هذه القصيده كتبها الشاعر نزار قباني وهو شاعر مشهور ومعروف في اوساط شعراء الغزل ولان الامام الحسين " علية السلام " كالشمس لا تحجبها السحاب ماكان الا ان ينصاع شعرة ونبض حروفة الى عظمة ورفعة الامام الحسين " علية السلام "
من أجمل قصائد نزار قباني:
*****************
سأل المخـالف حين انـهكـه العـجب
هل للحـسين مع الروافـض من نسب
لا يـنـقضي ذكـر الحسين بثـغرهم
وعلى امتداد الدهـر يُْوقِـدُ كاللَّـهب
وكـأنَّ لا أكَــلَ الزمـــانُ على دمٍ
كدم الحـسين بـكـربلاء ولا شــرب
أوَلَمْ يَـحِنْ كـفُّ البـكاء فــما عسى
يُـبدي ويُـجدي والحسين قد احــتسب
فأجـبـتـه ما للـحـسين وما لـــكم
يا رائــدي نــدوات آلـيـة الطـرب
إن لم يـكن بين الحــسين وبـيـنـنـــا
نـسبٌ فـيـكـفـيـنا الـرثاء له نــسب
والحـر لا يـنـسى الجـمــــيل وردِّه
ولَـإنْ نـسى فـلـقــد أسـاء إلى الأدب
يالائـمي حـب الحـسين أجــــــنـنا
واجــتاح أوديــة الضـــمائر واشرأبّْ
فلـقد تـشـرَّب في النــخاع ولم يــزل
سـريانه حتى تســـلَّـط في الـرُكــب
من مـثـله أحــيى الكـرامة حـيــنـما
مـاتت على أيــدي جــبابـرة الـعـرب
وأفـاق دنـيـاً طـأطـأت لـولاتــــها
فــرقى لـذاك ونـال عــالية الـرتــب
و غــدى الصـمـود بإثـره مـتـحفزاً
والـذل عن وهـج الحيـاة قد احتـجـب
أما الـبـكاء فــذاك مــصـدر عـزنا
وبه نـواسـيـهـم ليـوم الـمنـقـلـب
نـبـكي على الــرأس المـــرتـل آيـة
والــرمح مـنـبـره وذاك هو العـجـب
نـبـكي على الثـغـر المـكـسـر ســنه
نـبكي على الجـسـد السـليب الـمُنتهـب
نـبـكي على خـدر الفــواطـم حــسرة
وعـلى الـشـبـيـبة قـطـعـوا إربـاً إرب
دع عنـك ذكــر الخـالـديـن وغـبـطهم
كي لا تــكون لـنـار بـارئـهـم حــطب
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين...
سأل العقل العين مابكِ تدمعين دمعا رقرقا حزين فالزمت الصمت السكين وكذا القلب مابها دقاتك لايسمع صوتها الدفين وانت ياايها اللسان ماحال تنطق بصوت شجين وحارتني ايادي وهي تضرب الصدر والوجة بالكفين فاجابوا جميعهم قد اتى عاشوراء الحسين .. قد اتى عاشوراء الحسين
إن الإنسان باستطاعته معرفة سلامة قلبه،
من خلال ذكر أبي عبد الله الحسين الشهيد (عليه السلام)..
فالذي لا يرقُ قلبه في ذكر الحسين (عليه السلام) خلال هذه الأيام المقبلة ؛
فليعلم أن هنالكَ خللا ما في البين.
السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين
قصيده للشاعر بدر شاكر السياب بحق الامام الحسين (عليه السلام)
ارم السماء بنظرة استهزاء === واجعل شرابك من دم الأشلاءِ
واسحق بظلـَّك كلَّ عرض ناصع === وأبح لنعلك أعظم الضعفاءِ
واملأ سراجك، إن تَقَضّى زيتهُ === مما تدرُّ نواضب الأثداءِ
واخلع عليه كما تشاء ذبالة === هدب الرضيع وحلمة العذراءِ
واسدر بغيـَّك يا يزيد، فقد ثوى === عنك الحسين ممزَّق الأحشاءِ
والليل أظلم والقطيع كما ترى === يرنو إليك بأعين بلهاءِ
أحنى لسوطك شاحبات ظهوره === شأن الذليل ودبَّ في استرخاءِ
وإذا اشتكى فمن المغيث وإن غفا === أين المهيب به إلى العلياءِ
* * *
مثَّلت غدرك فاقشعرَّ لهوله === قلبي وثار وزلزت أعضائي
واستقطرت عيني الدموع ورنقت === فيها بقايا دمعة خرساءِ
يطفو ويرسب في خيالي دونها === ظلٌّ أدقُّ من الجناح النائي
أبصرت ظلك يا يزيد يرجُّه === موج اللهيب وعاصف الأنواءِ
رأس تكلّل بالخنا واعتاض عن === ذاك النضار بحيَّة رقطاء
ويدان موثقتان بالسوط الذي === قد كان يعبث أمسِ بالأحياءِ
قم فاسمع اسمك وهو يغدو سبة === وانظر لمجدك وهو محض هباءِ
وانظر إلى الأجيال يأخذ مقبل === عن ذاهب ذكرى أبي الشهداءِ
كالمشعل الوهّاج إلا إنها === نور الإله يجل عن إطفاءِ
* * *
عصفت بي الذكرى فألقت ظلّها === في ناظريَّ كواكب الصحراءِ
مبهورة الأضواء يغشى ومضها === أشباح ركب لجَّ في الإسراءِ
أضفى عليه الليل ستراً حِيك من === عرف الجنان ومن ظلال (حراءِ)
أسرى ونام فليس إلا هِمَّة === باسم الحسين، وجهشة استبكاءِ
تلك ابنة الزهراء ولهى راعها === حلم ألمَّ بها مع الظلماءِ
تنبي أخاها وهي تخفي وجهها === ذعراً وتلوي الجيد من إعياءِ
عن ذلك السهل الملبَّد يرتمي === في الاُفق مثل الغيمة السوداءِ
يكتظ بالأشباح ظمأى حشرجت === ثم أشرأبَّت في انتظار الماءِ
مفغورة الأفواه إلا جثَّة === من غير رأس، لطخت بدماءِ
زحفت إلى ماء تراءى ثمّ لم === تبلغه وانكفأت على الحصباءِ
غير الحسين تصدّه عما انتوى === رؤيا فكُفـَّي با ابنة الزهراءِ
مَن للضعاف إذا استغاثوا والتظت === عينا (يزيد) سوى فتى الهيجاءِ
* * *
بأبي عطاشى لاغبين ورضّعاً === صُفر الشفاه خمائص الأحشاءِ
أيد تمدُّ إلى السماء وأعين === ترنو إلى الماء القريب النائي
طام أحل لكل صاد ورده === من سائب يعوي، ومن رقطاءِ
عزَّ الحسين وجلَّ عن أن يشتري === ريَّ الغليل بخطَّة نكراءِ
آلى يموت ولا يوالي مارقاً === جمّ الخطايا، طائش الأهواءِ
فليصرعوه كما أرادوا إنما === ما ذنب أطفال وذنب نساءِ
** *
عاجت بي الذكرى عليها ساعة === مرَّ الزمان بها على استحياءِ
خفقت لتكشف عن رضيع ناحل === ذبلت مراشفه، ذبول خباءِ
ظمآن بين يدي أبيه كأنه === فرخ القطاة يدفُّ في النكباءِ
لاح الفرات له فأجهش باسطاً === يمناه نحو اللجَّة الزرقاءِ
واستشفع الأبُ حابسيه على الصدى === بالطفل يومىءُ باليد البيضاءِ
رجّى الرواء فكان سهماً حزَّ في === نحر الرضيع وضحكة استهزاءِ
فاهتزَّ واختلج اختلاجة طائر === ظمآن رفَّ ومات قرب الماءِ
* * *
ذكرى ألمت فاقشعرَّ لهولها === قلبي وثار وزلزلت أعضائي
واستقطرت عيني الدموع ورنَّقت === فيها بقايا دمعة خرساءِ
يطفو ويرسب في خيالي دونها === ظلٌّ أدقُّ من الجناح النائي
حيران في قعر الجحيم معلق === ما بين ألسنة اللظى الحمراءِ
تَاهتْ بِوَصفِ جَلالِكَ البُلَغاءُ ... وتَحَيَّرْتْ فِي كُنْهِكَ العُلَماءُ
إنَّ الحَضَارَةَ يَا حُسَيْنُ وما حَوَتْ ... مِن كَرْبَلائكَ نُورُها وَضَّاءُ
أيها النــاس ..
إن الشهادة تزيد في أعمار المستشهدين،
ألا ترون كيف أن "عبد الله الرضيع" يعتبر اليوم من كبار عظماء الرجال ؟