وباءٌ غامض قد يقتل الملايين، والعلماء يحذرون
27 شباط 2019
يحذر خبراء من أن الوباء القاتل الذي أطلق عليه العلماء اسم "المرض X"، يمكن أن يقتل الملايين من الأصحاء في حال حاكى الأوبئة الماضية التي اجتاحت مناطق مختلفة من الأرض.
ومن المحتمل أن يصبح هذا المرض، القاتل المنتشر القادم الذي يقضي على السكان في جميع أنحاء العالم، على الرغم من عدم وجوده حتى الآن.
ويعمل العلماء على نحو يائس للتنبؤ بموعد وكيفية ظهور سلاسة عالية القوة من مسببات المرض، من أجل الاستعداد لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضدها. وهناك مخاوف من تطور المرض من شكل متحور للإنفلونزا، ما يجعل الأصحاء أكثر عرضة للخطر.
وكان الحال كذلك عند انتشار الإنفلونزا الإسبانية المدمرة في عام 1918، عندما شكّل الأفراد الأصغر سناً والأكثر صحة معظم الخسائر في الأرواح.
وقضى الفيروس على زهاء 5% من سكان العالم، ما جعله أحد أسوأ الكوارث في تاريخ البشرية. ومات وقتها ما يصل إلى 100 مليون فرد بسبب الإنفلونزا الإسبانية، أي بمعدل يفوق العدد الإجمالي للوفيات العسكرية والمدنية من الحرب العالمية الأولى، بأكثر من مرتين ونصف.
وأظهرت الدراسات أن معظم الوفيات ظهرت بين أولئك الذين تقل أعمارهم عن 65 عاما.
ويُعتقد أن الفيروس استخدم جهاز المناعة في الجسم للعمل ضد الأخير. وتسبب ذلك في "عواقب قاتلة لدى الضحايا، تمثلت في إفراط إنتاج الخلايا المناعية". وكلما كان الجهاز المناعي أقوى، زادت تأثيرات الإنفلونزا الإسبانية على المريض.
وفي حال كان "المرض X " جزءا من سلالة الإنفلونزا، فقد يكون له تأثير مدمر مماثل على السكان الأصغر سناً. وما يثير القلق أن الإنفلونزا تنتشر بسهولة في الهواء، ويمكن أن تتكاثر بسرعة، كما يمكن لبعض السلالات أن تنتقل بين الأنواع، مثل إنفلونزا الطيور.
وقال الدكتور جوناثان كويك، رئيس مجلس الصحة العالمي، أن الاتصال بين الأفراد يجعل تفشي المرض أكثر خطورة.
وفي العام الماضي، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الظروف مثالية لظهور "المرض X".
وفي بيان صادر، قالت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً لها: "إن المرض X يمثل المعرفة بأن وباءً دولياً خطيراً يمكن أن يتسبب به مصدر غير معروف حالياً".
وقال المستشار العلمي لمنظمة الصحة العالمية، جون آرني روتنغن: "يخبرنا التاريخ أنه من المرجح أن يكون التفشي الكبير التالي للمرض شيئا لم نشهده من قبل. والهدف يتمثل في التأكد من أننا نخطط بمرونة من حيث تطوير اللقاحات والاختبارات التشخيصية".