مفهوم الإرسال والرسل في القرآن الكريم
*
1 - قد تكون الريح مرسلة :
قَالَ تَعَالَى : ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾ - [سُّورَةُ الحِجْرِ : 22.]
قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ﴾ - [سُّورَةُ القَمَرِ : 19.]
قَالَ تَعَالَى : ﴿وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾ - [سُّورَةُ الذَّارِيَاتِ : 41.]
قَالَ تَعَالَى : ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ﴾ - [سُّورَةُ فُصِّلَتْ : 16.]
2 - وقد تكون الشياطين مرسلة أيضاً :
قَالَ تَعَالَى : ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾ - [سُّورَةُ مَريَمْ : 83.]
3 - وقد تكون الحيوانات مرسلة أيضاً :
قَالَ تَعَالَى : ﴿فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾ - [سُّورَةُ المَائِدَةِ : 31.]
قَالَ تَعَالَى : ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ﴾ - [سُّورَةُ الْأَعْرَافِ : 133.]
4 - وهذه أيضاً هدية :
قَالَ تَعَالَى : ﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ - [سُّورَةُ النَّمْلِ : 35.]
5 - إضف إلى ما سبق جميعاً أن هناك معجزة عظيمة في القرآن الكريم وهي جند الله الملائكة المرسلون في الرياح :
قَالَ تَعَالَى : ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾ - [سُّورَةُ الأَحْزَابِ : 9.]
ولمن يستشكل في المفهموم القرآني أن مفهوم "البعث" في الآيات القرآنية ليست رسل ، فنقول له : قَالَ تَعَالَى : ﴿رَبَّنَا "وَابْعَثْ" فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ - [سُّورَةُ البَقَرَة : 129.]

*
خُلاصة القول ليس معنى الرسل في القرآن الكريم هم الأنبياء (عليهم السلام) فقط !
وأن الأئِمة (عليهم السلام) هم أيضاً رسل الله تعالى :
قَالَ تَعَالَى : ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ - [سُّورَةُ آلَ عِمْرَانَ : 32.]
قَالَ تَعَالَى : ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ - [سُّورَةُ آلَ عِمْرَانَ : 132.]
قَالَ تَعَالَى : ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ - [سُّورَةُ الْأَنْفَالِ : 46.]
كلنا يعرف ان الله تعالى يأمرنا بطاعته وبطاعة رسوله . وبكل تأكيد أن طاعة رسول الله تخص الأحياء ، وبمعنى أوضح إن الله تعالى يأمرنا بطاعته أولاً وبطاعة رسوله ثانياً . وقد يكون رسوله نبي الزمان وقد يكون رسوله إمام الزمان .
فكيف يأمرنا الله تعالى بطاعة رسول الزمان الحالي وهو ميت . فهذا لا يمكن أبداً فإن الآيات الشريفة أكدت على طاعتهم في كل زمان وجاءت بصيغة الأمر ، فهذه حُجة مستمرة إلى قيام يوم الدين بطاعة الله ورسوله .
كما أن أرض الله تعالى لا تخلوا من حُجة ومن شك في وجوده فقد افترى الله على الله كذباً . أفيعقل أن يدع الله أهل هذه الأرض يسرحون ويمرحون بالشهوات والمنكرات والكفر والإلحاد والتظليل من دون أن يفعل الله تعالى شيئاً أو يصدر أمراً أو يرسل رسولاً ؟؟!! كلا ورب الكعبة وتعالى الله عما يقول المبطلون علواً كبيراً . بل هو والله الخليفة المعظم المهدي (عجل الله فرجه الشريف) يسري بين الناس ويقضي حوائجهم ويدفع والله عنهم الموت والمكاره من حيث لا يشعرون ويتشرف بلقائه الخُلص من المؤمنين الأتقياء . كما كان النبي يوسف (عليه السلام) قد عاش دهراً طويلاً بين الناس كان يحميهم ويدافع عنهم ويهيء لهم الأسباب والأمور لصالحهم من حيث لا يشعرون . إلا أن أتى أمر الله تعالى بالأذن له والإعلان عن نفسه للناس . فلا تخلوا أرض الله تعالى من حُجة أو رسول .
وكما أننا نستطيع ربط قضية السرداب بالبئر الذي رُمِيَ فيه النبي يوسف (عليه السلام) حيث كانت فترة قصيرة قضاها يوسف (عليه السلام) في الجب ، فكذلك إمام زماننا (عجل الله فرجه الشريف) قضى مدة قصيرة فيه .
ومن أستشكل في مدة وطول عُمر المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ، فنقول له : ألم يكن نبي الله نوح (عليه السلام) قد عاشَ أكثر من 2400 سنة ! قضى منها 950 سنة في بعثته .
فلماذا هذا الإستشكال في طول عُمر المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ؟ على الرغم من أن عُمره الشريف الحالي قد بلغ : (1150 سنة) .