السؤال: الحقيقة المحمدية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي الحقيقة المحمدية؟
وهناك رواية تقول ان هناك خلق اعظم من جبرائيل عليه السلام الا وهو روح القدس وهو الذي يخبر جبرئيل وجبرائيل يخبر الأنبياء وجبرائيل يخبر النبي محمد (صلى الله عليه وآله)؟
فهل هذه هي الحقيقة المحمدية؟
وفقكم لكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب:
اعلم أيها الاخ الكريم ان الانسان العادي عاجز عن معرفة حقيقة نفسه فكيف به ان يعرف حقيقة غيره ولا سيما حقيقته سيد الرسل (صلى الله عليه وآله) !!
وقد روى في (البحار) للمجلسي رضوان الله عليه: (يا علي ما عرف الله حق معرفته غيري وغيرك وما عرفك حق معرفتك غير الله وغيري).
وروى في (مدينة المعاجز) نقلاً عن (تأويل الآيات الباهرة في الأئمة الطاهرة): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا علي ما عرف الله الا انا وانت ولا عرفني الا الله وانت ولا عرفك الا الله وانا).
ونقل السيد الاجل المفضال عبد الرزاق المقرم في كتابه (مقتل الحسين (ع)) نقلاً عن المحتضر للحسن بن سليمان الحلي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): انه قال لعلي بن أبي طالب(عليه السلام): (لا يعرف الله الا انا وانت ولا يعرفني الا الله وانت ولا يعرفك الا الله وانا)، وروى ذلك في كتاب مختصر البصائر ايضاً.
فكيف يمكنك ايها الاخ وغيرك من غير المعصومين ان يعرف الحقيقة المحمدية؟!
أما ما ذكرت من وجود رواية، فهذا كلام لا يرجع الى محصل فانه شبه كلام دوري متهافت. واعلم انه ورد في روايات مستفيضة ان لم تكن متواترة معنىً وجمع جلها أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار رضوان الله عليه في كتابه (بصائر الدرجات) ومفاد هذه الرواية: ان روح القدس شيء خلقه الله سبحانه وهو غير جبرائيل وغير الرسول الاكرم وكان مع النبي ثم مع جميع الأئمة واحداً بعد واحد ويكون ذلك لتسديد المعصوم وابلاغه الأحكام الالهية التي لم يوضحها الله سبحانه في كتابه العزيز وتكون وظيفة روح القدس التسديد والتأييد للمعصوم الذي يتصرف هو بأمر من الله سبحانه.