السؤال: النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أفضل الخلق أجمعين
هل هناك من يقول ان الامام المهدي (عليه السلام) أفضل من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
نرجو توضيح من يقول بذلك، وتوضيح من يقول بان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الافضل، بالادلة وبيان الراي الارجح لدى الطائفة الحقة ؟
وفقكم الله
الجواب:
لا أحد يقول بأفضيلة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) على النبي محمد (صلى الله عليه وآله), ولعل منشأ التوهم هو في الأدلة التي تثبت أفضلية الإمام المهدي (عليه السلام) على الأنبياء عليهم السلام والتي يقصد بها أفضلية الإمام على الأنبياء ما عدا النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم), فهو صلوات الله عليه وآله أفضل الخلق أجمعين وساواه في ذلك الإمام علي (عليه السلام), في جميع درجاته سوى النبوة فإنها كانت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم تكن لعليّ(ع).
والإمام علي (عليه السلام) أفضل من بقية الأئمة (عليهم السلام) فلا يمكن أن يكون الإمام المهدي أفضل من النبي (صلوات الله عليه وآله) وهو دون الإمام علي (عليه السلام) في درجته.
والدليل على أفضليته كما يقول العلماء: هو الإجماع على أنه أفضل الخلق كلهم, وخالف في ذلك شرذمة لا يعبأ بهم كالزمخشري فزعم أن جبرئيل أفضل من نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) فتبرأ منه المسلمون ـ أعني رأيه هذا ـ ... أنظر شرح اصول الكافي ج 10 ص 280.
ومن الروايات التي تشير إلى أفضلية الرسول على جميع الخلق:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: (ما خلق الله خلقاً أفضل مني ولا أكرم عليه مني قال علي عليه السلام: فقلت: يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرائيل فقال صلى الله عليه وآله : يا علي ان الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك فإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربّهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا.
يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض وكيف لانكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربّنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه لأن أول ما خلق الله عزّوجلّ أرواحنا فانطلقنا بتوحيده وتحميده ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نوراً واحداًً استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون وأنه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلاّ الله وأنا عبيد ولسنا بألهة يجب أن نعبد معه أو دونه فقالوا: لا إله إلاّ الله ... إلى أن يقول: يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ فقال: يا محمد ان انتهاء حدي الذي وضعني الله عزّ وجلّ فيه إلى هذا المكان فإن تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدي حدود ربّي جلّ جلاله فزخ بي في النور زخة حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علو ملكه...) حلية الأبرار ج 2 ص 397 ــ 399.
وقال ابن تيمية : فإن الذي عليه أهل السنّة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم رومهم وفرسهم وغيرهم, وان قريشاً أفضل العرب, وان بني هاشم أفضل قريش, وان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أفضل بني هاشم, فهو أفضل الخلق نفساً وأفضلهم نسباً... انظر اقتضاء الصراط 10: 148.