اثار من بلادي(12).....مملكة الحضر
مملكة الحضر أو مملكة عربايا هي من أقدم مملكة عربية في العراق في الجزيرة الفراتية وتحديداً في السهل الشمال الغربي من وادي الرافدين الذي هو غرب العراق وشرق سوريا حالياً، تمركزت مملكة الحضر في مدينة الحضر إلى الجنوب الغربي من مدينة الموصل على مسافة 110 كيلومتراً. وتبعد عن مدينةآشور القديمة حوالي 70 كيلومتراً. ظهرت مملكة الحضر في القرن الثالث الميلادي وحكمها أربعة ملوك استمر حكمهم قرابة المائة عام.عرفت مملكة الحضر (مملكة عربايا) بهندستها المعمارية وفنونها وأسلحتها وصناعاتها، الحضر كانت في مستوى روما من حيث التقدم حيث وجد فيهاحمامات ذات نظام تسخين متطور وأبراج مراقبة ومحكمة ونقوش منحوته وفسيفساء وعملات معدنية وتماثيل كما ضربوا النقود على الطريقة اليونانية والرومانية وجمعوا ثروات عظيمة نتيجة لازدهارهم الاقتصادي..وجدت كتابة على أحد المباني تقول:"سنطروق هو ملك العرب". وسنطروق يسمى في التاريخ العربي بالساطرون المشهور بقصة خيانة ابنته له(الساطرون. وكان من الجرامقة. والعرب تسميه الضيزن. وهو من قضاعة. وكان قد ملك الجزيرة، وكثر جنده، وأنه تطرق بعض السواد – إذ كان سابور بخراسان -. فلما عاد سابور، أخبره بما كان منه، فسار إليه، وحاصره أربع سنين، وقيل سنتين، لا يقدر على هدم حصنه، ولا الوصول إليه. وكان للضيزن بنت تسمى: النضيرة. فحاضت. فأخرجت إلى ربض المدينة. وكذلك كان يفعل بالنساء. وكانت من أجمل النساء. وكان سابور من أجمل الناس. فرأى كل واحد منهما صاحبه. فتعاشقا. فأرسلت إليه: ما تجعل لي إن دللتك على ما تهدم به سور المدينة. فقال: أحكمك، وأرفعك على نسائي. فقالت: عليك بحمامة ورقاء مطوقة، فاكتب على رجلها بحيض جارية بكر زرقاء، ثم أرسلها، فإنها تقع على سور المدينة فيخرب. وكان ذلك طلسم ذلك البلد. ففعل. وتداعت المدينة. فدخلها عنوة. وقتل الضيزن وأصحابه. فلم يبق منهم أحد يعرف اليوم. وأخرب المدينة. واحتمل النضيرة، فأعرس بها بعين التمر. فلم تزل ليلتها تتضور. فالتمس ما يؤذيها، فإذا ورقة آس ملتزقة بعكنة من عكن بطنها. فقال لها: ما كان يغذوك به أبوك؟ قالت: الزبد، والمخ، وشهد الأبكار من النحل، وصفو الخمر. فقال: وأبيك، لأنا أحدث عهدا، وآثر لك من أبيك؟ فأمر رجلا فركب فرسا جموحا، ثم عصب غدائرها بذنبه، ثم استركضها، فقطعها قطعا).. حاول الفرس والرومان غزوها مرارا حيث فشل الإمبراطور الروماني تراجان وكذلك الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس سنة 199م بعد أن احتل كلاً من بابلوسلوقية وتيسفون لأن سكانها دافعوا عنها دفاعاً عنيداً, واستخدموا أقواساً مركبة ترمي سهمين مرة واحدة وقتلوا بها بعضاً من الحرس الوطني الخاص بالامبراطور. وهزمت جيش الإمبراطور الفارسي أردشير الأول الذي سيطر على منطقة الجزيرة كلها حتى سقطت بيد الفرس سنة 241م ودمرت تدميراً شديداً ومنع أهلها من حمل السلاح. وكانت تلك نهاية مملكة عربايا.يجدر بالذكر إلى أن ممالك عربية كانت أيضا موجودة في منطقة الهلال الخصيب في نفس الفترة، أهمها: مملكة الأنباط - عاصمتها البتراء، ومملكة تدمر - عاصمتها تدمر، ودولة المناذرة - عاصمتها الحيرة، ودولة الغساسنة - عاصمتها الجابية.
ومدينة الحضر مستديرة تقريباً، قطرها حوالي الكيلومترين يحيط بها خندق عميق محكم الجانب كما يحيطها سور مدعم بـ 163 برجاً، ويتكون هذا السور من جدارين عرض كل منهما 3 م و 2.5 م وبينهما مسافة 12 م عند البوابة الشمالية. كما وجد خط ترابي يلف بالمدينة من جميع الجهات على بعد نصف كيلومتر خارج السور ولا يعرف إن كان سوراً خارجياً أم أنه حلقة أحكم بها العدو حصاره للمدينة، وتقع على أطرافها عدد من القلاع. و قد تميزت المدينة بموقع يحتل أهمية تجارية وعسكرية، فضلاً عن وفرة مياهها العذبة وأراضيها الخصبة.شعار المدينة هو الصقر, وهو يمثل قوة وهيبة المدينة التي يحكمها آل نصر الأقوياء. اشتهرت الحضر في زمن جذيمة الوضّاحالأبرش والذي اغتالته الزباء ملكة تدمر. وكان سكان الحضر وثنيون يعبدون آلهه منها اللات وشمش "الشمس" ثم تحولوا إلى الديانة المسيحية وغدت دولتهم دولة دينية تحكم بحكم ديمقراطي حيث يحق للكل إبداء رأيه.
حكم مملكة الحضر أربعة ملوك على مدى 84 عاماً والملوك هم:
- الملك ولجش (158- 165 م)
- الملك سنطروق الأول (165- 190 م) وهو أخو الملك ولجش. ولقب ب"ملك العرب" بحسب ما أوضحت النقوش القديمة في مباني الحضر.
- الملك عبد سميا (190- 200 م) وهو ابن سنطروق الأول.
- الملك سنطروق الثاني (200-241 م) وهو ابن عبد سميا.
كان جل سكان الحضر من القبائل العربية، بينما كانت توجد بينهم أعداد من الآراميين الذين كان لهم تأثير في اللغة والكتابة والمعتقد. كانت مدينة الحضر واقعة على الطريق الرابط بين عاصمتي السلوقيين سلوقيةوأنطاكية. كان سكان الحضر وثنيين يعبدون آلهة عدة منها اللات وشمش "الشمس" قد أطلق الحضريون كلمة (شمش) ليعنوا بها الحقيقة المطلقة، ونعتوا الشمس بالإله الأكبر وقد تخيلوه على هيئة كهل عاقل كما توضح رسومهم على أقواس واسكفات في المعبد الكبير.وقد اختلف حول اسم الإله شمش وجاء بعدة مسميات عند العرب قبل الإسلام، فهو من الآلهة التي عبدتها العرب منذ القدم في شمال شبه الجزيرة وجنوبها. وقيل إنها كانت إلهاً ذكراً عند العرب. أما بعل سمين أو "بعل شمين" فهوآلهة شبيهة عند عرب الجنوب وهو رب السماء عند العرب الجنوبيين الذين اخذوا عبادته من العرب الشماليين.
**تم تدمير متحف الموصل يوم 26 فبراير 2015 علي يد مجموعة من تنظيم الدولة الاسلامية "داعس" بحجة طمس الاصنام وتم تخريب المتحف كامل بكل ما يحويه من اثار
**قام تتار العصر الجديد داعش بتاريخ ٧/٣/٢٠١٥ بتجريف وتدمير مدينة احضر التاريخية في سابقة بربرية لطمس حضارة العراق