المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إدريس
حُلم الأمس الذي لم يحتوي على شيئٍ منك - مار ادريس
ووضعها على صدره وقال لي
أعلم بأنكِ تتسائلين عن سبب سعادتي ! أنهُ قلبي كُلما رأكِ يقفز من سكونه ويرقص جذلاً !
لستِ شيئاً عادياً يمرُ أمام ناظري , لا أستطيع أن اراكِ مثل البقية وان اعاملكِ بشكل طبيعي
أن الامر يفوق مستوى سيطرتي ..
نظر للأمام من ثم هبط بناظرية للأسفل واضعاً يديه على وجهه لبرهة من الزمن
أستدار بأتجاهي وهو يبتسم أبتسامة عريضة جعلت عيناه الكبيرتان تختفيان
وقال : الحُب أظن بأنه هو من يُفقدني أتزاني ! لا أعلم كيف أحببتك لهذة الدرجة وأنتِ بالكاد تتكلمين أحياناً ..
صمت قليلاً وأدمعت عيناه ثم أستمر بكلامه وقال : هل تعلمين ؟ أنا اعرفُكِ جيداً , أعرف أن هناك خيبة تُعرقل تقبُل وجودي في حياتك وأتفهم ذلك ..
أذ أنهم عندما أخبروني بأنكِ متعلقة بوالدكِ كثيراً علمتُ بأنني سأواجه كل هذا
أعتذر لأنني أمرُ على جراحك و أُذكرُكِ به الأن ! تأكدي أن مواجهة المنا احياناً هي الطريقة الأفضل للتخلص من تلك الغصة التي تُنغص علينا أيام حياتنا ..
ما أن ذكر أبي ودموعي بدأت تنهمر بشكلٍ لا أرادي وبدأ صوته يتلاشى وكأنني أهوي الى العدم
تذكرتُ كيف خطفهُ الموت في ذات الليلة التي أفترقتُ فيها عنكَ !
لطالما كُنتَ تتخلى عني في أحلك ألظروف وأشد اوقات الحاجة
لم تكن يوماً سنداً لي دوماً كُنتَ أنت من يوقعني ! لماذا اُحبك ؟
كيف سمحتُ لنفسي أن أعتبركَ أبي ودنستُ صورة الأبوة النقية بوضعك ضمنها
اسئلةُ كثيرة تشغلُني ! ولا اجدُ لها اجابة سوى انني كنتُ حمقاء
أذ أنني حتى في لحظة حُزني على أبي أتذكرك ! كأنك أنت الحُزن ولا أستطيع المرور على آلآمي بدون أن ألتقي بِك !
أريد أن اكرهك أن امحوّ كل ذكرياتي معك ... أن أرميَّ بِك في محطات التيه والألم وأراك تتعذب
وتطلب الغفران مني وأنا أرفض وأقول لكَ
بأنكَ لم تكن يوماً أهزوجة فرح .. لم تكن وجهةً ملائكياً كما ظننت .. خدعتني
كأنك لعنة نسيان أصابتني لتجعلني أنسى من هم عائلتي .. من هي انا !
ما هو الكبرياء وما هي كينونة أنثى تربت على عدم الأنصياع لأفكار رجُلٍ شرقي أناني
لذا تستحقُ أن تُحرق على تلك التعويذة التي ألقيتها على قلبي المسكين لتتحول حياتي وحياة كل من حولي الى حياة مأساوية .. أنظر الى عيني كيف أختفى بريقُ الحياة فيها
كيف أن الموت يتمثلُ بأبهى صورة في تفاصيلها !
كم أنكَ كُنت مُبدعاً في تمثيل ذلك الدور البطولي على مسرح قلبي ! ليُصدقك .
.
.
حبيبتي ... حبيبتي !
كنت أسمع ذلك الصوت ينادي لكن لا أستطيع أن اعثر على صاحبه !
عالقةً في افكاري لا أستطيع أدراك الوجود !
ضائعةُ بين الذكريات أتخبطُ بين الماضي واوهام الحاضر !
وبعد محاولاتٍ يائسة للخروج من دوامة الأفكار
خرجتُ بعقلي أخيراً الى الوعي مجدداً ورأيت ذلك الرجل يحاول أن يفهم ما يجري داخلي !
كان قد أنزلني من الأرجوحه وجلسنا على العشب وهو يمسكُ وجهي ويقول هل انتِ بخير ؟
ويكرر ذات السؤال .. هل أنتِ بخير ؟؟
.. لوهلة كأنني عدتُ صغيرة ! وأرى أبي أمامي يغمُرني بعناقِ يقيني من مخاوفي
بكيت بدموع وأحتياج طفلة و أجبتهُ : كلا , لستُ كذلك أحتاجٌ موتً ينتشلني من أوجاع الحياة .. لستُ بخير أريد أبي ! وأبي غير موجود .
قام بضمي الى صدرة كأنهُ يريد تخبئتي من الحياة .. من الموت ! من كل شيء
أشعر بنبضات قلبه وهي تخفقُ بسرعة كأن حدثاً عظيماً يحصُل داخله
أنفاسهُ تزداد أضطراباً .. وكأنهُ خائف !
قال : ليتكِ تدخُلين بين جنبات صدري .. ليتكِ تتخذين من حنايا ضلوعي ملجئاً يقيكِ من عواصف الدُنيا ولا تقولين تلك الجمل مجدداً !
هدئتُ قليلاً وبقيتُ ساكنةً في مكاني
محاولةُ عدم قول أو فعل شيء يجرحُه مجدداً ..
مرت اللحظات .. وبدأ قلبهُ يستكين في عُمق الهدوء
أبتعدتُ بحذر وأخبرتهُ أن نخرج للتنزُه
وما أن قُلت لهُ ذلك كأن الحياة دبت في جسدة من جديد
وعادت تلك الضحكة وزينت ملامحه !
أستعددتُ للخروج ووقفتُ أنتظرُه
يقفُ أمام المرآة ويقوم بتمشيط لحيته
يمُر على تفاصيلها ببطئ وأبتسامته لا تفارق مَحياه
، بدأ يغني بصوته الجميل ( ها الأسمر اللون ها الأسمراني تعبان يا قلب خيو هواك رماني )
صمت قليلاً ثم قال : أستغفر الله
قام بغسل اطرافة ووجهه من جديد وشتت الشعر الذي كان يَهُم بترتيبه
فهمت حينها أنه يتوضأ
جلبت لهُ منشفة
من ثم مَر من جانبي ودخل غرفة الضيوف !
يتبع
حرف : مار إدريس مُخلص