وحين أعود لذات المكان
ويحصد منّي الهشيم الجنان
ويدمي الأصابع صخر المحال
وتُحرج عيني عيونُ الزمان
يحيط بروحي رجوع الليالي
وأهرب منّي أريد الأمان
تنام الدروب ويأتي ظلام
وتصبح كل الوجوه خشان
ويصفع قلبي زئير السكون
فيطلق للنار فيه العنان
ويجتاح صمتي ربوع الكلام
فمأرب ماعاد يروي البيان
وينهش لحم السؤال فراغ
ويخذل حسن الظنون كيان
ذهول وأقبض ثوب الوداع
ويكسب فينا الغياب الرهان