مدن النرجس تتوهج في كردستان العراق للربيع وعفرين
تراقصت انعكاسات شعل النار، منذ ساعات، بأيدي جميلات إقليم كردستان وهن يتسلقن سفوح الجبال مع الرجال، مع ألوان الربيع التي تشع منها ثيابهن الفلكلورية اللامعة، وزهور النرجس البرية المتفتحة إعلانا للانقلاب الربيعي.
سبوتنيك.
دبك المحتفون بعيد نوروز أو النيروز — بداية رأس السنة الكردية، بالتصادف مع تساوي الليل بالنهار في العراق، وإقليم كردستان، بتعاضد الأكتاف والأنامل فتيات وشباب، على وقع الأغنية "آم روزي" التي لا يكتمل العيد معها.طوال اليوم 21 آذار/مارس، ملأ صوت المطرب الكردي من أصول إيرانية، حسن زيرك، سفوح ومناطق إقليم كردستان العراق، بأغنيته "آم روزي" والتي تعني بالعربية "هذا اليوم"، وسط إقبال سياحي كبير من مختلف أنحاء البلاد والعالم.
ورصدت مراسلة "سبوتنيك" في العراق، أجواء العيد في مدن إقليم كردستان، ومنها في قضاء عقرة —إحدى أجمل مدن الإقليم، والتي تسمى بعاصمة النوروز لكثرة جبالها التي تقام فيها المراسم استذكارا لكاوة الحداد — الرجل الأسطوري الذي قاد ثورة ضد الظلم لأجل
المكون الكردي.
وتحدث لنا الشاب أرشد أحمد، من قضاء عقرة، التابع لمحافظة دهوك، عن العيد، واصفا الأجواء بالجميلة جدا، انطلقت منذ ليلة أمس الثلاثاء، في جبل عقرة بمكان يسمى "سةرى که لی"، حيث توجه الناس يحملون شعل النار، إليه، وأطلقوا الألعاب النارية ليلا".
وأضاف أحمد أن قضاء عقرة شهد إقبالا سياحيا كبيرا منذ يوم أمس، إذ تم استقبال أكثر من 25 ألف سائح بينهم الكثير من الأجانب الجنسية، رأيت منهم يابانيين، وسويديين، وبولنديين".
وتدارك أحمد، كان من المقرر أن تقام حفلات عارمة تضم مطربين وموسيقى، لكن المدينة وكذلك باقي مدن إقليم كردستان، ألغت إقامة هذه الخطط، تضامنا مع مدينة عفرين "التابعة لمحافظة حلب" في شمال غرب سوريا، لما تشهده من عمليات عسكرية تقودها تركيا،
والتي أسفرت عن وقوع ضحايا مدنيين من المكون الكردي.
وأخبرنا أحمد، أن زهور النرجس تفتحت قبل نحو شهر بلونها الأبيض المرصع بأسدية صفراء — جملت قضاء عقرة — المدينة التي تسحر كل من يزورها لطبيعتها ومصايفها ذات الشلالات الباردة المثلجة للبدن.
من جهته، صرح الشاب كوران ازاد حبيب، من محافظة كركوك، لمراسلتنا، عن عيد النوروز وطقوسه، قائلا ً:
"هذا العيد المجيد عند الكرد، السعيد و المبهج، حيث يحتفل به كل عام في آذار 21، كتوارث لذكرى انتصار الثورة المجيدة بقيادة كاوة الحداد على الظلم والاستبداد".
وبين حبيب، أن نوروز بالكردية تعني يوم جديد أو حقبة جديدة، وهو يصادف أيضا بداية رأس السنة الكردية، ويوم الانقلاب الربيعي حيث تزهر ورود الـ(كولالة) الحمراء والتي سميت خانقين "تابعة لمحافظة ديالى شرق العراق"، بها قبل أن تسمى "خانقين".
ومن التقاليد المتبعة في كردستان العراق، أوضحا لنا حبيب، وهي:
إشعال النار على سفوح الجبال، وفي وسط العشيرة أو القرية أو المدينة تيمنا بانتصار ثورة "كاوة الحداد" على الظلم، لأجل نيل الحرية، حيث في كركوك وأربيل، وسليمانية، وعقرة، تشعل قوات البيشمركة النار على سفوح الجبال التي ترابط عليها لتظهر مظهرا خلابا يسر
النظر والأذهان.
وأيضا حسبما أكمل حبيب، من العادات المتبعة ارتداء الزي التقليدي الكردي الفلكلوري- إذ ترتدي الرجال "الشروال" بألوان غامقة وأقمشة مريحة، وترتدي النساء أثواب تدعى "جلي" بألوانها الربيعية الزاهية، والخروج إلى المصايف المتعددة على جبال ومرتفعات و
عيون المياه في كردستان.
ونوه حبيب، إلى أن الاحتفالات والدبكات الكردية، تقام صباح و ظهر نفس اليوم، على وقع معزوفات على آلتي الـ"دول" التي تعني الطبل و الـ"زورنا" بمعنى البوق، والدبكة على الحان وأغاني كردية قديمة خاصة وأشهرها التي تشغل بشكل عام ومطلق في عيد نوروز
هي أغنية " ئام روزي"، حتى أصبحت تقليد يتبعه أغلب الكرد في العالم.
وأختتم الشاب كوران حبيب، حديثه، معبرا :
إن عيد نوروز، يعتبر من الأعياد المقدسة، عند الكرد، وهو عطلة رسمية تستمر لمدة أسبوع تخصصها حكومة إقليم كردستان لكل مناطق الإقليم، ليتسنى للناس الاحتفال بهذا العيد البهيج.