النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

الانفتاح الاعمى

الزوار من محركات البحث: 18 المشاهدات : 351 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: February-2019
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3 المواضيع: 4
    التقييم: 6
    آخر نشاط: 8/September/2020

    الانفتاح الاعمى

    لكل مجتمع من المجتمعات عادات وتقاليد سامية بالنسبة الى أفراده، تنسجم ضمنيآ او كليآ مع ثوابت ومرتكزات ذلك المجتمع، بحسب عقيدته الدينية والاخلاقية، و ايديولوجيته التي تميزه عن باقي المجتمعات.
    وهنا نخص الحديث عن المجتمعين الشرقي والغربي،ومشكلة تقليد الشرق للغرب، التي اودت او تكاد تودي بالحضارة الاسلامية والموروث الشرقي الى الضياع.
    فالتطور الكبير الذي شهدته اوربا، بعد ظهور طبقة المفكرين في القرن السابع عشر، والثورة الصناعية في القرن الثامن عشر، جعل منها محط انظار العالم، واثر ذلك بشكل كبير في المجتمع الشرقي الذي تمثله الغالبية المسلمة، حيث اصبح الانسان الشرقي يتغنى بامجاد اوربا في مجالات الصناعة و التكنلوجيا، مما مهد ذلك تدريجيآ للغزو الثقافي الاوربي لمجتمعنا، وخاصة بعدما برزت عندنا طبقة "اشباه المثقفين" أو "المتثاقفين" التي عملت على فتح ابواب المجتمع للثقافة الغربية، والمساهمة بنقل العادات والتقاليد والافكار السائدة في المجتمتع الغربي، الى المجتمع الشرقي، بحجة ان مجتمع اوربا مجتمع متطور صناعيا وينعم بالرفاهية والسلام، وبالتالي فهو متطور ثقافيا وفكريا! وماعلينا سوى التماشي معهم ومحاكاتهم كي نتطور نحن بدورنا أيضا، وحقيقة هذه الفكرة ماهي إلا مغالطة وخلط بين التطور العلمي والتطور الثقافي! فالتطور العلمي لا غبار عليه مطلوب، لكن التطور الثقافي أسيء فهمه بشكل كبير، فالذي حصل ليس تطور، بل هو تغيير، واستبدال للثقافة الشرقية بالثقافة الغربية، التي لاتنسجم مع ثقافة المجتمع المسلم وتتنافى معه كليآ.
    ولكون مجتمعنا منكوب نتيجة الصراعات المذهبية والسياسية، ولانعدام الادوات الكافية للنهوض بصناعتنا وعمراننا وتحقيق التطور العلمي و التكنلوجي ،وبسبب ضعف والارادة والعزيمة، ولأسباب أخرى! اتجه المجتمع بقيادة اشباه المثقفين، الى الوجهة الاسهل وهي التطور الثقافي الجديد -الاستبدال الثقافي- للانفتاح على اوربا، وبصراحة هذه الثقافة الجديدة براقة تلبي نداء الغرائز ويسيل عليها لعاب المتثاقفين او المروجين للانفتاح الغير منضبط! وبذلك بدأت الثقافة الاوربية تنتشر انتشار مروع عندنا، حتى داست فوق ثقافتنا وطمست تعاليم ديننا واخلاقياتنا واصالتنا، واصبح الفرد الشرقي يحتقر ثقافته، وينبذ موروثه الفكري وينتقد دينه بفهم او بغير فهم، وبالمقابل يمجد الثقافة الاوربية، بكل مضامينها دون تحقيق او وعي لماهية هذه الثقافة، وصلاحية تطبيقها من عدمها في مجتمع له طبيعة خاصة ومختلفة كالمجتمع المسلم . . .

    الانسان الغربي يختلف في تكوينه الفكري والبيئي والاجتماعي ومن حيث معتقداته عن الانسان الشرقي تمامآ، فربما تكون هناك فكرة جميلة او ممارسة مشروعة، يستحسن تطبيقها الاوربي لاتضر المجتمع او تسيء اليه، كونها تنسجم مع اخلاقه ومعتقداته. لكن عندما تأتي بنفس الفكرة وتعمل على تطبيقها في المجتمع المسلم، قد تحصل الطامة الكبرى وتصبح الفكرة وبال في المجتمع، إذا لم تنسجم مع معتقداته واخلاقياته. لأن كل مجتمع له خصوصية معينة يختلف بها عن باقي المجتمعات.
    وهذا ماحصل نتيجة استيراد الاعراف والممارسات الغربية الى مجتمعنا، وتطبيقها، كالألبسة وقصات الشعر والاحتفالات المشبوهة والممارسات اللااخلاقية . . . إلخ . وبالتالي تكسير القيود الدينية والاخلاقية، والدخول في فوضى مجتمعية وازمة اخلاق وانعدام للفضيلة، والواقع يشهد بذلك.

    إليكم مثال في التبعية والتقليد الاعمى(تقليد الشرق للغرب) نقلآ عن كتاب "النباهة والاستحمار" للشهيد الدكتور علي شريعتي :

    يذهب الاوربيين الى الغابة لصيد القردة حية سالمة، ويكون ذلك وفق خطة محكمة، حيث يضع الصيادون إناء مملوء "بالصمغ اللزج" تحت الاشجار أوعلى ضفاف الانهار، في ممر القردة، ويضعون إناء آخر في زاوية أخرى بالقرب منهم يشبه الإناء الأول لكن فيه ماء! ويجلسون بانتظار مرور القردة في ذلك الممر، فتأتي القردة وتقف أمام الاناء المملوء بالصمغ، حيث يرفع الصيادون أيديهم كحالة السلام، فترفع القردة أيديها كحالة رد السلام، فيغمس الصيادون أيديهم في الأواني المملوءة بالماء، فتغمس القردة كذلك أيديها، لكن في الاواني المملوءة بمادة "الصمغ اللزج"، يخرج الصيادين أيديهم ويضعونها على جباههم كحالة التيمم، فتخرج القردة أيديها ايضا وتضعها على جباهها -تعمل مثلهم تمامآ- ، يمسح الصيادين على وجوههم وعيونهم بالماء، كذلك تفعل مثلهم القردة، تمسح على الوجوه والعيون بمادة الصمغ اللزج ،ثم يقف الصيادين أمام الشمس فتقف القردة مثلهم أمام الشمس، ماذا يحصل بعد ذلك؟! تجف مادة الصمغ على وجوه القردة فتلتصق اجفانها ويتعذر عليها فتح عيونها، وهكذا يذهب الصيادين ويلقون القبض عليها.

  2. #2
    من اهل الدار
    Ozymandias
    تاريخ التسجيل: January-2018
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,575 المواضيع: 93
    صوتيات: 17 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 9797
    آخر نشاط: 20/August/2021
    الموضوع اقرب لقسم مساحة حرة
    شكرا صديقي

  3. #3
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 15,984 المواضيع: 146
    صوتيات: 20 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 13948
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى حازم البغدادي
    مقالات المدونة: 15
    ليس الانفتاح هو سبب تدهور اوضاع الوطن العربي والاسلامي بل هو الانقسام الذاتي الذي بعثر كتلة هذه المجتمعات .والقوا بكل ثقلها على الغرب حين يقتل المسلم مسلما ما بدافع طائفي نقول ان الغرب هو المسبب وعلى فرض انه هو السبب كيف تنقاد هذه الحشود لتلك المؤامرة ان كان لها الوعي التام .وماذا استفاد المجتمع الاسلامي بانغلاقه ؟ ازداد صراعا وحروبا وكراهية .العلة فينا ومنا ونرمي باعبائها على غيرنا

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال