الكمأة في العراق
ان ار تي
استغل تنظيم داعش توجه مئات العراقيين العاطلين من العمل على الذهاب إلى الصحراء، لجمع الكمأة المرتفعة الاسعار، لاثبات وجوده عبر قتل على العراقيين الباحثين عن هذا الفطر البري الموسمي والتي تسمى بالالماس الاسود.
وذكر تقرير لصحيفة "الاندبندنت عربية" اليوم، الاربعاء (20 شباط 2019) ان "البحث عن الكمأة الثمينة في صحراء العراق الغربية، تحول من فرصة لكسب الرزق إلى فخ يسبب سقوط ضحايا، بعدما انتهز تنظيم داعش الفرصة لأسر مدنيين توغلوا في مناطق نائية ومعزولة، على امل إيجاد كميات كبيرة من الكمأة، التي تحظى بإقبال كبير في السوق العراقية".
واضاف، انه "ومنذ العام 2013، تراجعت معدلات البحث عن هذه المادة في الصحراء، بسبب المخاطر الأمنية المرتبطة بوجود داعش، لكن ومع استعادة القوات العراقية سيطرتها على معظم مناطق البلاد، قبل أكثر من عام، عادت هذه التجارة المربحة إلى الواجهة، بسبب الاستقرار الأمني النسبي، الذي حفز هواة هذا النوع من العمل على مزاولة نشاطهم مجددا".
واوضح انه "بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدها شتاء العراق، هذا الموسم، امتلأت الأسواق المحلية بالكمأة، وسط طلب هائل، حافظ على سعرها المرتفع".
وتتحدد أسعار الكمأة وفق حجمها، إذ كلما زاد حجم الكمأة ازداد سعرها. وتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد، في بعض الأحيان، حاجز الـ 25 دولارا أميركيا، فيما يعتمد جمع الكمأة من الصحراء على البحث الدقيق، ويمكن أن يجمع الشخص الواحد نحو 30 كيلوغراما في اليوم الواحد، إذا وجد منطقة مناسبة.
وقد حفزت الأسعار المرتفعة مئات العراقيين، العاطلين من العمل، على الذهاب إلى الصحراء للبحث عن الكمأة، لكن هذا ما مثل، في المقابل، فرصة نادرة أمام فلول داعش لأسر عدد منهم، في محاولة للتدليل على استمرار وجوده.
وتداول مدونون يوم امس، الثلاثاء، صورا لعدد من ضحايا البحث عن الكمأة، الذين قضوا على أيدي عناصر داعش في منطقة صحراوية بالقرب من الحدود العراقية السعودية، بعدما أعلنت السلطات الأمنية العثور على جثث في مناطق بالقرب من حدود العراق مع كل من سوريا والأردن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين محليين في الأنبار، إن "الجيش حرر 5 أشخاص، من بين 12 شخصا اختطفهم داعش، لدى توغلهم في الصحراء، بحثا عن الكمأة، فيما قال مسؤولون في كربلاء إن السلطات المحلية تعمل على تحديد عدد المفقودين في صحراء الأنبار، بعدما بلغت عائلاتهم عن عدم عودة أبنائها الذين توجهوا إليها منذ أيام".
ودعا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في بيان المدنيين إلى "عدم الدخول في عمق المناطق الصحراوية البعيدة من سيطرة القوات الأمنية، والا يصبحوا فريسة سهلة للإرهاب، وان يفوتوا الفرصة على عناصره الساعين إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة".
من جهته، ربط قيس الخزعلي، زعيم حركة عصائب أهل الحق، بين هذه الحوادث ورغبة الولايات المتحدة في توسيع دائرة نفوذها العسكري على الأراضي العراقية.
وقال الخزعلي إنه "في ظل التركيز الأميركي على عودة خطر داعش، الذي تزامن مع انسحاب قواتها من سوريا ومحاولة إيجاد مبررات لوجودها في العراق، "لا نستبعد وجود أياد أميركية وراء خطف المدنيين في كربلاء وصلاح الدين".
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية في الأنبار، إن "توجه السكان الكثيف نحو الصحراء، بحثا عن الكمأة، فرض على قوات الجيش تحريك دوريات مواكبة لتوفير الحماية للمدنيين وفي بعض الحالات اكتشف الجيش بالصدفة مضافات سرية أقامها عناصر داعش في الصحراء، لتخزين السلاح والتخطيط لتنفيذ هجمات.
وقد لجأت السلطات الأمنية إلى فرض قيود على حركة المدنيين في مناطق صحراوية شهدت في الآونة الماضية نشاطاً لـ "داعش".
ولا تستبعد المصادر تنفيذ عمليات واسعة في الصحراء الغربية، بحثا عن مضافات سرية يستخدمها داعش مواقع للانطلاق بهدف اختطاف مدنيين.
ويتوقع السكان المحليون أن تستمر عمليات البحث عن الكمأة خلال الشهرين المقبلين، مع استمرار الأمطار بالهطول على مناطق صحراوية في الأنبار.