هو الرضيع العطشان ... هو الطفل الشهيد في طفوف كربلاء ... الذي عانق نحره الرقيق سهم حرملة بن كاهل لعنه الله ...قاتل الرضيع العطشان ... قاتل قربان آل بيت محمد ... ذلك هو عبد الله الرضيع ... جرح في قلب الانسانية لا يندمل
و هل هناك عين لا تدمع ليتيمة أبي عبد الله ... تلك الطفلة ذات الثلاث سنوات ... تلك الطفلة التي لم تحتمل رؤية الخد التريب ... لم تحتمل رؤية الشيب الخضيب ... لم تحتمل رؤية الجسد السليب ... ففارقت الحياة و هي تحتضن ذلك الرأس المرمل بالدماء ...من بكته معها ملائكة السماء
هي الحوراء ... هي سفيرة كربلاء ... هي بطلة كربلاء ... هي عقيلة الطالبيين ... هي حاملة آلام الهاشميين ... هي كعبة الأحزان ... هي كفيلة الأيتام ... هي التي نطقت و جللت بكلماتها قصور البغي و الطغيان ... تلك هي صوت الحسين و صولته ... دم الحسين و ديمومته ... قتلوه ليسكتوه ... فنطقت هي فما استطاعوا اسكاتها
ولن نسكت نحن ايضا
شكرا يا اخوتي بوركتم على هذه الردود الحلوة
روي أنه لما أخبر النبي صلى الله عليه وآله ابنته فاطمة بقتل ولدها الحسين وما يجري عليه من المحن بكت فاطمة بكاء شديداً ، وقالت : يا أبتِ متى يكون ذلك ؟ فقال : في زمان خال مني ومنك ومن علي ، فاشتد بكاؤها وقالت : يا أبه فمن يبكي عليه ؟ ومن يلتزم باقامة العزاء له ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا فاطمة إن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي ، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي .. ويجددون العزاء جيلاً ، بعد جيل ، في كل سنة ، فإذا كان يوم القيامة ، تشفعين أنت للنساء .. وأنا أشفع للرجال .. وكل من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنة يا فاطمة ! كل عين باكية يوم القيامة ، إلا عين بكت على مصاب الحسين فانها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة .