مصير الروح بعد الموت (روح المؤمن وغيره)
*
1- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ :
فَوَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَوْ يَرَوْنَ مَكَانَهُ وَيَسْمَعُونَ كَلَامَهُ لَذَهَلُوا عَنْ مَيِّتِهِمْ وَلَبَكَوْا عَلَى نُفُوسِهِمْ ، حَتَّى إِذَا حُمِلَ الْمَيِّتُ عَلَى نَعْشِهِ رَفْرَفَ رُوحُهُ فَوْقَ النَّعْشِ وَهُوَ يُنَادِي : ﴿يَا أَهْلِي وَيَا وُلْدِي ... لَا تَلْعَبَنَّ بِكُمُ الدُّنْيَا كَمَا لَعِبَتْ بِي ، فَجَمَعْتُ الْمَالَ مِنْ حِلِّهِ وَغَيْرِ حِلِّهِ ، ثُمَّ خَلَّفْتُهُ لِغَيْرِي ، فَالْمَهْنَأُ لَهُ وَالتَّبِعَةُ عَلَيَّ ، فَاحْذَرُوا مِثْلَ مَا حَلَّ بِي ...﴾ . (بحار الأنوار : ج6، ص161.)
*
2- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ :
إِذَا حُمِلَ عَدُوُّ اللَّهِ إِلَى قَبْرِهِ نَادَى حَمَلَتَهُ :
﴿أَلَا تَسْمَعُونَ يَا إِخْوَتَاهْ ..! أَنِّي أَشْكُو إِلَيْكُمْ مَا وَقَعَ فِيهِ أَخُوكُمُ الشَّقِيُّ ! أَنَّ عَدُوَّ اللَّهِ خَدَعَنِي فَأَوْرَدَنِي ثُمَّ لَمْ يُصْدِرْنِي وَأَقْسَمَ لِي أَنَّهُ نَاصِحٌ لِي فَغَشَّنِي .! أَشْكُو إِلَيْكُمْ دُنْيَا غَرَّتْنِي حَتَّى إِذَا اطْمَأْنَنْتُ إِلَيْهَا صَرَعَتْنِي . وَأَشْكُو إِلَيْكُمْ أَخِلَّاءَ الْهَوَى ، مَنَّوْنِي ثُمَّ تَبَرَّءُوا مِنِّي وَخَذَلُونِي .! وَأَشْكُو إِلَيْكُمْ أَوْلَاداً حَمَيْتُ عَنْهُمْ وَآثَرْتُهُمْ عَلَى نَفْسِي فَأَكَلُوا مَالِي وَأَسْلَمُونِي .! وَأَشْكُو إِلَيْكُمْ مَالًا مَنَعْتُ فِيهِ حَقَّ اللَّهِ فَكَانَ وَبَالُهُ عَلَيَّ وَكَانَ نَفْعُهُ لِغَيْرِي .! وَأَشْكُو إِلَيْكُمْ دَاراً أَنْفَقْتُ عَلَيْهَا حَرِيبَتِي وَصَارَ سُكَّانُهَا غَيْرِي .!
وَأَشْكُو إِلَيْكُمْ طُولَ الثَّوَى فِي قَبْرِي يُنَادِي : " أَنَا بَيْتُ الدُّودِ .. أَنَا بَيْتُ الظُّلْمَةِ وَالْوَحْشَةِ وَالضَّيْقِ " .
يَا إِخْوَتَاهْ ، فَاحْبِسُونِي مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاحْذَرُوا مِثْلَ مَا لَقِيتُ ، فَإِنِّي قَدْ بُشِّرْتُ بِالنَّارِ وَالذُّلِّ وَالصَّغَارِ وَغَضَبِ الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ .
وَا حَسْرَتَاهْ عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ... وَيَا طُولَ عَوْلَتَاهْ .
فَمَا لِي مِنْ شَفِيعٍ يُطاعُ وَلَا صَدِيقٍ يَرْحَمُنِي ، فَلَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ . (بحار الأنوار : ج6، ص258.)
*
3- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
إِذَا قُبِضَتِ الرُّوحُ فَهِيَ مُظِلَّةٌ فَوْقَ الْجَسَدِ ـ رُوحُ الْمُؤْمِنِ وَغَيْرِهِ ـ يَنْظُرُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ يُصْنَعُ بِهِ ، فَإِذَا كُفِّنَ وَوُضِعَ عَلَى السَّرِيرِ وَحُمِلَ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَالِ عَادَتِ الرُّوحُ إِلَيْهِ وَدَخَلَتْ فِيهِ ، فَيُمَدُّ لَهُ فِي بَصَرِهِ ، فَيَنْظُرُ إِلَى مَوْضِعِهِ مِنَ الْجَنَّةِ أَوْ مِنَ النَّارِ ، فَيُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ : عَجِّلُونِي عَجِّلُونِي ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ : رُدُّونِي رُدُّونِي ، وَهُوَ يَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ يُصْنَعُ بِهِ ، وَيَسْمَعُ الْكَلَامَ . (الفقيه : ج1، ص193.)