رَّدُّ مولانا أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام)
على من أنكر الثواب والعقاب في الدنيا قبل الآخرة
*
عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه) قال :
وَأَمَّا الرَّدُّ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ الثَّوَابَ وَالْعِقَابَ فِي الدُّنْيَا بَعْدَ الْمَوْتِ قَبْلَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : ﴿يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾ . يَعْنِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَبْلَ الْقِيَامَةِ ، فَإِذَا كَانَتِ الْقِيَامَةُ بُدِّلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ .
وَمِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ . وَهُوَ أَمْرٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ وَهُوَ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ﴾ . وَالْغُدُوُّ وَالْعَشِيُّ لَا يَكُونَانِ فِي الْقِيَامَةِ الَّتِي هِيَ دَارُ الْخُلُودِ ، وَإِنَّمَا يَكُونَانِ فِي الدُّنْيَا ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي أَهْلِ الْجَنَّةِ : ﴿وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾ . وَالْبُكْرَةُ وَالْعَشِيُّ إِنَّمَا يَكُونَانِ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فِي جَنَّةِ الْحَيَاةِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ﴿لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا﴾ .
وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ : ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَّبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ .
*
المصدر : (بحار الأنوار : ج6، ص245. عنه عن تفسير النعماني.)