{بغداد: الفرات نيوز} أصدرت مفوضية حقوق النسان في العراق، بياناً عن هجرة الأطباء الى الخارج.
وذكر بيان لها تلقت وكالة {الفرات نيوز} نسخة منه "تابعنا بقلق بالغ ما اعلنته وزارة الصحة من أرقام وإحصائيات خطيرة حول ظاهرة هجرة الأطباء وهذا الأمر يتطلب وقفة حقيقية من قبل مؤسسات الدولة والمجتمع للحد من هذه الظاهرة إذ لا يمكن أن تعمل المؤسسة الطبية دون وجود الطبيب كونه الأساس بالإضافة إلى الكوادر المهمة الأخرى أيضاً".
وبين إن "الطبيب العراقي هو الأقدر على التعامل مع المجتمع العراقي الذي مرَّ بأزمات كثيرة وكبيرة ولا يزال ولا يمكن التفكير باستبداله بجلب اطباء من دول أخرى مع ضرورة الاستفادة من الخبرات الدولية لأن الوضع العراقي الداخلي يحتم على الدولة الحفاظ على الطاقات العراقية في جميع الاختصاصات".
وأشار البيان الى ان "السلبيات الموجودة في القطاع الصحي الذي يلقى فيها اللوم على الطبيب لكونه في الواجهة مع المجتمع أسبابها كثيرة وأهمها عدم وجود نظام صحي حديث وقلة المؤسسات الصحية وإمكانياتها وكوادرها الصحية والطبية، بالإضافة إلى قلة التخصيصات المالية في كافة الميزانيات السنوية لهذا القطاع والفساد المستشري وضعف الرقابة الذي أثر بشكل واضح على مستوى الخدمات".
ولفت الى ان "المرحلة الحالية تتطلب بذل الجهود من الجميع للحفاظ على استقرار المؤسسات الصحية وضمان الحفاظ على الأطباء والكوادر الطبية الأخرى ومن أجل تحقيق هذا الهدف نطالب بتفعيل قانون حماية الأطباء رقم ٢٦ لسنة ٢٠١٣ والمادة ٢٣٠ من قانون العقوبات العراقي رقم ١١١ لسنة ١٩٦٩ الذي يعاقب بالسجن ما لا يقل عن سنة كل من يقوم الاعتداء على الطبيب او الموظف اثناء تأدية واجبه".
ودعا إلى "ضرورة توعية المواطن وتوجيهه بوجود منافذ قانونية واضحة لتقديم الشكوى في حال وجود أي تقصير او انتهاك لحقة في الرعاية الصحية".
كما دعا البيان "أيضاً وسائل الاعلام إلى ممارسة دورٍ إيجابي وبناءٍ في الدفاع عن حقوق كل مواطن عراقي سواءً كان طبيب أو مريض وعدم الترويج لخلق كراهية في المجتمع ضد الطبيب أو الكوادر الصحية الأخرى كما لاحظنا خلال الفترة الأخيرة بل العمل على تعزيز الثقة بين المواطن والمؤسسات الطبية وكوادرها وتشخيص مواقع الخلل في هذه المؤسسات وإيصال المعلومات إلى الجهات المعنية لتقويم عملها ومحاسبة المقصر".
وكانت وزارة الصحة، سجلت ارتفاعاً في هجرة الكوادر الطبية خارج البلاد، مؤكدة أنّ الظروف الحالية داخل البلاد غير مناسبة للعمل الطبي، وأنّ هجرة الكفاءات تسببت بنقص كبير في الخبرات بالمستشفيات العراقية.
وقال المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر في تصريح صحفي، إنّ "السنوات الأخيرة شهدت هجرة 20 ألف طبيب من العراق، على الرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة بالأرقام"، مبينا في تصريح صحافي أنّ "دول الجوار والعالم تستقطب الأطباء العراقيين، كونهم مشهودا لهم بالكفاءة والخبرة".
وأشار إلى أنّ "الأجور المتدنية والتهديدات المستمرة من أبرز الأسباب التي تؤدي لهجرة الكوادر الطبية"، مؤكدا أنّ "التهديدات والملاحقات العشائرية التي يتعرض لها الطبيب تعد عاملا ثانيا للهجرة".
وأضاف "يتم تسجيل اعتداءات يومية على الأطباء تبدأ بالسب والشتم والتهديد العشائري وقد تنتهي بالقتل"، مشيرا إلى أنّ "كل تلك الأسباب مجتمعة تسببت بنقص كبير في الأطر الطبية والتمريضية، في الوقت الذي نحاول استقطاب الأطباء المهاجرين من أصحاب الخبرات".
ويعيش الأطباء في العراق أجواء خطيرة للغاية، في ظل عدم توفير الحماية الكافية لهم داخل المستشفيات وخارجها.