السلام عليكم اخواني اخواتي
مناظره أعجبتني
١- قال
هل أنت (سني أم شيعي)؟
٢-فقلت له:
لا أفهم هذين
المصطلحين. لكن
إن كنت تسأل عن ديني
فأنا مسلم. وإن كنت تسأل
عن قوميتي فأنا عربي.
١-قال: بل أسألك عن عقيدتك: سني أم شيعي؟
٢-فقلت: مؤمن
بالله وملائكته وكتبه
ورسله، لا أفرق بين أحد
من رسله ، وأؤمن باليوم الآخر، وبالغيب.
١-فقال: أسألك
عن طائفتك: سني
أم شيعي ؟
٢-فقلت:
دعني أبحث
في القرآن الكريم:
هل سماني سنيا أم شيعيا؟
ففتحت سورة الحج:
{هُوَ سَمَّاكُمُ
الْمُسْلِمِينَ
مِنْ قَبْل}،
وفتحت سورة آل عمران،
وقرأت: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ
إِلَّا وَأَنْتُمْ
مُسْلِمُونَ }.(ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباب من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون).(ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما).
وفتحت سورة فصلت:
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًامِمَّنْ
دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ
صَالِحًا وَقَالَ
إِنَّنِي مِنَ
الْمُسْلِمِينَ }.
قلت له: إنني من المسلمين.
١-فقال: أي
جماعة تتبع:
السنة أم الشيعة؟
٢-فقلت له:
أنا لا أتبع أي جماعة، أنا أتبع ما أنزل الله جل وعلا، القرآن وكفی.
١. تبلبلت أفكار المناظر الاول
٢-فقلت له:
افتح القرآن الكريم،
واستمع نداء الله، من
ينادي: هل يقول: يا سنة
العالم اتحدوا؟ ، أم يقول: يا شيعة العالم اجتمعوا... أم يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ
إِلَّا وَأَنْتُمْ
مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ
جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}!!
الإسلام نسخة واحدة،
لا توجد له إصدارات
متعددة، قال تعالى: { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلَامُ }، وقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لكم الْإِسْلَامَ دِينًا}.
وحين أقول: الإسلام السني أو الإسلام الشيعي أو الإسلام السياسي... إلخ، فإنني أزعم أن الله لم يكمل دينه، وأن وصف الله قاصر، وأنه يحتاج إلى تكملة، ولا يكفي أن أقول: (مسلم).
١-فقال: أنت
تعلم أن هذا التقسيم
هو السائد، وهناك صراع
كبير بين السنة والشيعة.
٢- فقلت له:
دعني أذكرك
بحقيقة مهمة.
لا يوجد صراع
بين سنة وشيعة،
لأنه لا يوجد أصلا:
سنة أو شيعة، فلا أعرف
هذه التقسيمات، ومن يعرفها فليفيدني
عنها.
الصراع بين
البشر، لا علاقة
له بالإيمان والكفر...
الله لم يأمرنا في كتابه
أن نقاتل الناس لأن إيمانهم ليس مثل إيماننا، أو لأن عقيدتهم تختلف عن عقيدتنا...
بل قال لنبيه:
محمد صلى الله
عليه وسلم {فذكر إنما أنت مذكر. لست
عليهم بمسيطر. إلا من
تولى وكفر. فيعذبه الله العذاب الأكبر}.
٢-كنت ذات مرة أصلي خلف إمام، فوصل هذه
الآيات، فأخبرته أن
الاستثناء في (إلا)
منقطعا وليس متصلا،
والمعنى: لست على الناس أيها الرسول بمسيطر، لكن من تولى وكفر فعذابه عند ربه. ولو وصلت الآيات لتناقض
المعنى.
فمن المسيطر:
النبي أم الله؟!
والحكم لله، فالله يحكم بين الناس فيما اعتقدوه...
٢- هذا الصراع وهمي؟
لا.صراع حقيقي، وسيظل
هذا الصراع بين الناس،
ولكن لا علاقة له
بالدين؛ فالدين
الحق لا يأمرنا بقتال
الناس إلا في حالة واحدة، وهي حالة رد الظلم والعدوان والبغي،
وحماية حقوق الناس.
فمن ظلم وبغى واعتدى، أيا كان دينه، وأيا كان انتماؤه، وأيا كانت
مكانته. فيجب الافصاح بالحقيقه مالم يتم ردعه عن الظلم، ولو بالقتال. والأمر بالقتال في القرآن
الكريم، جاء في هذا
السياق: {وَقَاتِلُوا
فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا }.
وما وراء ذلك من صراع فهو صراع سلطة وأهواء والتمسك بالكرسي الزائل
** من أروع ما كتب جزا الله كاتبها خيرا
أحد المعلمين يقول :
انتقلت للعمل في مدرسة ابتدائية... منحني المدير تدريس ( الصف الثالث ) واستدعاني إلى مكتبه وقال لي : سوف أصارحك القول لدينا في المدرسة ثلاثة شعب ( الصف الثالث ) وهذا الموسم الدراسي ...قررنا مع باقي زملائك
أن نجعل شعبتين منهم .. يضمون أحسن التلاميذ .. والصف الثالث .. الذي هو شعبتك أنت .. كل تلاميذها.. ميئوس منهم ...فإن استطعت أن تنتشل منهم ، ثلاثة ، أو أربعة تلاميذ ..فلك كل التقدير ....
وإن لم تستطع ، فلا لوم عليك فحتى أولياء أمورهم ..يعرفون ضعف مستواهم....
يقول صاحبنا :
دخلت إلى الشعبة وسألت كل طالب ماذا تحب أن تصبح عندما تكبر ؟
قال بعضهم ضابطاً وبعضهم قال طبيباً ،
والآخر قال : مهندساً
ابتهجت في نفسي كثيراً وقلت :
الحمد لله أن أحلامهم لم تمت بعد .
في اليوم الثاني أعدت توزيع جلوس الطلاب بحسب مهن أحلامهم
بحيث يكون الضباط بجانب بعضهم ،
والأطباء بجانب بعضهم وكذلك الحال بالنسبة للمهندسين .. وهكذا .
وكتبت لكل واحد منهم لقبه على كتابه .
الضابط : محمد !
الدكتور عبدالله !
المهندس : احمد !
وبدأت أمارس مهنتي كمعلم لهؤلاء الطلاب ، وأنا واضع بذهني أنهم كغيرهم من التلاميذ وليسوا ضعفاء كما يوصفون .
وبالطبع وجدت منهم من يخطىء ،
ومن يتكاسل ،
ومن لا يكتب الواجب ، الخ ...
وهنا جاء دور العقاب . !!
ولكن عقابي لهم كان مختلفاً تماماً فأنا لا أضربهم
بل كنت فقط أسحب اللقب من المعاقبين
وبالتالي أسحب منهم أحلامهم وأجلسهم في مكان خاص بالفصل أسميناه "الشارع" مما كان يزعجهم ويجعلهم يضاعفون جهودهم للرجوع لمكانهم ، ولقبهم المفضل لهم
وبهذا الشكل ارتفع مستوى الطلاب في الصف ، و أخذوا يحلون الواجبات المنزلية ..أولاً بأول
ويدرسون باجتهادٍ كبير وتنافس شريف ، وكنت أشجعهم أحياناً بهدايا كل واحد هديته تخص مجال حلمه .
ومع انتهاء الفصل الدراسي الأول أحب كل تلاميذي الصف والدراسة والمدرسة والمدرس...
وصرت نادراً ما أجلس أحدهم في"الشارع "
وبنهاية العام والحمدلله فقد تفوقت شعبتي على الشعبتين الآخرتين وبفارق كبير ....
سألني المدير وباقي الزملاء المعلمين :
" بالله عليك قل لنا ما هي طرق التدريس التي غيَرت من هؤلاء التلاميذ ورفعت مستواهم بشكل خيالي ؟"
فكان ردي :
طرقي بالتدريس وأسلوبي لا يختلف عن أساليبكم أنا فقط
"جعلت كل تلميذ يدافع عن حلمه "
الى معلمي احمد96
رحمك الله