"شارع الرشيد" أشهر شوارع بغداد يعاني ويلات الحرب


يشهد شارع الرشيد، أحد أبرز وأقدم شوارع العاصمة العراقية بغداد، إهمالاً كبيراً من الجهات الحكومية المعنية بالنظافة والتعمير، إذ تتكاثر فيه القاذورات والحيوانات الضالة، بالإضافة إلى الأبنية الآيلة للسقوط في أي لحظة.
عُرف الرشيد في فترة الحكم العثماني باسم شارع (خليل باشا)، على اسم حاكم بغداد وقائد الجيش الذي قام بتوسيع وتعديل الطريق العام الممتد من الباب الشرقي إلى باب المعظم، وجعله شارعاً باسمه عام 1910، ليتحول بعد تنصيب فيصل الأول ملكاً على العراق (1921- 1958) إلى شارع الرشيد، نسبة إلى الخليفة العباسي هارون الرشيد.
وفي الوقت الذي يشير فيه برلمانيون عراقيون، إلى أن إهمال شارع الرشيد في بغداد يعود إلى أسباب؛ أبرزها استشراء الفساد والمفسدين في الحكومة، يتبرأ المجلس المحلي للمدينة من علاقته بما يحدث من خراب. وتبيّن أمانة العاصمة، وهي الجهة المسؤولة عن نظافة المدينة وتجميلها، أن إغلاق منافذ الشارع لدواعٍ أمنية، يحول دون ترميمه وتنظيفه.
وقال الناشط والصحافي حمزة عبد السلام، إن “أمانة بغداد مقصّرة بشكل كبير في دورها، فهي مسؤولة عن تنظيف الرشيد، حيث يمر الشارع الأثري اليوم بأسوأ فترة في تاريخه.. النفايات متراكمة ومنتشرة في كل مكان، والمباني قديمة جدا ومتهالكة وقد تسقط في أي لحظة”.
وبيّن، أن الرشيد يعد من أقدم شوارع العاصمة، لكن لم يلتفت إليه أحد بعد عام 2003 وحتى الآن، فقد كان من المفترض أن يكون واجهة سياحية، كما في البلدان العربية التي تحترم تاريخها وتراثها.
واتهم عضو البرلمان العراقي، حسن سالم، “الفاسدين” في الحكومة، بإهمال شارع الرشيد، محملاً أمانة بغداد وبلدياتها مسؤولية تشويه صورة التراث البغدادي.
وقال، إن وجود الفاسدين وغياب الرقابة والمحاسبة، تسببا في استشراء الفساد في المؤسسات الحكومية، ومن ضمنها الخدمية. فالشارع الذي كان يمثل أعجوبة للعرب، صار اليوم مكباً للنفايات، ومرتعا للحيوانات الضالة.
وأضاف أن لجنة الخدمات في البرلمان تخاطب باستمرار أمانة العاصمة لتكثيف الجهود لتلميع الشارع وإصلاح طرقه وأرصفته، لافتا إلى أن الأمانة تتذرع باستمرار بعدم وجود تخصيصات مالية لإطلاق حملة قوية وفاعلة لتغيير شكل الشارع وتنظيفه.
من جانبه، تبرأ المجلس المحلي لمدينة بغداد، من علاقته بخراب الشارع، مبيناً أنه تابعٌ إدارياً وملكياً للأمانة.
وقال عضو المجلس، سعد المطلبي، إن حكومة العاصمة لا علاقة لها بكل ما يحدث في شارع الرشيد، لأنه من المشاريع الحصرية لأمانة بغداد، فلا يحق لنا التدخل وتقييم عمل الأمانة”.
بدوره، أكد المتحدث الإعلامي باسم أمانة العاصمة العراقية بغداد، حكيم عبد الزهرة، أن إغلاق منافذ الشارع يحول دون دخول آليات التنظيف والإدامة والترميم.
وقال، إن أمانة بغداد كانت قد وضعت خطة شاملة لإصلاح الخراب الذي شهده الشارع بعد عام 2003، وذلك في عام 2007، وتضمنت الخطة دراسة متكاملة عن بُناه التحتية وواجهات البنايات، وكلفت أحد المكاتب الاستثمارية بذلك، لكن الخطة لم يُنجز منها سوى 30 في المائة، لأننا اختلفنا مع الجهة المكلفة بإعمار الشارع.
وأضاف أن وزارة الثقافة تعهدت، خلال اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية في 2013، بتخصيص مبالغ مالية، لكن الأمر لم يتحقق لأسباب لا نعرفها، مشيراً إلى المشكلة الحاصلة الآن وكمّ النفايات المنتشرة في بعض أجزاء الشارع، بسبب إغلاق منافذه لوجود البنك المركزي العراقي فيه، وانتشار القوات الأمنية هناك، فسيارات البلديات لا يمكنها الدخول إلى الشارع وأداء وظيفتها.
وتابع، لا يمكن تنظيف كل الشارع، في ظل قطع الطريق لدواع أمنية.
وكان البنك المركزي العراقي قد أعلن، في سبتمبر/أيلول 2016، عن استجابة أكثر من 20 مصرفا لتأهيل شارع الرشيد و20 ساحة عامة في بغداد. وجاء هذا الإعلان بعد دعوة ابتدأها الفنان العراقي عازف العود، نصير شمة، بمشروع سماه (ألق بغداد)، لإظهار بغداد بما يليق بمكانتها وعمقها الحضاري والثقافي.
يشار إلى أن وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، كانت قد عدت، في يناير/كانون الثاني الماضي، شارع الرشيد، واحداً من المواقع التراثية في بغداد، تمهيداً لإدراجه ضمن المواقع التراثية في لائحة التراث العالمي، بالتنسيق بين أمانة بغداد ومنظمتي (اليونيسف) و(اليونسكو).


المصدر:وكالات