القرامطة والقبائل العربيةعدل
اتبعت قبائل الجزيرة العربية دعوة القرامطة سياسيا فقط وليس دينيا، بحكم إهمال الدولة العباسية للقبائل العربيةوالجزيرة العربية على عكس الدولة الأموية في السابق التي كانت تجعلهم عماد الجيوش والفتوحات وإدخالهم في العمل السياسي، وسبب إهمال الدولة العباسية لاحقا الثورات المتتالية والعصيان للقبائل العربية بسبب أوضاعهم الاقتصادية، فأنضمت للقرامطة لاحقا قبائل مثل بني هلالوبنو سليم وبنو معقل، وبنو كلب وفزارة وأشجع وغيرهم، وكانوا هم عماد جيش القرامطة الذي غزو به أنحاء الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر، إلى أن بدأ الفاطميون في استقدام بني هلال وسليم وفزارة وأشجع وبنو معقلللاستقرار بمصر، فنزلت تلك القبائل في بحري وقبلي مصرواستقرت بصعيد مصر خصوصا لمدة تربو على القرن، ثم شجعها الخليفة الفاطمي المستنصر بمشورة وزيره اليازوري للاستقرار بشمال أفريقيا للقضاء على الحركة الاستقلالية التي قادها عامل الفاطميين في أفريقيا (تونس اليوم)، فنزحت بنو هلال وبني سليم وفزارة وأشجع وبنو معقل منصعيد مصر إلى شمال أفريقيا فيما عرف بتغريبة بني هلال، على اسم أكبر قبائل التغريبة، على إنه بقيت بقية لتلك القبائل في مصر.
القرامطة وهجومهم على مكةعدل
هاجم قرامطة البحرين مكة المكرمة في موسم الحج، وقتلوا زهاء ثلاثين ألفا من أهل مكة ومن الحجاج وسبوا النساء والذراري، وخلعوا باب الكعبة، وسلبوا كسوتها، واقتلعوا الحجر الأسود من مكانه، واحتملوه إلى بلادهم، وأعملوا السلب والنهب في مكة، وعادوا إلى البحرينيحملون الحجر الأسود حيث أبقوه عندهم نحو اثنتين وعشرين سنة، ثم أعادوه إلى مكة.[4]
القرامطة اقتصادياًعدل
القرامطة من الذين عرفوا خطورة تهريب المال والذهبخارج حدود الدولة فقاموا بصك نقود من الرصاص. ذكر الباحث السوري محمد أمين جوهر أن الدولة القرمطية كانت تقدم العون المادي لمن يستطيع أن يبني عملا أو حرفة أو زراعة، وأنهم قامو بشق الأقنية وزراعة النخيل، وكان يمنع ذبح الحيوانات بين الناس، أما تمويل الدولة فكان من خلال الضرائب التي تأخذها نتيجة مشاركتها في معظم الأعمال، وكان يدخل كذلك خزينة الدولة الضرائب التي فرضها القرامطة على الدولة العباسية، ويذكر أن جيش المقتدر باللهالذي أرسله للقضاء على الدولة القرمطية كان يزيد على الثمانين ألف محارب وجيش القرامطة الذي تصدى له حسب ما اتفق عليه الباحثون لم يتجاوز ألفان وسبعمائة رجل، وجاء ذكر ذلك في رسالة أبي طاهر للخليفة المقتدر، ويدل ذلك على مدى تمسك الناس بدولة قامت بتأمين العدالة الاجتماعية للناس وقضت على الفقر ودولة القرامطة وصلت إلى السلمية في سوريا على الحدود المصرية حيث نشبت العديد من الحروب بين القرامطة والفاطميين.
تألفت موارد بيت مال الإمارة القرمطية من رسوم موانئأوال وعقاراتها، ومن الإتاوات المفروضة على الأقطار المجاورة مثل الكوفة والبصرة وعمان والشام[5]. وكانت إيرادات هذه الموارد تتجاوز المليون دينار سنوياً، ويضاف إلى ذلك موارد أخرى تجبى من قوافل الحج السنوية ومن السفن المارة في ساحل الإحساء ومن غنائم الغزوات، فضلاً عن حصة الخزينة العامة من اللؤلؤ المستخرج من مياه الخليج[5].