السؤال: لفظ الصلاة في اللغة والاصطلاح
ما هو المراد من لفظ ( الصّلاة ) في اللّغة والإصطلاح؟
الجواب:

للصلاة معنىً في اللغة, وآخر في الاستعمالات الشرعية.
أمّا لغةً:
فالمشهور أن الأصل اللغوي للصلاة هو الدعاء, قال الراغب: ((قال كثير من أهل اللغة هي الدعاء والتبريك والتمجيد، يقال : صلّيت عليه، أي دعوت له، زكيت, وقال عليه السلام: (إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، وإن كان صائماً فليصلّ) أي : ليدع لأهله)) ( المفردات : الراغب الأصفهاني، مادة (صلا).), وقال الطبري : ((إن الصلاة في كلام العرب من غير الله إنما هو دعاء)) ( تفسير الطبري 12: 48), وقال أبو المظفر السمعاني: ((وأصل الصلاة في اللغة الدعاء)) ( تفسير القرآن : أبو المظفر السمعاني، 4: 304، الأحزاب: آية 56 )، وقال الرازي : ((الصلاة الدعاء يقال في اللغة صلّى عليه، أي دعا له)) ( تفسير الفخر الرازي 13: 228، الأحزاب آية : 56) .
واختاره السيد المدني وأيده بقوله: ((ويؤيده: بأن الصلاة بهذا المعنى في أشعار الجاهلية كثيرة الاستعمال)) ( شرح الصحيفة السجادية : السيد المدني 1: 419), وقال صاحب مفتاح الكرامة: (( الصلاة لغة الدعاء كما في المبسوط، والخلاف, والمعتبر، والمنتهى, والبيان, وغاية المراد والمهذب البارع، والتنقيح, ونهاية الأحكام، والتحرير، والذكرى, وروض الجنان وغيرها)) ( مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة: محمّد جواد العاملي 5: 5 ـ 6). وهكذا تجد الكثير يقول به وكأنهم متفقون عليه.
وقيل أن الصلاة في اللغة مشتركة بين الدعاء, والتعظيم, والرحمة، والبركة.
وأمّا اصطلاحاً:
ونعني به المراد من الصلاة في الاستعمالات الشرعية في الكتاب والسنّة, فقد استعملت في موارد، الأول: الصلاة ذات الركوع والسجود وسمّيت بذلك لتضمّنها الدعاء.
والثاني: صلاة النبي (صلّى الله عليه وآله) على من يأتي بزكاته في قولـه تعالى: (( خُذ مِن أَموَالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُم )) (التوبة:103).
والثالث: الصلاة على النبي (صلّى الله عليه وآله)، التي أمرنا الله تعالى بها في قوله تعالى من سورة الأحزاب: (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيماً )) (الاحزاب:56 ).
وواضح أن الآية كما استعملت لفظ الصلاة بحق المؤمن, استعملتها بحق الله تعالى وبحق ملائكته حيث جمعتهما في فعل واحد وهو (يصلون) ثمّ أمرت المؤمنين بالصلاة عليه في قوله (صلّوا عليه).
ومعلوم أن معنى الصلاة بحق المؤمنين لا يناسب معناه بحق الله تعالى, ومن هنا اختلف مراد الشارع من استعمال هذا اللفظ عند الله تعالى, وعند ملائكته، وعند المؤمنين.