وقاية الأطفال من التحرش الجنسي



مقدمة
التحرش الجنسي بالأطفال ، قضية وظاهرة خطيرة أخذت بالظهور شيئاً فشيئاً آخذة معها مستقبل وآمال أطفالنا ، ذئاب بشرية تفتك ببراءة أطفالنا دون رحمة .أمر مخيف أصبح هاجساً يقلق الآباء والأمهات خاصة مع تفكيرهم بإمكانية حدوثه لأحد أبنائهم. ولكن ماذا يمكن أن تفعل الأسرة حيال ذلك ؟؟ وكيف يمكن أن نحمي فلذات أكبادنا من هذا الخطر ؟؟؟
تعريف
ما هو التحرش الجنسي بالأطفال :

يعرف
التحرش الجنسي بأنه كل إثارة يتعرض لها الطفل ويكون عادة بين شخصين غير متكافئين، حيث يتعرض الطفل للاعتداء من شخص بغرض إشباع رغباته الجنسية ، و يكون الطفل في حالة عدم قدرة على الدفاع عن نفسه ، مما يصيبه بحالة من الرعب والفزع . كما أن الطفل يصاب بالخجل من التعبير والإفصاح لوالديه عما جرى خوفاً من إلقاء اللوم عليه وتأنيبه مما يزيد المشكلة تعقيداً .
ويحدث التحرش للطفل من سن الثانية من العمر وقد يكون أقل من ذلك أيضا حيث يمكن أن يقع في براثن التحرش ، يواجه هذا الخطر في أي وقت وفي كل وقت يمكن أن يغيب فيه عن رقابة الوالدين ولعل تلك الحقيقة قد تذهل الكثيرين ويعتقدونها مبالغة، لكن ما أثبتته الحالات الحقيقية للأطفال الذين تعرضوا لهذا الأمر هو أن الأمر ليس خياليا .
دور الأسرة
على الرغم من أن المسؤولية الأساسية تقع على الجاني ، إلا أن للأسرة دورها الأساسي والهام ، فغالباً ما يخجل الآباء والأمهات من الإفصاح لأبنائهم عن أمور هامة للطفل كأن يعرف مناطق جسمه بما يشملها من مسميات ليتعلم الطفل كيف يحافظ على نفسه ويحميها ، كما يجب أن يشرح الآباء لأطفالهم أنه ليس من اللائق أن يكشف هذه المناطق من جسمه بل يجب أن يسترها وان يمنع أي شخص من لمسه او الاقتراب منه ، وعندها سيتعلم الطفل كيف يحافظ على نفسه .
ومن الضروري على الآباء أن يهتموا بالدور التثقيفي للطفل بهذه الأمور بأسلوب بسيط وبطريقة تدريجية تتناسب مع مستواه الفكري والعمري ، وان يكون هذا من مرحلة عمرية متقدمة حتى لا يكون الطفل عرضتاً لتلقي معلومات خاطئة من محيط خارج الأسرة خاصةً وأن المصادر أصبحت من حولهم كثيرة وغير موثوق بها . ومن الأمور الهامة جداً والتي يجب أن يحرص الآباء عليها تعويد الطفل على الإفصاح عما يتعرض له والاستماع جيداً له وإشعاره بالأمان حتى يعبر عما يوجهه دون خوف أو خجل .
ماذا لو وقع المحظور
ماذا لو اكتشفت حدوث تعرض جنسي لطفلك ... ما عليك فعله في هذه الحالة هو الوعي والتفهم والتعامل مع الموقف بكل هدوء ، فيجب عل الأب والأم هنا التصرف بحذر والمحافظة على هدوء الأعصاب ، وعدم إلقاء اللوم والمسؤولية على الطفل لأنه الآن في أشد الحاجة إلى الأمان والدعم النفسي. كما أن العمل على راحة الطفل هي أهم شيء في هذه الأوقات وتوفير الهدوء النفسي وإشعاره بالثقة والقوة وأنه المجني عليه حتى يستطيع أن يحكي ما جرى معه بكل دقة .كما لابد من عرضه بعد ذلك على طبيب نفسي ليتم استرجاع تلك التجربة القاسية التي مر بها الطفل حتى لا تظل آثارها السلبية بداخله . ويتعين على الآباء أيضاً أن يكونوا دقيقين في ملاحظة الطفل ولكن دون أن يشعر بذلك ، حتى يتم حمايته من أية تأثيرات وملاحظة تصرفاته مع محاولة صرف انتباهه دائماً عندما يشرد بذهنه والعمل على إبقائه دائماً وسط أفراد أسرته ومنعه من أن ينفرد بنفسه . وبالطبع ينبغي على الآباء أن لا يتركوا المجرم دون عقاب وتقديمه للجهات المختصة لأن التكتم على ذلك يعطي المجرم فرصة ومجالاً ليعاود فعلته مجدداً مع طفل آخر، كما التبليغ عن المعتدي يمثل جزءً هاماً في تحسن حالة الطفل النفسية عندما يرى عقاباً قاسياً يقع على المجرم . وهناك دور هام يتعين على الآباء القيام به وهو مساعدة الطفل على تخطي هذه المرحلة وذلك بممارسة نوع من الأنشطة أو الهوايات المفيدة أو التي يحبها الطفل أن وذلك بهدف إشغال وقته عن التفكير بما تعرض له .
كيف تعرف أن طفلك قد تعرض للتحرش.؟
يعاني الطفل الذي تعرض للاعتداء الجنسي من عدة إعراض ومؤشرات تنذر الآباء بان طفلهم وقع ضحية اعتداء من أحدهم وهنا من المهم الانتباه لها ومعرفتها، خاصة وأننا نعرف بأن الأطفال قلما يفصحوا عما تعرضوا له بواسطة الكلام ولكن هناك مؤشرات لدى الطفل توضح للوالدين ما يجري لطفلهم ...
دلائل في التصرفات السلوكية والنفسية
الرفض للمشاعر الأبوية وعدم الارتياح .
مشاكل في النوم مثل الأحلام المزعجة والكوابيس .
رفض النوم إلا إذا كانت الأنوار مضاءة .
لق الشديد بالوالدين وخوفه إذا أبتعد
مص الأصبع أو التبول أثناء النوم .
كثرة الخوف من أي شيء والقلق والشرود .
ضعف الثقة بالنفس .
السلوك العد
تغير في شخصية الطفل وسلوكياته .
مشاكل دراسية .
عدم محبة الآخرين والثقة بهم.

إنفعالات وثورات غضب غير مبررة.
أفكار سلبية. حزن وبكاء شديدين.دلائل جسدية
صعوبة في المشي .
صعوبة في الجلوس .
ملابس ممزقة وملطخة بالدماء.
إحساس بالألم .
اتشديد على هذه المؤشرات والتي تشير إلى تعرض الطفل لاعتداء جنسي ولا ينبغ
ي أبداً تجاهل هذه الدلائل .
التحرش الجنسي ... الوقاية خير من العلاج
يجب أن لا يكون هذا الموضوع مصدراً للقلق والذعر لنا فالخطر وإن كان قريباً من أطفالنا يمكن إن نتفاداه ونحاربه ونقضي عليه وذلك من خلال اتخاذ أسباب الوقاية لحماية أطفالنا وأهم ما نبدأ به لحماية أطفالنا التربية الجنسية وذلك منذ الصغر وذلك عن طريق تعليم الطفل الفرق بين اللمسة الصحيحة واللمسة غير صحيحة .
تعليم الطفل خصوصية أجزاء جسمه . والتحدث في تلك الموضوعات مع الطفل ينبغي أن يكون تلقائياً وأن يأتي ضمن حوارات بين الطفل ووالديه يتم من خلالها شرح أجزاء الجسم ثم التطرق إلى الأعضاء التناسلية من جسمه بشكل غير مباشر وأن تلك الأعضاء ملكه لوحده ولا ينبغي أن تنكشف لأحد . ونشرح للطفل بأن اللمسة الصحيحة هي التي لا تسبب ألماً وهي التي من الممكن أن تحدث مثلاً عندما تقوم الأم بتبديل الملابس او يسلم الأب على الطفل أو يقبله ، وان اللمس الصحيح يكون لليدين ، الكتفين ، الذراعين ودون الحاجة إلى الكشف عن أي جزء آخر من الجسم . ومن المهم أيضاً أن يتعلم الطفل أن أجزاء جسمه يجب أن لا يلمسها أو يراها أحد سواه وان يتعلم كذلك كيف يحافظ على الصحة وال
نظافة في التعامل معه . وهذا عندما يكون الطفل في عامه الثاني تقريباً .