطرز بخيوط ذهـبية او فضية او ملونة ويربط بحزام عند الخصر من نفس لون الثوب ،اما الفساتين الفضفاضة والزاهـية الألوان فكانت من نصيب الفتيات الشابات والغامقة والداكنة لكبيرات السن اما اجمل الموديلات كانت تسمى( الجطالة) وهـو ثوب له أكمام يبدأ من الكتف ويصل الى الأرض بزخرفة وخياطة جميلة جداً ، والشابات القرويات كانت ازياءهـن ذات ألوان صارخة كالأحمر والأصفر والأخضر والأزرق السمائي والبنفسجي ونوعية هـذه الأقمشة صنع محلي ورخيص السعر ويسمى(الچويت)
الزي الهاشمي // أبرز زي نسائي في مناطق الجنوب وهـو عبارة عن ثوب من قماش رقيق جدا وواسع الأكمام والأطراف ترتديه النساء فوق الزبون الذي عادة ما يكون لونه اسود كي تبرز جمالية أشكال التطريز ويكون هـذا الزي عادة من الحرير الطبيعي او الصناعي كالشيفون والجورجيت الخفيف ، وكانت تصاحب هـذه الازياء أغطية الرأس ولها أسماء عديدة مثل الصمادة والملفع والعصابة والمكرونهوالچرغدوالشكفةوا لبوينبوغوالكيشواليازمةوال ايشار وعندما كن يخرجن للزيارة او التسوق يلبسن ( الايزاغ ).
وهـو قماش سميك مخطط باللون الأحمر ويغطي الجسم من الرأس الى الورك او يلبسن العباءة السوداء ويغطين الوجه بالپوشية .. .
رداء الإزار كان يصنع من الحرير باختلاف ألوانه وكانت النساء ترتديه بدل العباءة ومناطق محلة باب الشيخ والكاظمية . والحلة والنجف كانت تشتهر بصناعته وحياكته .
كانت ولا تزال من أبرز الكماليات لا بل الضروريات المصاحبة للملابس وكانت شبه موحدة عدا بعض الاختلافات البسيطة حسب المناطق منها ( حجول الذهـب والفضة ) والخزامة ( عران ) وهـي حلقة صغيرة من الذهـب او الفضة توضع على جانب الانف بعد خرمه ، البلابل وهـي مجموعة قطع صغيرة من الذهـب او الفضة تعلقبالعباءة من الامام عند منطقة الصدر والشابات كن يزيين ضفائرهـن بها ، الگردانالاوروپي ، الأقراط ( التراچي ) وكانت تتدلى من الأذن وتصل الى منتصف الرقبة ، الملاوي ذي الرؤوس على شكل أفعى ، الپاونات ، المعاضد (البتوت ) أي الأساور،أحزمة الليرات الرشادية ، الخواتم بكافة أشكالها ، والثريات كن يشترين الحلي الذهـبية اما ذوات الدخل المحدود والمتوسط كن يشترين الحلي الفضية .
اخيراً، قد تصبح العباءة العراقية السوداء رمزا فولكلوريا ذات يوم لكنها وحتى هذه اللحظة تظل تغطي رؤوس بعض العراقيات لتمنحهن هوية يفضلن التميز بها عن سواهن حتى في بعض الدوائر الحكومية بل وفي قبة البرلمان .