لماذا تزورني كل يوم .. كل صباح تطل من خلفِ ستائرِ نافذتي وردية اللون .. تبتسم وتحسب عدد تلك الأزهار عليها وكأنك تغيظني
بــ ابتسامتك قائلاً : أرأيتِ حتى في بعدي ورحيلي الأبدي ما زلت أسكن ذاكرتكِ الصغيرة التي لا تسع لشخصٍ سواي .. ما زلت أقبع هناك بين نبضاتِ ذاك القلب الصغير حيث كنت وما أزال
لماذا أراك بكل أشيائي اليومية وبكل تفاصيلي الصغيرة حتى المملة منها ..
أشربُ فنجان قهوتي فـ أراك قابع خلفه تبتسم ونظرتك التي تملؤ يومي ويُخيَّلُ لي بأنك تسبح بقهوتي بفنجاني فــ أشربك جرعة واحدة حتى أكادُ أن أختنق بك
تصيبني بالجنون يا هذا ،، ما أنت ولِمَ تسكن هنا داخلي .. تسري بأوردتي .. على نبضاتي على أنفاسي .. بكل شيءٍ مني ولي
أهرب من بيتي لذاك المقهى البعيد جداً وأتنفس الصعداء فأجلس بزاوية بعيدة عن الجميع .. أمدُّ يدي لتلك الجريدة أُقلِّبُ بين صفحاتها علَّني أشرد عنك قليلا ،، وفجأة تخرج لي من بين ثنايا الجريدة من بين طياتِ صفحاتها
تضحك ببراءة طفل تمدُّ أصابعك لتلامس أطراف أصابعي وتهمس لي قائلاً : اشتقتُ لكِ ألم تشتاقي أيضاً لي
فـ يحسبُني جميع من يراني مجنونة .. وأنا فعلاً بك مجنونة ،، فـ هلَّا خففت من شدةِ وطأةِ اعصارك ،، وبي رفقا .
16/ 2/ 2019