معاناة الأرامل والأيتام في العراق

الجزيرة نت-بغداد

أفاد مسؤولون عراقيون بوجود مليون أرملة وأربعة ملايين يتيم، في بلد لا يتجاوز عدد سكانه الثلاثين مليونا، أكدت ذلك سلمى جابو مستشارة رئيس الجمهورية. بينما رأت نرمين عثمان وزيرة شؤون المرأة بالإنابة أن أعداد الأرامل في البلاد يصل إلى مليوني امرأة.
ويقر المسؤولون العراقيون أن الأرامل والأيتام يواجهون مصاعب جمة في حياتهم اليومية في ظل شح المعونات الحكومية المقدمة إليهم.
وقالت رئيس لجنة المرأة والأسرة والطفولة بالبرلمان السابق سميرة الموسوي إن ما يقدم ليس أكثر من مهدئات لمعضلة حقيقية وكبيرة، وطالبت الحكومة بمعالجات جذرية وواسعة بهدف الحد من معاناة ملايين الأرامل واليتامى.
يُذكر أن هجمات القوات الأميركية ضد المدن والأحياء السكنية وعمليات القصف بالمدافع والطائرات منذ بداية الغزو عام 2003، وما صاحبها من أعمال عنف، قد تسببت بمقتل ما يقرب من مليوني عراقي تاركين وراءهم هذا الكم الكبير من الأيتام والأرامل.
والغالبية العظمى من هؤلاء يعيشون تحت خط الفقر، إذ لا تتوفر لهم مصادر للعيش، ولم تقدم لهم معونات من الحكومات المتعاقبة خلال أكثر من سبع سنوات.
إهمال متعمد
وتتهم انتظار الشمري، وهي أكاديمية عراقية وناشطة بحقوق المرأة، الحكومات العراقية، بعد الغزو بالإهمال المتعمد للأرامل والأيتام.

وتقول للجزيرة نت إن مئات المليارات التي دخلت ميزانية الحكومات منذ عام 2003 لم تخصص منها المبالغ اللازمة لرعاية هذه الشريحة، واتهمت جهات لم تسمها بالعمل على زيادة الأرامل والأيتام "بهدف تحويل الملايين من العراقيين إلى قنابل موقوتة داخل المجتمع".
وحذرت الشمري من خطورة ظاهرة الأرامل والأيتام في العراق، مشددة على أن الأمر لا يتعلق بإشباع الجوعى وكسوة المحتاجين، فالنتائج المترتبة على مثل هذه الظاهرة أبعد وأخطر من ذلك بكثير، كما تقول.
وطالبت البرلمان الجديد بوضع دراسات تتضمن الأعداد الحقيقية للأرامل والأيتام "لأن الجهاز المركزي للإحصاء لم يقدم إحصائية دقيقة وشاملة لتخصيص المبالغ اللازمة لهذه الملايين وإدخالهم في مشاريع إنتاجية وخدمية".

خدمات الوزارة
في المقابل يقول المدير العام بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية عامر خزعل للجزيرة نت إن الوزارة تقدم الرعاية إلى الكثير من الأيتام، مشيرا إلى أن هناك 19 مركزا متخصصا لهذا الغرض في جميع المحافظات إضافة لما تقدمه الوزارة من ملابس لهذه الشريحة وتوفير الفرص للدراسة والعمل للبالغين منهم وكل حسب تخصصه.
أما بخصوص الأرامل، فأشار خزعل إلى أن هناك معونات تقدم إلى مئات الآلاف منهن، إلا أنه أقر بأن ما يقدم لا يسد إلا الجزء اليسير من احتياجات هذه العوائل.
وتشير إحصائيات أولية صادرة من وزارة التخطيط إلى أن أعمار الأرامل تتراوح بين (15 سنة و80 سنة) وأن موجة الأرامل الأولى بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي وهي ما خلفته الحرب العراقية الإيرانية (80– 1988) وحرب الخليج الثانية (1991) ثم حقبة الحصار وصولاً إلى الغزو عام 2003 والاحتلال.

مشاركة الجميع
يقول علي سامي عبد الكريم نائب مدير مركز تطوير وتدريب الأرامل للجزيرة نت إن الجميع يجب أن يعترفوا بخطورة انتشار واتساع ظاهرة الأرامل، ويطالب ببذل الجهود وعلى أكثر من صعيد وفي مقدمة ذلك توفير فرص العمل للأرامل وتهيئة الأجواء المناسبة للأيتام لمواصلة دراستهم ودعم هذه العوائل بصورة مباشرة وسريعة.
ويضيف: إننا نتلقى بعض الأموال من شخصيات داخل العراق لدعم بعض الأرامل والأيتام إلا أنها قليلة جداً قياساً بأعدادهم الكبيرة.
ويؤكد مدير جمعية رعاية الأرامل والأيتام بالفلوجة جبار العلواني أن جمعيته تحصل على دعم بالفلوجة من شخصيات ومنظمات بعضها عربية لمساعدة الأيتام والأرامل، ويطالب الجمعيات الخيرية العربية بالمشاركة في مشروع دعم الأرامل والأيتام بالعراق.
يُذكر أن أقسام الرعاية الاجتماعية بالمحافظات تقدم لهذه الأسر بحوالي ستين دولاراً شهرياً، وتشكو الكثير من الأرامل في السنتين الأخيرتين من انقطاع هذه المعونة وعدم حصولهن عليها، أو أنها تأتي بصورة متباعدة ومتقطعة.


المصدر : الجزيرة