أشهر خمس عقبات نفسية تواجه "المراهقين"



لا تقتصر الاضطرابات والعقبات النفسية العميقة على البالغين والعجزة فقط كما يعتقد الكثيرون، فالعقبات النفسية والأزمات العصبية التى تصيب الإنسان قد يتعرض لها فى طفولته، وفى مرحلة المراهقة والشاب وحتى فى الكهولة، وطالما يعيش الإنسان فى الحياة ويعانى من مشكلاتها ويمر بظروفها الحسنة والسيئة يظل عرض للإصابة بمشكلات وعقبات نفسية.

وأكد الدكتور محمد محمود أخصائى العلاج النفسى، أنه لزاما على الجميع التعرف على أشهر المشكلات التى قد يقابلها المراهق خلال فترته الصعبة، والتى قد تتسبب له فى المرور بعقبات نفسية عديدة وتوترات واضطرابات لا حصر لها.

العقبات النفسية العميقة التى تصيب المراهق
فقد أظهرت التجارب أن الأمراض النفسية الخطيرة تصيب الشباب فى السن الصغير وفى فترات المراهقة، فيعانى الشاب من أكثر خمس اضطرابات معروفة، وشهيرة،على رأسها الشعور بالوحدة والعزلة والاغتراب عن مجتمعاتهم المحيطة، مما يصيبهم بمضاعفات الاكتئاب ويعمق من الأزمة ويجعلهم عرضة لأمراض نفسية أكثر خطورة كالتوتر المرضى، وحب الوحدة والانعزالية المرضية، والشعور بالكآبة والحزن دون أسباب واضحة،كما قد يصل المراهق إلى الشعور بعدم الرغبة فى مواصلة الحياة، ويكره ذاته ويعنفها،ولا يتقبلها مما يتسبب له فى اضطرابات نفسية مزمنة ومستمرة معه لفترات عمرية متقدمة، وخامس الاضطرابات التى يكون المراهق عرضة للإصابة بها، هى العيش مع الخيال والتحليق بعيدا عن الحياة على الأرض، وأضاف "المراهق قد يعانى من مشكلات خارجية تؤثر على نفسيته وحياته بأكملها، ولأن طبيعة المراهق تتسم بالمبالغة والإفراط، وحتى فى شعوره بالمشكلات أو العقبات يكون مبالغا ومفرطا.

وأكد الدكتور محمد أن المراهق ليس بمنأى عن العقبات النفسية العميقة، بل إن أشهر الأمراض وأعمقها،يصيب فى الغالب الشباب فى سن المراهقة نظرا لشعور أغلبهم بالاغتراب فى مجتمعهم الأسرى والدراسى والعائلى المحيط .

أكثر هموم الشاب يصنعها عقله
ولفت الدكتور محمد إلى أن المراهق والمراهقة يمران على السواء بمشكلات فى التكيف أكثر من أى فئة عمرية أخرى، فالمراهق يناضل كى يثبت نفسه وشخصيته بداخل عائلته وأصدقائه ومحيط جيرانه ومدرسته وكل من ينافسه، وهذا يمثل عليه حملا وعبئا عصبيا ونفسيا كبيرا لا يمكن للكثير من المراهقين التعامل معه بشكل جيد .ويستنفذ من عقليته وتفكيره الكثير ويجعله فى حيرة من أمره على الدوام، فالمراهق يصنع همومه بنفسه وبعقليته، ويمكنه أيضا التغلب عليها من خلالها .

وفى نفس السياق أكد الدكتور أحمد خالد أخصائى الأمراض النفسية، أن فكر الشاب فى مرحلة المراهقة ينحصر فى أمور معروفة للجميع،وشائعة، ويجعلها محور حياته ومحل تفكير دائم منه، ويعمقها وتأخذ لديه أشكالا جوهرية وأساسية فى تفكيره، وهى تنحصر فى البحث عن قصة حب والبحث عن كيفية ملئ الفراغ العاطفى والخلاء النفسى الذى يشعر به أغلب الشباب، فى ظل البحث أيضا عن هوية ثابتة تعبر عنهم،وإثبات حقيقى لهويتهم وذواتهم، والتفكير فى إقناع الآخرين بها، وهذه الأفكار المعروفة والأهداف التى ينشدها كل شاب مراهق فى مرحلة من عمره، قد يتسبب أى إخفاق فى تحقيقها إلى تحميل عبئا زائدا على نفسية المراهق وقد يعرقل قدرته على التعامل معها جيدا، فهى قدرات تختلف من مراهق إلى آخر .

التكنولوجيا العدو الأول للمراهق والمجتمع
وأشار الدكتور أحمد إلى مدى انتصار التكنولوجيا الحديثة على فرض سيئاتها على المراهقين، وعدم قدرة أغلب المراهقين على الوقوف أمامها وتقنينها واستخدامها لصالحهم، بل أصبحوا عبيدا لها لا يمكنهم العيش بدونها، مما أثر بالتبعية على سلامتهم النفسية وتوازنهم النفسى المطلوب، والذى بدونه يصبح الشاب عرضة لأكبر المشكلات النفسية المعقدة دون مبالغة، ولا شك أن التكنولوجيا وعشق الشباب لها، خاصة المراهقين، أثرت بالسلب على عقليتهم ونفسيتهم وقدرتهم على إدارة العقبات النفسية التى تواجههم، وأصبحت سببا حقيقيا وراء صنع أغلب هذه العقبات التى تبعدهم عن الانخراط فى الحياة الطبيعية التى تضمن لهم توازنا عقليا ونفسيا حقيقيا .

الحل يكمن فى المراهق نفسه وفى ذكائه
وأكد أخصائى النفسية على ضرورة أن ينبع حل المراهق من داخله، بمساعدة مجتمعه المحيط به، عليه التغلب على عزلته وعدم الامتثال للأمر الواقع، والنظر لعيوب من حوله دون النظر لأخطائه وإهماله فى حق نفسه، وعليه التعامل بإيجابية مع ظروفه المحيطة، والاهتمام بمعالجة نفسه ذاتيا أولا بأول عند شعوره بأعراض مرضية نفسية حقيقية، وإن لم يستطع مساعدة نفسه عليه باللجوء للمحيطين والمختصين .

واختتم الدكتور أحمد، مؤكدا على أهمية ذكاء الأب، وقدرته على تخطى كل عقباته النفسية التى سوف تقابله بذكاء منه.