بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
" امرؤ ":
هذه الكَلِمة: تُكتب همزتُها المتطرِّفة على الواو إن كانَتْ في موضع رفع، وتُكتَبُ على الألف إن كانَتْ في موضع نصبٍ، وعلى الياء إن كانَتْ في موضع جرٍّ.
والسَّبب في ذلك: هو تَغيُّر حركة الرَّاء الَّتي تسبق تلك الهمزة في المواقع الإعرابيَّة الثَّلاثة؛ فتكون الرَّاء مَضمُومةً في موضع الرَّفع، وَمَفْتُوحةً في مَوْضِعِ النَّصبِ، ومكسورةً في موضع الجرِّ.
ومعلوم -في قواعد الإملاء- أنَّ الهمزة المتطرِّفة تَتْبَعُ حَرَكَةَ الحرف الَّذي قبلها؛ فتُرسم على الحرف الَّذي يُجانس حركة ما قبلها؛ أي: تُرْسَم على الواو إذا سُبِقَتْ بِضمٍّ، وعلى الألِف إذا سُبِقَتْ بفَتْحٍ، وعلى الياء إذا سُبِقَتْ بكسرٍ.
فمثال موضع الرَّفع قولك: " امرُؤُ القيس شاعرٌ جاهليٌّ ":
كُتِبَتِ الهمزة على واو؛ لأنَّها سُبِقَتْ بضمٍّ.
ومثال موضع النَّصب: " إنَّ امرَأَ القيس شاعرٌ جاهليٌّ ":
كُتِبَتِ الهمزة على ألف؛ لأنَّها سُبِقَتْ بفَتْحٍ.
ومثال موضع الجرِّ: " قرأتُ معلَّقةَ امرِئِ القيس ":
كتبت الهمزة على ياء؛ لأنَّها سُبِقَتْ بكسرٍ.
وقد وَرَدتْ هذه الكلمة بمواضعها الإعرابيَّة الثلاثة في الكتاب العزيز:
قال الله -تعالى-: { إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ } النِّسـاء 176
وقال -عزَّ وجلَّ-: { مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ } مريـم 28
وقال -سبحانه-: { لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ } النُّور 11
ومن شواهدِ ذلك في الشِّعر:
قول الشَّاعر " من الطَّويل ":
وَقَدْ يُخْطِئُ الرَّأيَ امْرُؤٌ وَهْوَ حَازِمٌ * كَمَا اخْتَلَّ في نَظْمِ القَرِيضِ عَبِيدُ
وقول الشَّاعر " من الطَّويل ":
وإنَّ امْرَأً يُمْسِي وَيُصْبِحُ سَالِمًا * مِنَ النَّاسِ -إلاَّ ما جَنَى- لَسَعِيدُ
وقول الشَّاعر " من الطَّويل ":
لِكُلِّ امْرِئٍ مِن دَهْرِهِ ما تَعَوَّدَا * وَعَادَاتُ سَيْفِ الدَّوْلَةِ الطَّعْنُ في العِدَا
والله أعلم. وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله، وسلَّم.